ودعت أمس511 عائلة تقطن ببلدية وادي قريش بباب الوادي بيوتها القصديرية نحو سكنات جديدة بأحياء وتجمعات تتوفر على جميع شروط الحياة العصرية والمدنية مودعة بذلك حياة البؤس والشقاء التي كانت تعيشها، وتتجند مصالح الولاية ودواوين الترقية والتسيير العقاري لولاية الجزائر من اجل تحسيس السكان الجدد بضرورة المحافظة على أحيائهم الجديدة والجميلة وعدم تركها عرضة للإهمال الذي يفقدها صورتها اللائقة وهو ما كان حاصلا بالأحياء القديمة، ومع انتهاء هذه العملية تحضر الولاية إلى إعادة إسكان 1000 عائلة من قاطني الشاليهات قبل رمضان القادم. كل الوسائل والظروف هيئت من أجل إنجاح ثامن عملية ترحيل على مستوى ولاية الجزائر والتي كانت قد انطلقت الخميس الماضي بترحيل قرابة ال40 عائلة كانت تقطن بيوتا قصديرية بحي سعيد حمدين لتتواصل نهار أمس عبر القضاء على بيوت قصديرية عششت بأعالي باب الوادي وتحديدا ب''الكاريار'' بحي العين الباردة (فونتان فراش) بوادي قريش والبالغ عددها 195 عائلة إلى جانت ترحيل عائلات من سكان حي ديار الكاف بتعداد 316 عائلة ، وستستمر العملية نهار اليوم من خلال القضاء على الحي القصديري لبوشرافة بباب الوادي وحي الجزيرة بباب الزوار. وتم ترحيل العائلات البالغ عددها 511 عائلة نحو عدة مواقع سكنية بالعاصمة منها براقي، بئر توتة، السويدانية وبن طلحة حيث تم تجهيز الأحياء بجميع وسائل الراحة والمنشآت العمومية والقاعدية اللازمة من مدارس ومصحات ومكاتب إدارية بالإضافة إلى المساحات الخضراء وأماكن الراحة التي أصبحت السمة الغالبة لجميع الأحياء الجديدة. وسيقضي مخطط ولاية الجزائر الإسكاني الطموح على جميع الآثار السلبية التي عانى منها السكان الذين ظلوا يعانون في سكنات هي اقرب إلى محتشدات منها إلى بيوت لائقة زادتها البيوت القصديرية التي انتشرت مع مرور الوقت حول الحي السكني العتيق الكاريار وديار الكاف بسبب أزمة السكن الخانقة التي عانت منها العائلات جراء الانفجار السكاني. وقد أخذت ولاية الجزائر بعين الاعتبار الوضعية الاجتماعية التي يعيشها سكان هذا الحي والأحياء المشابهة لها بالعاصمة والتي تتجه نحو الاختفاء التدريجي من الخريطة العمرانية لولاية الجزائر بعد أن تقرر القضاء عليها بعدما أضحت بؤرا للإجرام والانحراف الذي ساهم فيها تردي ظروف الحياة الكريمة لسكان الحي والأحياء المشابهة لها. وقد بلغ عدد العائلات المرحلة منذ الإعلان عن برنامج إعادة الإسكان ل12 ألف عائلة والممتد إلى غاية أواخر شهر أكتوبر القادم أزيد من 6000 عائلة مع احتساب السكنات التي تم توزيعها عبر لجان الدوائر فيما تم استرجاع أوعية عقارية هامة يزيد عددها عن 15 وعاء كانت تضم بيوت الصفيح على غرار حي ديار الشمس، دودو مختار، الزعاطشة، الحوضين ببن عكنون، المذبح بسطاوالي، ديار الكاف الكاريار الجزيرة... وعلى هذا الأساس فإن مواقع وعدد البيوت القصديرية بالعاصمة تتجه نحو التراجع الملحوظ لا سيما داخل المحيط الحضري والنسيج العمراني وهي التي شوهت وجه المدينة الذي طغت عليه البناءات القصديرية المقدر عددها بأزيد من 40 ألف بناية فوضوية موزعة عبر 100 موقع، علما ان أكبر المواقع القصديرية والتي تحاصر مداخل العاصمة ومخارجها سيتم الشروع في القضاء عليها بدءا من نهاية السنة. وقد سخرت مصالح الولاية إمكانيات هامة لضمان تنقل العائلات وأغراضهم إلى سكناتهم الجديدة، حيث تم تجنيد أزيد من 700 شاحنة لنقل الأغراض و200 حافلة لنقل العائلات وقد تمت عملية الترحيل في ظروف صعبة على عكس العمليات السابقة غير أن مصالح الأمن والولاية سرعان ما تحكمت في زمام الأمور، علما أن مصالح الولاية تمكنت أثناء الليل من تعبئة الشاحنات بأغراض العائلات المرحلة قبل ان تعطى إشارة انطلاقها نحو مواقعها السكنية في حدود الساعة السادسة صباحا من يوم أمس ليفسح المجال مباشرة للآليات والجرافات التي باشرت بتهديم فونتان فراش الذي أضحى مجرد ركام وذكرى، حيث سخرت نحو 30 شاحنة خاصة بنقل الأتربة وعدد من الجرافات والتي انتهت في حدود الساعة 11 صباحا.