ودّعت الجزائر في شخص روجي ري مناضلا في صفوف جبهة التحرير الوطني، كامل الالتزام من أجل القضية الوطنية حسب الشهادات التي أدلى بها أقرباؤه ورفقاء السلاح الذين جاءوا لإلقاء النظرة الأخيرة على الفقيد أول امس بباريس. (واج) ''كتوم لكن جد فعال'' بهذه الكلمات وصف أقارب الفقيد ورفقاء السلاح وممثلين عن البعثة الدبلوماسية الجزائرية بباريس الذين جاءوا لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمانه الذي كان مغطى بالعلم الوطني تعتليه ميدالية المناضل الشرفية تلبية لرغبه روجي ري. وقالت زوجة الفقيد ''أني'' التي كانت هي ايضا مناضلة في سبيل القضية الوطنية ''كانت الجزائر دوما وطنا لروجي وردت له الجميل على ذلك'' وليس أدل على ذلك كما قالت ''حضور رفقاء السلاح وبعض المسؤولين الجزائريين في مراسيم القاء النظرة الأخيرة''. وأضافت ''أني'' في غاية من التأثر أنها تذكر العلاقات ''الوثيقة'' التي كانت تربط زوجها بالفقيد محمد بوضياف أحد القادة التاريخيين لجبهة التحرير الوطني ورئيس المجلس الأعلى للدولة غداة الاستقلال. مؤكدة في هذا الصدد ''كنا الأوائل والوحيدين الذين قمنا باستقباله في شقتنا بباريس بعد استقلال الجزائر'' مع الاشارة الى أن ''اغتيال بوضياف سنة 1992 كان ''كارثة بالنسبة لكل العائلة''. ومن جانبه، اشاد أحد رفقاء السلاح للفقيد المدعو محند أكلي بن يونس بالرجل ''الكتوم والجد فعال'' مذكرا بأن روجي ري هو الذي ذهب، بعد تجنيده لعدة سيارات إلى لقاء المناضلين الخمسة الذين قامت جبهة التحرير الوطني بمساعدتهم على الفرار سنة 1961 من سجن فران. وأوضح السيد بن يونس أن ''روجي الذي كان بمثابة الأخ كان فعالا الى درجة يستحيل توقيفه'' ووجه تعازيه لعائلة الفقيد بصفته رئيس جمعية المجاهدين لفدرالية جبهة التحرير الوطني في فرنسا (1954-1962) وممثل وزارة المجاهدين وسيناتور الثلث الرئاسي. وقال كلود فرودان وهو مناضل كان مع الفقيد ري في حركة ''شباب-مقاومة'' ان ''الاصل العسكري لروجي جعل منه محترفا حقيقيا يهتم بالكفاح ضد الاستعمار''، مضيفا أن ''الفقيد الذي ولد في الجزائر لم يتوقف عن الدفاع الى جانب هنري كوريال وجورج ماتاي عن المثل العليا وذلك من اجل استقلال الشعوب المضطهدة''. وتطرق احد نجلي الفقيد الى ''حياته الخاصة'' خاصة الطرق التي لقنه اياها ليكون ملتزما بالمواعيد اوليحفظ الاسرار. وقال ايضا انه يتذكر الزيارة التي قام بها الى شقتهم في باريس الراحل بوضياف في شهر ديسمبر 1959 عندما لم يجد والده خلال عملية تفتيش افضل وسيلة لمشاحنة القوات الاستعمارية الا وضع النشيد الوطني ''قسما'' على مدورة الاسطوانات. توفي روجي ري يوم 10 ديسمبر بمقر سكناه بباريس عن عمر يناهز 86 سنة. وسيوارى الثرى اليوم الخميس في مدينة تروي. وتم وضع جثمان الفقيد لالقاء النظرة الاخيرة عليه بدار الجنائز بمقبرة الاب لاشيز بباريس.