** أنا فتاة عمري 21 سنة، ومن عائلة معروفة والحمد لله، مشكلتي أنه لم يتقدم لخطبتي أحد وأمنيتي أن أتزوج، وأنا منذ سنتين تقريبا أدعو بالزواج ولم يُستجب لي، علماً بأني ملتزمة، وأقوم الليل، وأقرأ القرآن، وأستغفر وأسبِّح، ودوماً أدعو، ولم أترك مكانًا ولا زمانًا تستجاب فيهما الدعوة إلا ودعوتها، وأعمل عمل الخير، وصادقة مع الله ومع الناس، ومحافظة ومحصنة نفسي، ولم أكلم رجلاً غريباً قط، ومع ذلك لم أتزوج. أكتب إليكم وأنا أبكي، أودّ أن أتزوج، أود لو أن أحدا يحبني، وأن أكون أمًّا. فهل تأخير الاستجابة أمر طبيعي؟ أرشدوني مأجورين. * الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: أسأل الله عز وجل أن يرزقك الزوج الصالح، وأن يحقق لك ما تتمنينه في الدنيا والآخرة. أحمدي الله عز وجل أن جعلك من الخيِّرات الصالحات المؤمنات، والمؤمن يعرف ربه، وما أنزل من أمر ففيه من الحِكم التي يستشعر معها العبدُ نعمة الله عليه، والابتلاء سنة أرادها الله لعباده لحكم كثيرة منها: -1- اللجوء إلى الله بالدعاء والتضرع. 2- - معرفة ضعف العبد. 3- - هوان الدنيا ومعرفة زوالها. وغيرها كثير. فإن الدنيا دار ابتلاء واختبار. والجنة دار السعادة، ولو كان هناك من شيء من البلاء في الدنيا لكان الأنبياء، والمرء يبتلى على قدر دينه. قال صلى الله عليه وسلم: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فعليه السخط". رواه الترمذي وحسنه. فاصبري على ما أنت فيه، واحتسبي الأجر عند الله، وستجدين ما يسرك في القريب العاجل بإذن الله. ثم اعلمي أنك صغيرة ولم تصلي إلى سن اليأس من الزواج، فالخير بإذن الله قادم، وآملي خيرًا. وأما الدعاء فعليك الاستمرار، وأيقني أن الله يمنح العبد الصادق الفاعل الأسباب، والإجابة إما الاستجابة، أو دفع البلاء، أو الادخار له يوم القيامة. وأذكّرك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: دعوت فلم يستجب لي" متفق عليه. وفي رواية مسلم "لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل قيل يا رسول الله ما الاستعجال؟: قال: يقول دعوت فلم يستجيب لي، فيستمر عنه ذلك، ويدع الدعاء". أختي الكريمة لابد من فعل بعض الأسباب منها: -1- الحضور في المناسبات التي تبرزك للآخرين وتعرفهم بك. -2- كوني اجتماعية وذات صلة بالآخرين. 3- - شاركي في أي مجال خير لتستفيدي من وقتك، ويعرفك بالآخرين، مثل دور تحفيظ القرآن. -4- لا مانع من عرض اسمك لمن يقومون بالتوفيق من راغبي الزواج. وابشري بخير. وفقك الله لما يحب ربنا ويرضاه.