أولا المناطق الشمالية مهددة بالتصحر عن طريق عدة عوامل في مقدمتها انجراف التربة في المناطق الجبلية التي تساهم في التعرية، حيث أنه توجد إحصائيات تقول إن 120 مليون طن من الأتربة تنجرف سنويا من الجبال، وهو سبب مباشر للتصحر، أضف إلى هذا الحرائق التي تجتاح سنويا غاباتنا كالشريعة وشنوة، زيادة على الأمراض التي تصيب الغابات خاصة أشجار الأرز والصنوبر الحلبي، إضافة إلى الانجراف الريحي الذي يأتي هو الآخر سنويا على 12 مليون هكتار، وأخيرا تدخل الإنسان عن طريق ظاهرة ''الاحتطاب'' والرعي العشوائي· حسب الإحصائيات التي أملكها، فقد وصل عدد الولايات المعنية بظاهرة التصحر إلى حد الآن 19 ولاية سهبية فلاحية ورعوية اجتاحها التصحر، والكارثة ستكون أكبر إن لم تتدخل السلطات وتتضافر الجهود، أضف إلى هذا فإن العامل الأول والمباشر في تصحر هذه الأراضي هو مشكل الملوحة الزائدة في التربة، والتي تأتي عن طريق الاستعمال المفرط للأسمدة والمبيدات في ظل غياب اعتماد أي خبرة مما يضاعف من احتمالية تصحرها بشكل أو بآخر حتى ولو كانت واقعة في أخصب الأراضي السهلية· ظاهرة التصحر ستشكل خطورة كبيرة في السنوات المقبلة خاصة مع التغيرات المناخية التي تحصل على الطبقة الأرضية، وستشمل ولايات أخرى، لذلك فإن الأمر يستدعي تضافر الجهود وتدخل عدد من الوزارات، في مقدمتها استدعاء الوكالة الوطنية لمكافحة التصحر وتسطير برنامج استعجالي تساهم فيه وزارة الفلاحة والغابات والموارد المائية والجماعات المحلية، إضافة إلى تسخير الجانب المادي·