وفق هندسة معمارية فريدة من نوعها مخطط للمحافظة وحماية تراث ميزاب بغرداية تتطلب الخصوصية الحضرية لمنطقة ميزاب بولاية غرداية التي تتميز بنسيج حضري عريق وموروث معماري ثمين من خلال القصور المشيدة وفق هندسة معمارية فريدة من نوعها وضع أداة للمحافظة وترميم وتثمين هذا التراث الثقافي المادي واللامادي وهي الهيئة التي كانت تدعى ورشة ترميم سهل ميزاب قبل أن تتحول إلى التسمية الحالية ديوان حماية وترقية سهل ميزاب. حدّدت الهيئة التابعة لوصاية وزارة الثقافة هدف حماية وترقية التراث الثقافي المادي واللامادي لمنطقة ميزاب بولاية غرداية واستحداث آليات بما يسمح بالمحافظة عليه وتطويره باعتماد دراسات وخبرات ناجحة في مجال الترميم والتجديد مثلما أوضح مدير ذات الديوان الذي أفاد بان ديوان حماية وترقية سهل ميزاب طيلة الخمسين سنة في إعادة تأهيل أكثر من ستين معلما تاريخيا بسهل وادي ميزاب ومناطق متليلي وبريان والقرارة والضاية بن ضحوة والمنيعة حيث ساهم في تصنيف ضمن التراث الوطني سهل ميزاب في 1971 وقصر متليلي (1982) وقصر المنيعة (1985) وقصري بريان والقرارة في سنة 1989 كما ساهمت ذات المؤسسة في تصنيف سهل ميزاب تراثا عالميا من قبل المنظمة الأممية للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) في 1982. هذا المجمع الحضري الغني بالآثار التاريخية وروعة مبانيه العريقة يعد تراثا ودعامة حضارية يتعين المحافظة عليه وإعادة تأهيله بغرض تثمينه كما يعد تصنيف هذا الفضاء المعماري من قبل اليونسكو ثمرة مسار طويل لتراكم تاريخي وللعمليات المنتظمة وإعادة التأهيل التي قامت بها السلطات العمومية من جهة وأيضا لارتباط سكان سهل ميزاب وغيرهم من الفاعلين المحليين بتراثهم المادي من جهة أخرى. منطقة تمكنت من المحافظة على البنية المعمارية العريقة وتمكنت منطقة غرداية مع مجموع قصورها التي صممها الأجداد ببراعة على شكل معماري مدرج فوق موقع صخري مع مراعاة الخصوصية المناخية والمقتضيات الدينية من المحافظة على بنيتها المعمارية طيلة أكثرمن 10 قرون قبل أن تتحول إلى محل اهتمام المنظمة الأممية حيث تستقطب الهندسة المعمارية المميزة لسهل ميزاب ملهمة المهندس المعماري الشهير لوكور بوزييه وكذا النظام التقليدي لتقسيم المياه سنويا عديد الباحثين والمختصين في هذا المجال. ولايعد هذا التراث تاريخي ومعماري فحسب بل أيضا تراثا ثقافيا وتقليديا لامادي حيث يشكل تصنيفه ضمن قائمة التراث العالمي معطى إضافي للتنمية الإقتصادية للمنطقة التي تعتمد على السياحة كما تطلبت حماية هذا التراث وتثمينه إنجاز ما يزيد عن 200 مخطط عمراني و539 من أعمال المسح الطبوغرافي ونحو ثلاثين دراسة تقنية بالإضافة إلى عمليات ترميم كما تم في ذات الشأن ترميم زهاء 2000 سكن قديم عبر مختلف قصور سهل ميزاب والتي تم تدعيمها أيضا بواجهات جديدة وأكثر من عشرين عملية إعادة تأهيل لأبراج حراسة ونحو عشرين عملية تجديد لأبواب مداخل القصور العريقة فضلا عن عمليات إعادة الاعتبار للمعالم الجنائزية وفضاءات الصلوات والمساجد والحصون والنظام التقليدي لتقسيم مياه الأمطار وساحات الأسواق كما أطلق أيضا مخطط لحماية والمحافظة على تراث المواقع الأثرية الصخرية بالمنطقة واعتماد تطبيق بلاي سطور بالهواتف الذكية بهدف ترقية المواقع والمعالم التاريخية بسهل ميزاب. ويركز الديوان اهتمامه على حماية والمحافظة على هذا الرصيد الطبيعي والمعماري وأيضا تراث سهل ميزاب المصنف تراثا ماديا ولا ماديا إنسانيا كما يبرز هذا الاهتمام من خلال العمليات الموجهة لحماية الطابع العمراني لقصور المنطقة التي تعد متحف مفتوح على الطبيعة بامتياز وإطلاق مخطط المحافظة على سهل ميزاب المصنف قطاعا محفوظا في 2005 بمرسوم تنفيذي رقم 05/209 كما يوجد مخطط المحافظة المنسجم مع قانون التراث 04/98 ل 15/7/1998 قيد الإعداد مثلما ذكر مدير ديوان حماية وترقية سهل ميزاب.