خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى شوارع عدد من المدن والبلدات السورية، مشاركين فيما سماه المحتجون "جمعة ارحل" وهي محطة جديدة في مسار الاحتجاجات التي اندلعت في مارس الماضي للمطالبة بالإصلاح وتطورت إلى المطالبة برحيل النظام الحاكم. ونقلت وكالة رويترز عن ناشطين سياسيين وشهود عيان قولهم إن عشرات الآلاف من المحتجين انتشروا في شوارع مدن عديدة من البلاد في مؤشر على اتساع رقعة المظاهرات المطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد. وأفاد ناشط حقوقي أن رجال الأمن اطلقوا النار لتفريق متظاهرين في مدينة حمص (وسط سوريا) مما أسفر عن مقتل شخصين وجرح 12 آخرين. وذكر الناشط الذي فضل عدم الكشف عن اسمه في اتصال هاتفي من حمص مع وكالة فرانس برس "ان اثنين من المتظاهرين قتلا عندما فتحت قوات الامن النار عليهما"، موضحا أن "احدهما سقط في حي باب السباع والاخر في حي القرابيص". وأشار عدة ناشطين إلى أن "مظاهرات خرجت في عدة احياء من حمص بينها حي الخضر وباب السباع والخالدية والغوطة والقصور التي اطلق فيها رجال الامن النار بغزارة مما اسفر عن جرح تسعة اشخاص". من جهته، أفاد الناشط السياسي سمير نشار في اتصال هاتفي مع الجزيرة من مدينة حلب -ثانية مدن البلاد وعاصمتها الاقتصادية- أن المظاهرات في المدينة انطلقت بعد صلاة الجمعة وأنه حصلت اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين في منطقة سيف الدولة. كما خرج متظاهرون في مدن إدلب ودرعا وحماة وحمص والبركمال (محافظة دير الزور) يطالبون بإسقاط النظام. وامتدت الاحتجاجات المطالبة برحيل النظام السوري إلى المخيمات التي تأوي المواطنين السوريين الذين لجؤوا إلى تركيا جراء اقتحام قوات الأمن السورية لعدد من البلدات المحاذية لتركيا. وجاءت الدعوة إلى "جمعة ارحل" وسط دعوات إلى عصيان مدني يشمل حرق فواتير الاتصالات، في وقت تواصل فيه السلطات الأمنية تشديد قبضتها. وقبل "جمعة ارحل" كانت مدينة حلب الخميس مسرحا لمظاهرات تحت شعار ""بركان حلب" خرج خلالها آلاف من المتظاهرين في عدد من أحياء المدينة. ووفقا لناشطين ومواقع إلكترونية, فقد خرجت المظاهرات من أحياء سيف الدولة والمشارقة والشعار وصلاح الدين والإذاعة وباب النصر والسليمانية ومن ساحة الجامعة ومنطقة الميريديان، رغم الانتشار المكثف لقوات الأمن ومؤيدي النظام الذين يطلق عليهم "الشبيحة". وتعد حلب مركزا سكانيا كبيرا (أكثر من مليوني ساكن) وتشكل ثقلا اقتصاديا مهما, ويأمل المعارضون أن تنضم مع العاصمة دمشق إلى المدن والمناطق التي تشهد احتجاجات مستمرة منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر.