استيقظت العاصمة صبيحة أمس على وقع ضجيج الجرّافات والشاحنات التي أتت على البنايات القصديرية والشاليهات المتواجدة بثلاث مواقع وهي: حيّ »نادي الصنوبر« بالشراڤة، حي »المذابح« باسطاوالي وكذا حيّ »الحوضين« ببن عكنون، والذي كانت »أخبار اليوم« قد وقفت عنده. حيث تميّزت العملية التي انطلقت منذ الساعات الأولى من يوم أمس بالموقع المذكور بحضور مكثّف لقوّات الأمن ومكافحة الشغب تحسّبا لأيّ عمل قد يفشل العملية من طرف هؤلاء السكان الذين انتفض العديد منهم بسبب رفضهم للشقق الممنوحة لهم، خاصّة تلك التي تضمّ غرفتين، في الوقت الذي منحت فيه شقق من نوع »أف 4« لعائلات كانت تقطن بالموقع ذاته. عاش حيّ »الحوضين« التابع لبلدية بن عكنون صبيحة أمس جوّا من الفوضى والصياح والبكاء من طرف العديد من العائلات التي رفضت الالتحاق بسكناتها الجديدة، بعدما أقبلت السلطات المحلّية على هدم سكناتها المتواجدة بذات الموقع الذي يضمّ 39 شاليه يحمل أكثر من 120 عائلة، إلى جانب العديد من البنايات القصديرية التي شكّلت خلال السنوات الأخيرة بطريقة فوضوية اضطرّت السلطات إلى ضمّها ضمن المشروع السكني المبرمج لسكان حيّ »الحوضين« الذين انتفضوا أمس أمام مقرّ البلدية للتعبير عن رفضهم السكنات الرّحيل باتجاه تلك السكنات لكونها لا تتوافق مع عدد أفراد العائلة الواحدة، الأمر الذي جعل قوّات مكافحة الشغب تتدخّل لإخراج العديد من الشبّان بالقوّة خارج الشاليهات فيما اعتقل العشرات منهم. *** 607 عائلة ترحّل إلى وجهات مختلفة باشرت السلطات المحلّية للمقاطعة الإدارية لبوزريعة أمس عملية ترحيل شملت 607 عائلة تقطن بثلاث مواقع غرب العاصمة وهي: 373 عائلة من حيّ »نادي الصنوبر البحري« بالشراڤة و121 عائلة أخرى تقطن بحيّ »المذابح« باسطاوالي، إلى جانب 113 عائلة من حيّ »الحوضين« التابع إقليميا لبلدية بن عكنون التي شهدت صبيحة أمس فوضى عارمة أدّت إلى تدخّل قوّات مكافحة الشغب من أجل إتمام العملية التي لم تلق رضا السكان الذين انتفضوا كلّ واحد على طريقته الخاصّة للتعبير عن رفضهم القاطع لعملية الترحيل تلك التي لم تكن -حسبهم- منطقية بالنّظر إلى عدد الغرف التي وجّهت إليها عائلات دون أخرى. حيث قال العديد منهم إنه تمّ منح شقق من نوع »أف 2« لعائلات تضمّ أكثر من 8 أفراد، في حين وجّهت عائلات أخرى إلى مواقع مثل الدرارية لشقق من نوع »أف 4«، وهو الأمر الذي لم تهضمه تلك العائلات التي احتجّت أمس أمام مدخل بلدية بن عكنون تنديدا بالعملية التي وصفوها بالمجحفة إلى جانب الحڤرة التي مورست في حقّهم، خاصّة القاطنين بالشاليهات الذين يمثّلون أكثر السكان أقدمية بالمنطقة، بعدما تمّ استقدامهم من سكناتهم الأصلية التي هدمت لإنجاز الطريق السريع على أن يتمّ ترحيلهم إلى سكنات لائقة بعد أن يقضوا فترة لا تزيد عن 3 سنوات في تلك الشاليهات المحاذية لمحطّة نقل المسافرين. ** اعتقالات في صفوف شباب حيّ "الحوضين" اعتقلت مصالح مكافحة الشغب أمس بحيّ »الحوضين« العشرات من الأشخاص، خاصّة منهم الشباب الرّافضين لعملية الترحيل بعدما تشبّثوا بشاليهاتهم رافضين الخروج منها بسبب ما أسموه بالمهزلة التي برمجت لهم بعد صبر دام أكثر من 30 سنة قضوها داخل شاليهات تفتقد إلى أدنى شروط الحياة، في الوقت الذي ظلّ فيه تقاسم غرف النّوم بين الكبير والصغير، المتزوّج والأعزب أمر مفروض عليهم إلى غاية يوم الفرج، غير أن اليوم الموعود حسب شهادات العديد من التقت بهم »أخبار اليوم« في الموقع المذكور تبخّر بسبب عدم توفير الإدارة لكامل الشروط اللاّزمة، سواء في الأولويات أو في عدد أفراد العائلة الواحدة أو حتى أخذ عامل الأقدمية، ممّا جعل العديد من شباب الحيّ ينتقضون رافضين الرّحيل ولوضع السلطات أمام الأمر الواقع وهو ما أدّى إلى تدخّل مصالح مكافحة الشغب لتفريق هؤلاء في الوقت الذي اعتقل فيه العشرات منهم. ** المطالبة بلجنة تحقيق لتقصّي الوضع طالبت كافّة العائلات الرّافضة لعملية الترحيل باتجاه الشقق من نوع »أف 2« يإيفاد لجنة تحقيق لتقصّي العملية التي لم تكن - حسبهم - في إطارها القانوني حسب ما دعا إليه والي العاصمة محمد كبير عدو الذي أكّد أن كلّ العائلات القاطنة بالشاليهات والسكنات الهشّة والقصديرية بالعاصمة سيتمّ ترحيلها إلى سكنات لائقة، وهو الأمر الذي لم تقف عنده عائلات حيّ »الحوضين« التي وجدت نفسها داخل شقق قديمة مستغلّة من قبل ومهترئة من نوع »أف 2« بكلّ من »سعيد حمدين« وموقع آخر بحيّ »الطاهر بوشات« ببئر خادم. حيث وبعدما وقفت عندها العائلات المرحّلة عادت من حيث أتت رافضة البقاء بها، فحسب شهاداتهم أنهم خرجوا من قبر ليقعوا في آخر رغم صبرهم الذي عمهر لأكثر من 30 سنة وهم يأملون في سكن مريح وملائم يؤويهم وكافّة أفراد عائلاتهم إلى غاية آخر أيّامهم. ** الوالي المنتدب للدائرة الإدارية لبوزريعة يردّ أكّد الوالي المنتدب للدائرة الإدارية لبوزريعة السيّد روابحي عمر في تصريحا له ل »أخبار اليوم« أثناء عملية الترحيل التي وقف عندها بموقع حيّ »الحوضين« ببن عكنون أنه تمّ توجيه العائلات تلك إلى 6 مواقع بالعاصمة وهي على التوالي: »الطاهر بوشات« ببئر خادم، موقع »سعيد حمدين«، زرالدة، الدرارية، بني مسوس وبابا أحسن، أن مصالحه وضعت تحت تصرّف العائلات مكتبا للطعون من أجل دراسة كلّ التظلّمات التي تقدّمها تلك العائلات، على أن تكون العملية وفق القانون. أمّا عن السكنات التي أكّدت بعض العائلات أنها قديمة، قال الوالي إن المشكل يرجع إلى ديوان الترقية والتسيير العقاري، علما أن عملية الطعون تمّت مباشرتها أمس، حيث وصل عددها إلى حوالي 50 طعنا حسب ما كشفته بعض المصادر من عين المكان. في حين، كشف الوالي أن المساحة التي رحّلت منها العائلات ستستغلّ لإنجاز مرفق عمومي للمصلحة العامّة على أن تكون توسعة للمحطّة الحضرية المتواجدة بعين المكان في أغلب الظنّ.