جراء تضاعف الإنتاج وتراجع الأسعار منتجو البطاطا بمستغانم يطالبون بحلول مع انطلاق حملة جني المحصول المبكر وبالتزامن مع اتساع دائرة وباء الميليديو يشهد الحقل الفلاحي بولاية مستغانم انهيارات متتالية لأسعار المنتجات الزراعية ذات الاستهلاك الواسع على غرار محصول سيدة المائدة التي سجلت انخفاضات ملحوظة حيث بات ثمن الكيلو الواحد منها لا يتجاوز 25 دينار بسوق الجملة للخضر والفواكه فيما تسوق بمختلف المحلات ونقاط البيع للتجزئة بما لا يتجاوز ال30 دينارا للكلغ الواحد وذلك جراء اختلال التوازن بين العرض والطلب أمام ارتفاع قياسي للإنتاج مما أفضى إلى تكدس المحصول وصعوبات التسويق والتخزين أمام غياب وحدات ومؤسسات التحويل في خضم انعدام الصناعات الغذائية بولاية مستغانم التي تعد رائدة في مجال الإنتاج الزراعي إذ قدر السنوي منه ب11 مليون قنطار من مختلف أنواع الخضروات والفواكه على شاكلة البطاطا بما تجاوز ال4 ملايين قنطار فضلا عن الشوفلار ب1 مليون قنطار حيث يسجل تراجع رهيب في أسعاره بما يقل عن 15 دينار للكلغ الواحد كما تحتل مستغانم المرتبة الثانية في إنتاج الحمضيات بما يقارب ال1.3 مليون قنطار إلى جانب باقي الأنواع الأخرى كالطماطم الجزر والبصل. الفلاحون الناشطون في الحقل الحيوي وفي شتى الشعب يشتكون أحوالهم للجهات الوصية التي تظل مكتوفة الأيدي فيما يعاني المستثمرون متاعب الإفلاس ويتحملون بمفردهم متاعب الخسائر المالية التي يتكبدونها في ظرف تبقى فيه السياسة الفلاحية المنتهجة عقيمة يدفع ثمنها القطاع الاستراتيجي دون إيجاد البدائل المتعلقة بالتخزين والحفاظ على استقرار الأسعار مع توفير مناخات التحويل والتصدير لمختلف الأسواق بتوفر معايير الجودة التي تتميز بها المحاصيل الزراعية بالولاية وبحكم موقعها الجغرافي وتوفرها على ميناء تجاري يقربها من أوروبا وباقي بلدان العالم. أخبار اليوم وفي ذات السياق تجولت عبر العديد من الحقول والأسواق حيث رصدت آراء المنتجين وتجار الخضر حيث اجمع الكل على أن المعاناة مستمرة انعكاساتها وخيمة على مستقبل القطاع الفلاحي في ظرف اتسعت فيه رقعة الجفاف ونضبت المياه الجوفية لتشتد وطأة صعوبة ري وسقي المحاصيل الزراعية بالتزامن مع ظهور شتى أنواع الأمراض والأوبئة التي تصيب مختلف أنواع المحاصيل على شاكلة حفارة الطماطم حشرة البحر المتوسط ومرض الميليديو الذي يكتسح حقول البطاطا في ظرف تبقى فيه صناديق التأمين عن المخاطر والكوارث الطبيعية مجرد هياكل بلا أرواح وحيث يظل الفلاح المستثمر الجاد يكابد المحن بمفرده.