علماء الأمة ينتفضون ضد تصريحات ماكرون: الإسلام لا يمر بأزمة ولن يمر.. أكد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن المقتنعين بالإسلام يزدادون كل يوم فهو ليس في أزمة وإنما الأزمة في الجهل بمبادئه وحقائقه والحقد عليه وعلى أمته فهي أزمة فهم وأزمة أخلاق . فيما أصدر الازهر بيان استنكر فيه بشدة تصريحات الرئيس الفرنسي. ق.د/وكالات صدر بيان خاص للاتحاد ردا على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زعم فيها أن الدين الإسلامي يمر اليوم بأزمة في كل أنحاء العالم. وقال البيان إن المشكلة التي يواجهها الإسلام تكمن في ازدواجية المعايير والإسلاموفوبيا وفي حفنة ممن صنعهم المحتلون والمستعمرون يحكمون بلاد المسلمين . وأكد الاتحاد أن مثل هذه التهجمات غير المبررة والسماح بالاعتداء على مقدسات الإسلام تحت غطاء الحرية هي التي تصنع الإرهاب والعنصرية الدينية وتحول دون التعايش السلمي القائم على احترام جميع الأديان وخصوصياتها . *أوضاع المسلمين في فرنسا وعلق البيان على أوضاع المسلمين في فرنسا وتساءل عن مصير الحرية هناك إذا كانت اللادينية تفرض على المسلمين أن يوقعوا على ميثاق العلمانية ويرغموا عليه . وقال إن الانسجام لا يصنع بالقوة والاندماج لا يتحقق بالإرغام والتعايش لن يتكون بالإكراه والتهميش والتضييق على حريات الآخرين وحقوقهم وإنما يتحقق بالعدالة والمساواة والحريات المسؤولة وتوفير المساواة للجميع دون أي تمييز على أساس العرق أو الدين . وأوضح البيان على أن المسلمين -ما عدا حفنة صنعتها المخابرات الدولية والإقليمية- يؤمنون باحترام القوانين والالتزام بالعقود والعهود والمواثيق وذلك من منطلق دينهم مؤكدا على أنهم يؤمنون بجميع المبادئ الإنسانية المشتركة وقواعد التعايش السلمي ما دامت تحترم حريات الجميع. وشدد على أن هذه الهجمات المتكررة على الإسلام تؤذي مشاعر مليار و700 مليون مسلم و لا تتناسب إلا مع فكر القرون الوسطى الذي دفع أوروبا إلى حرب دينية صليبية سماها السلطان صلاح الدين حرب الفرنجة وقال إنها ليست حرب الصليب وإنما هي حرب اقتصادية واستغلالية وسيدنا المسيح عليه السلام بريء منها لأنه قائد التسامح والمحبة . وتابع أن المسلمين يعانون اليوم من الهيمنة والغطرسة ومحاربة الإسلام ويحسون بالظلم والقهر من الاحتلال القديم الذي كانت لفرنسا حصة الأسد منه وما زالت جيوشها في أفريقيا تحرس نهب الثروات وتدعم الأنظمة المستبدة الفاسدة. *حديث إلى ماكرون ووجه الاتحاد حديثه إلى ماكرون ندعوكم وأمثالكم إلى التسامي فوق هذه النزاعات العنصرية ندعوكم إلى المبادئ المشتركة إلى التعايش السلمي إلى الحريات للجميع إلى الاندماج الإيجابي القائم على احترام خصوصية كل قوم ودين ولون . ودعا إلى السعي الجاد لتحقيق السلام العادل وتوفير الأمن والأمان للجميع بدل الحرب وإثارة الصراعات والنزعات والعنصريات التي هي زيت على نيران الفتنة والمشاكل والمصائب . وكان الرئيس الفرنسي قد قال إن الإسلام يعيش اليوم أزمة في كل مكان بالعالم وإن على فرنسا التصدي لما وصفها بالانعزالية الإسلامية الساعية إلى إقامة نظام مواز وإنكار الجمهورية الفرنسية. وأعلن ماكرون -في خطاب له بغرب باريس- عن سياساته ضد ما سماه التشدد الإسلامي الذي يتخذ العنف منهجا له . وطرح الرئيس الفرنسي مشروع قانون ضد الانفصال الشعوري بهدف مكافحة من يوظفون الدين للتشكيك في قيم الجمهورية وهو ما يعتبر استهدافا للجالية المسلمة على وجه الخصوص. *الأزهر يهاجم ماكرون: اتهام الإسلام بالانعزالية دعوة للكراهية وفي السياق استنكر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف التصريحات الأخيرة الصادرة عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والتي اتهم فيها الإسلام بأنه دين يعيش اليوم أزمة في جميع أنحاء العالم . وقال المجمع في بيان إن اتهام الإسلام بالانعزالية دعوة صريحة للعنصرية والكراهية . وأكد المجمع رفضه الشديد لتلك التصريحات التي قال إنها تنسف كل الجهود المشتركة بين الرموز الدينية للقضاء على العنصرية والتنمر ضد الأديان مؤكدًا أن مثل هذه التصريحات العنصرية من شأنها أن تؤجج مشاعر ملياري مسلم ممن يتبعون هذا الدين الحنيف . وأكد المجمع أن إصرار البعض على إلصاق التهم الزائفة بالإسلام أو غيره من الأديان كالانفصالية والانعزالية هو خلط معيب بين حقيقة ما تدعو إليه الأديان من دعوة للتقارب بين البشر وعمارة الأرض وبين استغلال البعض لنصوص هذه الأديان وتوظيفها لتحقيق أغراض هابطة . ودعا المجمع إلى ضرورة التخلي عن أساليب الهجوم على الأديان ووصفها بأوصاف بغيضة لأن ذلك من شأنه أن يقطع الطريق أمام كل حوار بنّاء كما أنه يدعم خطاب الكراهية ويأخذ العالم في اتجاه من شأنه أن يقضي على المحاولات المستمرة للوصول بهذا العالم إلى مجتمع يرسخ للتعايش بين أبنائه ويقضي على التفرقة والعنصرية .