منحى تصاعدي بعد التراخي وإهمال إجراءات الوقاية رعب كورونا يعود إلى الجزائر عاد القلق والخوف بل والرعب إلى الجزائريين بسبب المنحى التصاعدي لحالات كورونا منذ أزيد من أسبوع بحيث ارتفعت إلى أكثر من 200 حالة يوميا وهو ما أعاد حالة التوجس والارتباك إلى قلوب الجزائريين لكن يُجمع كثيرون على أن التسيب والاهمال من طرف بعض المواطنين إن لم نقل أغلبهم كان سبباً في عودة ارتفاع منحى الإصابات بحيث عادت التجمعات وحفلات الأعراس وحتى التقبيل فالتحية لم تعد من بعيد وكثيرا ما يتم خرق مسافة الأمان رغم استمرار تفشي فيروس قاتل فتك بالعالم. نسيمة خباجة عاد الإقبال على المنظفات والمطهرات بكل أنواعها عبر الأسواق والمحلات من طرف المواطنين مما يعكس أن رعب كورونا قد عاد بعد الارتياح النسبي بانخفاض الحالات فيما سبق الا أن الإصابات عادت بقوة وارتفعت أرقامها خلال هذه الايام علما أن الوزارة الوصية اقرت ان الارتفاع في حالات كورونا في الجزائر هو تابع لما يشهده العالم في الشهور الاخيرة لاسيما مع بداية فصل الخريف. إلا ان الامر يعود ايضا إلى الاهمال والتسيب وعدم احترام الشروط الاحترازية تزامنا والانخفاض الذي عرفته الحالات فيما سبق رغم التحذيرات بضرورة الالتزام بالتدابير والشروط الوقائية والاحترازية بتجنب التجمعات واحترام مسافة الامان وشروط التعقيم والتنظيف. الطوابير.. قنابل موقوتة أضحت الطوابير سمة غالبة على مجتمعنا واصبحنا نشاهدها في كثير من الأماكن في مراكز البريد في الأسواق عبر المحلات في مراكز الضمان الاجتماعي والبلديات في المستوصفات... وغيرها وإن كانت تبعث على القلق والانزعاج في الاوقات العادية فما بالك في فترة فيروس فتاك وقاتل فتلك الطوابير هي قنبلة موقوتة خلال الوضع الصحي الراهن الذي تعيشه البلاد لاسيما أن التنظيم هو معيار غائب فلا نبرّئ بعض المصالح الادارية من تغييب إجراءات الوقاية وتخصيص أعوان للتنظيم واحترام التباعد الاجتماعي فبعد انخفاض عدد الحالات لم نعد نشاهد هؤلاء الاعوان المكلفين بتنظيم المواطنين عبر مختلف المصالح الادارية على غرار البلديات ومراكز البريد ومصالح الضمان الاجتماعي مما ادى إلى غياب الإجراءات الصحية وكانت طوابير عشوائية تسهل انتقال الوباء الفتاك. الكمامات.. الحاضر الغائب يعد حضور الكمامة الزامي في الفترة الاستثنائية والازمة الصحية التي نعيشها ورغم الاقبال الواسع عليها وارتدائها مع بداية ظهور الفيروس إلا أن الوضع مختلف في هذه الفترة بحيث أضحت الكمامات الحاضرة الغائبة فهذا يعلقها في اذنيه وآخر في يده واخرين يضعونها في جيوبهم للاستنجاد بها قبل دخول المحلات لغاية الشراء ليس إلا فأضحت تُلبس غالبا وفق الاهواء وتناسى البعض انها قد تصد عدوى وباء قاتل ونصحت منظمة الصحة العالمية بضرورة ارتدائها اثناء العمل والتنقلات وعدم التخلي عنها مهما كانت الظروف كما نصح الاطباء بضرورة ارتدائها كونها الحل الوحيد للوقاية وتجنب العدوى في الوقت الراهن. لكن ومع ارتفاع الحالات المصابة من جديد عاد الطلب على الكمامات وشهدت اقبالا ملحوظا من طرف المواطنين لاسيما مع الدخول الاجتماعي وعودة التلاميذ إلى المدارس كما اختصت ورشات في خياطتها بسبب الزيادة الكبيرة على الطلب عليها بعد ارتفاع الحالات. وهو ما أوضحته صاحبة ورشة للخياطة اذ قالت إن الكثير من الزبائن يطلبون كمامات قماشية لهم ولابنائهم بغية استعمالها خاصة بعد عودة ارتفاع حالات كورونا واضافت انها ومنذ حوالي اسبوع تصنع في اليوم الواحد ازيد من 100 كمامة بعد ان تراجع العدد فيما سبق ارتفع الطلب بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة. مواكب الأعراس تعود بقوة رغم استمرار الوباء عالميا ومحليا واستمرار التوصيات بتفادي التجمعات الا اننا لاحظنا عودة الأعراس بقوة خلال هذه الفترة بعد توقيفها في الفترة الماضية تبعا للإجراءات الوقائية وبعد ان كانت في حدود جد ضيقة عادت مراسيمها خلال هذه الفترة وهو ما لاحظه الجميع رغم استمرار قرار غلق قاعات الاعراس الا انه يبدو ان العائلات تخلت عن تلك العادة التي كانت شرط ملزم وعادت إلى ساحات المنازل والسطوح والبيوت لاقامة اعراسها وانطلقت المواكب عبر الشوارع والاحياء وحضرت حتى فرق الزرناجية التي غابت في وقت مضى وتناسى الكل انهم يعيشون وسط وباء فتاك يستلزم الحذر واحترام الشروط الوقائية لضمان السلامة الفردية والجماعية. كل تلك المعطيات شكلت مؤشرات قوية لعودة ارتفاع الاصابات امام التسيب والتراخي واهمال شروط الوقاية.