ناشطون حقوقيون أكدوا أنها مظاهرات سلمية انضم إليها حتى الأطفال سقط ما لا يقل عن 34 قتيلا في سوريا، أمس، في كل من درعا وحمص والصنمين، فيما شهدت مدينة بانياس الساحلية أضخم مظاهرة منذ بدء الانتفاضة في جنوب سوريا قبل تسعة أسابيع -حسب معلومات أوردها ناشطون حقوقيون، عقب خروج آلاف المتظاهرين في عدة مدن سورية للمطالبة بإطلاق الحريات وإسقاط النظام، في''جمعة الحرية''، متحدين بذلك القمع الذي تواجه به السلطات المظاهرات منذ شهرين. وأفاد شهود عيان بأن 5 متظاهرين قتلوا في حمص وريف درعا بينهم طفل عندما أطلق رجال الأمن النار على متظاهرين لتفريقهم، كما قُتل شخص برصاص قوات الأمن في الصنمين وذلك حسب شهود وناشطين حقوقيين، بينما اقتحمت الدبابات السورية بلدة معرة النعمان في مدينة إدلب. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقرا له أن ''آلاف المتظاهرين خرجوا في مدينة بانياس الساحلية، بينهم أطفال ونساء'' والرجال ''خرجوا عراة الصدور ليبينوا للعالم أنهم غير مسلحين خلافا لاتهامات النظام لهم ''هاتفين بشعارات تدعو إلى ''رفع الحصار عن المدن السورية'' وتدعو إلى الحرية وإلى إسقاط النظام. كما أفاد رديف مصطفى رئيس اللجنة الكردية لحقوق الإنسان ''راصد'' لوكالة ''فرانس برس'' بأن ''المئات خرجوا في عين العرب التي يغلب سكانها الأكراد وهم يهتفون ''ازادي ازادي''، ومعناها الحرية. وأشار مصطفى الذي شهد المظاهرة إلى''أن المشاركين كانوا يحملون أغصان زيتون وأعلاما سورية ولافتات كتب عليها ''الاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي في سوريا''، و''لا للعنف نعم للحوار'' و''لا للمادة الثامنة من الدستور'' التي تنص على أن حزب البعث هو قائد الدولة والمجتمع، كما حمل المشاركون العلم السوري بطول 25 مترا. وقد أطلقت مجموعات الناشطين السوريين على موقع ''فيس بوك'' على تحركات هذا الأسبوع اسم ''جمعة أزادي'' التي تعني ''حرية'' باللغة الكردية، في إشارة إلى التضامن بين الأكراد والعرب في سوريا، بينما نشر الناشطون على صفحة ''الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011'' دعوة إلى تظاهرات تحت شعار ''من القامشلي إلى حوران.. الشعب السوري ما بينهان''، وشعار آخر ''يا سوريا لا تخافي.. بشار قبل القذافي''، و''راح الليل وإجا نهار.. ارحل ارحل يا بشار''. سكان درعا يقاطعون الصلاة في مساجد حددها الجيش كذّب الناشط الحقوقي السوري ''أيمن أسود'' من محافظة درعا الصور التي نقلها التلفزيون السوري، والتي ادعى أنها من درعا وأن الوضع طبيعي هناك، مؤكدًا أن هذا الأمر غير صحيح، وأن أهالي درعا رفضوا الذهاب إلى المساجد التي حددها النظام لتقام فيها الصلاة ''الأهالي أدّوا صلاة الجمعة في الحارات والساحات والشوارع وقاموا بعدها بالتظاهرات، لكن الناس لم يستطيعوا تنظيم مظاهرة واحدة لأن درعا مقطعة الأوصال''، مضيفا ''الجيش السوري وقوات الأمن ما يزالوا في درعا منذ اقتحامها، وهناك دبابتان أمام كل جامع، وسيارات مدنية تجوب الأماكن''، مردفا ''قوات الأمن لا تزال تعتقل أكثر من 01 آلاف شخص من أبناء درعا وفي حال خرج الأمن عن أبواب المنازل سينزل جميع أهالي درعا إلى الشوارع ليطالبوا بإسقاط النظام''، وأشار المتحدث إلى أن الدبابات السورية تحاصر مدينة أنخل من كل الجهات'' وأن ''السيارات الأمنية تجوب الشوارع وتمنع الناس من الخرج للطرقات وإلا تعرضوا لإطلاق نار.. قوات الأمن منعت تأدية الصلاة اليوم في الجوامع وأن الإعلام السوري لا يعوّل عليه وهو إعلام كاذب''. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن رديف مصطفى، وهو رئيس منظمة كردية لحقوق الانسان، قوله ''لسنا إسلاميين ولا سلفيين، نحن لا نريد سوى الحرية''، مضيفا ''لا يدعو أحد للإطاحة بالنظام''. وتظاهر عدة آلاف مطالبين ''بالإطاحة بالنظام'' في منطقة الحجر الأسود في مخيم اليرموك للاجئين جنوبي العاصمة دمشق، وفي مدينة بانياس الساحلية، شارك الآلاف في تظاهرة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وذلك بالرغم من الانتشار المكثف لقوات الأمن، وطالب المتظاهرون بالحرية وحثوا النظام على رفع الحصار الذي يفرضه على عدة مدن سورية. وقال، حسن برو، وهو ناشط آخر في مجال حقوق الإنسان، لوكالة الأنباء الفرنسية إن ثمة مظاهرات خرجت أيضا في بلدتي ''عامودة'' و''الدرباسية'' الكرديتين، فيما قال ناشط في مدينة حمص إن قوات الأمن تصدت بالعتاد الحي للمتظاهرين. الأمن السوري يطلق الرصاص الحي على المتظاهرين أكد ناشط حقوقي في مدينة حمص أن قوات الأمن أطلقت الذخيرة الحية على الحشود التي تجمعت لتنظيم مظاهرتين على الأقل، كما تظاهر عدة آلاف مطالبين بالإطاحة بالنظام في منطقة الحجر الأسود في مخيم اليرموك للاجئين جنوبي العاصمة دمشق. وقال ناطق باسم المرصد في تصريحات نقلتها وكالة ''رويترز'' إن ''أصوات االعيارات النارية تسمع في بانياس، وأن المظاهرات جرت بالرغم من احتجاز السلطات لأكثر من ألف من سكان المدينة في الأسابيع الأخيرة''، وفي حماه، استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق أكثر من عشرين ألف متظاهر تجمعوا في موقعين مختلفين، فيما أكدت المحامية النشطة في الدفاع عن حقوق الانسان ''رزان زيتونة''، أن قوات سورية مدعومة بالدبابات، داهمت بلدة معرة النعمان في شمال غرب البلاد، أمس، لتفريق متظاهرين يطالبون بالديمقراطية، مضيفة أن السكان يتحدثون عن سقوط ثلاثة قتلى لم تتح أسماؤهم بعد، وأن ما لا يقل عن عشرة مدنيين لم يتم الحصول على أسمائهم قتلوا عندما أطلقت قوات الأمن الرصاص على المظاهرات ضد حكم حزب البعث التي شهدتها مدن أخرى.