كشف الأمين العام للوكالة الوطنية للجيولوجيا والمراقبة المنجمية أن عدد الوفيات الناجمة عن حوادث العمل في النشاط المنجمي بالجزائر خلال السنة الماضية (2010) قد وصل إلى 13 حالة، يضاف إليها 385 مصابا بجروح مختلفة· وذكر السيد محمد الصادق بركاني خلال اللقاء الجهوي الأول الذي نظم يوم الثلاثاء بقاعة المحاضرات لدار الثقافة عبد المجيد الشافعي بفالمة حول الأمن المتعلق بالنشاط المنجمي، بأن سنة 2010 عرفت تسجيل 398 حادث عمل داخل المؤسسات الناشطة في الميدان· وأوضح بأن المتعاملين في القطاع المنجمي الذي ينشط فيه نحو 2.630 مؤسسة حاصلة على سند منجمي توظف قرابة 27 ألف عامل ما يزالون في حاجة ماسة إلى كثير من جهود التوعية والتحسيس لدفعهم إلى الاهتمام أكثر بالجانب المتعلق بأمن العمال، مضيفا بأن الأخطر من كل ذلك هو لجوء بعض المتعاملين إلى عدم التصريح بحوادث العمل الواقعة بمؤسساتهم وهو ما اعتبره مخالفة قانونية صريحة· وأشار ممثل ذات الوكالة إلى وجود الكثير من الخروقات والمخالفات القانونية التي يقع فيها المتعاملون والمستثمرون في القطاع المنجمي والتي تتناقض كما قال مع دفتر الشروط الذي يوقعون عليه قبل استفادتهم من السندات المنجمية ورخص الاستغلال منها عدم الالتزام بدفع الإتاوات ومستحقات الدولة وكذا التهاون في تقديم الحصيلة السنوية للمداخيل إضافة إلى التهاون في المحافظة على البيئة وإعادة تأهيل المواقع المستغلة · وأوضح المتدخل بأن الوكالة تسعى إلى التقليل بقدر الإمكان من حوادث العمل، مضيفا بأنه رغم التعامل بنوع من (الليونة) في تطبيق القوانين مع المتعاملين في مجال النشاط المنجمي فإن مصالحه على مستوى أحد عشر فرعا على المستوى الوطني قامت باتخاذ العديد من الإجراءات ضد المخالفين وذلك بتوجيه أكثر من 1.100 تذكير بالعودة إلى القانون و145 إعذار و86 قرار بوقف النشاط لمدة شهرين إضافة إلى 21 اقتراح لإلغاء مقررة الاستغلال· واستنادا إلى السيد بركاني فإن الإحصائيات التي قامت بها مصالح مديرية المراقبة والأمن المنجمي تؤكد بأن معظم الحوادث تعود إلى عدم احترام قواعد الفن المنجمي التي نص عليها قانون المناجم، والتي تهدف أساسا إلى الاستغلال العقلاني لهذه الثروة مع حماية الأشخاص سواء العاملين أو القاطنين بجوار المواقع المستغلة وكذا المحافظة على البيئة· وتشير الأرقام التفصيلية المقدمة من طرف مختلف المتدخلين التابعين لمديرية المراقبة والأمن المنجمي حول نسب الأجزاء الأكثر عرضة للإصابة، إلى أن نسبة الإصابات على مستوى الأيدي تصل إلى 29 بالمائة تليها الأرجل ب23 بالمائة ثم بقية الأماكن الأخرى· ويندرج هذا اللقاء الجهوي المنظم من طرف فرع الوكالة الوطنية للجيولوجيا والمراقبة المنجمية بقالمة لفائدة المتعالمين التابعين له بكل من ولايات سكيكدة وعنابة والطارف وسوق أهراس حسب الأمين العام لذات الوكالة في إطار تحسيس المتعاملين وتذكيرهم بمسؤولياتهم القانونية والتزاماتهم مقابل عملية الاستغلال وبضرورة الاهتمام بالجوانب الأمنية والبيئية·