نظم مساء الاثنين بالمركز الثقافي الجزائري بباريس تكريم للراحلة ديدار فوزي-روسانو تم خلاله التطرق إلى مسار مناضلة ساندت الثورة الجزائرية. وبهذه المناسبة ذكرت السيدة سليمة صحراوي بوعزيز رفيقة نضال ديدار فوزي-روسانو في سبيل تحرير الشعوب المضطهدة بأن الراحلة كانت "أحد ركائز شبكة كوريال التي ساندت كثيرا كفاحنا من أجل الاستقلال". وذكرت في هذا الصدد بمهمات الدعم التي اضطلعت بها ديدار فوزي-روسانو لصالح المناضلين الجزائريين على غرار النقل المؤمن لمسؤولي فدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني وتوفير المخابئ والمساعدة على الحصول على وثائق مزورة ومساعدة المسؤولين والمناضلين محل بحث وأحيانا المحكوم عليهم بالإعدام على عبور الحدود. كما تطرقت إلى تنظيم الاتصالات "المثمرة" مع قادة حركات ديمقراطية سرية من أوروبا وأمريكا اللاتينية الذين كانوا يساندون كفاح الشعب الجزائري فضلا عن النقل السري للمراسلات وإعداد نشريات دعاية وتوزيعها. وأشارت السيدة صحراوي بوعزيز إلى أن الإسهام الحاسم لشبكة هنري كوريال لاسيما مع ديدار و"بلانش" (روزات زوجة كوريال) كان "التنظيم المحكم" لنقل أموال من فرنسا إلى بنوك سويسرية. وأوضحت أن هذه الأموال المتكونة في مجملها من مساهمات العمال والتجار الجزائريين المهاجريين كانت تدفع لميزانية إدارة جبهة التحرير الوطني (لجنة التنسيق والتنفيذ والحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية) لضمان استقلالية تسيير منظمة جبهة التحرير الوطني لا سيما في أوروبا حيث كانت ديدار فوزي روسانو "إحدى الركائز الأساسية لهذا النظام من خلال تجسيدها للفعالية". وأكد المؤرخ الفرنسي المتخصص في الإستعمار الفرنسي جيل مانسيرون أن ديدار المولودة في القاهرة سنة 1921 كانت تعد "رمزا حقيقيا للحركات التحررية التي ميزت القرن ال20 وكانت تمثل نوعا من الإلتزام الذي كان يطرح مشاكل من خلال سعيها إلى أن لا تفضي هذه الحركات إلى خيبة أمل وإلى حالات انسداد". وأوضح أن ديدار "بدأت نضالها من خلال دعمها للكفاح من أجل استقلال الشعب الجزائري بحيث لعبت دورا هاما بكثير من التواضع" في دعم فدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني مشيرا إلى أن هذا الدور "قد يجعلنا نفهم أكثر التزام "حاملي الحقائب" الذين شاركوا في الكفاح من أجل الإستقلال بالرغم من أنهم لم يكونوا جزائريين".