لم أجد السبيل لطرح مشكلتي؛ لأني متأكدة من أولئك الناس الذين لا يقدّرون مشاكل الغير، لذلك لجأت إليك سيدتي الكريمة. أنا أرملة في الخامسة والأربعين من العمر، توفي زوجي منذ عشرين سنة، وترك لي طفلتين هما الآن في سن الزواج. لقد تقدم لخطبتي الكثير من الرجال، لكن رفضت هذه الفكرة نهائيا وكرّست حياتي لهما، وقد سهرت على تعليمهما، تخرجّت الأولى من الجامعة، وإن شاء الله ستنهي الثانية دراستها الجامعية، وكل من هذه وتلك مخطوبتان، وكل واحدة منهما تنتظر خطيبها لتحسين ظروفه لتذهب إلى بيت الزوجية . فالأولى يعاني خطيبها من مشكلة السكن، ويعاني خطيب الثانية من مشكلة البطالة ، بعدما أنهى دراسته الجامعية . في هذا الوقت بالذات جاءني رجل خاطب، تعرفت عليه عن طريق زميلة لي في العمل، ولا أخفي عنك يا مدام أمينة أنه نال إعجابي، وبسرعة أحببته كما لم أحب أحدا من قبل . تقرّبت منه وتأكدت أنه أهلا لذلك الحب، خاصة بعدما أعرب عن نيته في الزواج بي، وقد أخبرني أنه جاهز من كل النواحي، واشترط علي فقط التوقف عن العمل لأن أحواله المادية جيدة . هذا الرجل أو بالأحرى العريس، يريد الزواج مني في ظرف شهر وليس أكثر كي يسافر لأنه يقيم بالخارج، وأنا لا أستطيع ذلك بسبب ابنتاي، وفي نفس الوقت لا أريد أن أفوّت هذه الفرصة. فهل أفاتحهما بخصوص هذا الأمر، أم أصرف النظر عنه، علما أني تعلقت كثيرا بهذا الرجل، بل وأحببته كذلك . مهدية / سيدي بلعباس الرد : عزيزتي مهدية، الزواج نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى على عباده، فهو السكينة والهدوء، وقد أنعم الله عليك بهذا الخطيب الذي ينوي الزواج منك، فلا تضيعي هذه الفرصة من بين يديك، وأقبلي به زوجا فقط، وضحي له ظروفك الحالية، فإن كان واعيا بالأمر سيقدّر ظروفك وينتظرك، بل ويسعى لإعانتك حتى يتم زواج بناتك، وبعدها يسهل الأمر . أدعو الله أن يوفّقك .