شهد الجيشُ السوري انشقاقين جديدين، حيث قال ضابط سوري يدعى، النقيب محمد هرموش، في مقطع فيديو، بثته "العربية" الجمعة، أنه يعلن انضمامه إلى "لواء الضباط الأحرار احتجاجاً على استخدام الوحشية ضد المتظاهرين العزل، والمدنيين الذين أقسمنا على حمايتهم" . كما أعلن النقيب مهيمن الطائي انشقاقه، وقال إن نظام بشار الأسد "عاث فساداً في الأرض والعرض مخالفاً كافة الأنظمة العسكرية"، وأضاف أن موقعه في القوات الخاصة مكنه من تدوين "كافة الجرائم" التي ارتكبت. وشهدت الشهور الماضية عدداً من حالات الانشقاق التي تم إعلانها عبر الإنترنت. وأعلن الضابط السوري، حسين هرموش، تشكيل ما أطلق عليه" لواء الضباط الأحرار" للدفاع عن المتظاهرين. وأقر "الضباط الأحرار" بقتل عسكريين لمنعهم من المشاركة في قتل مدنيين. وتعليقاً على ظاهرة الانشقاقات في الجيش السوري، قال المحلل السياسي، د. أحمد الحاج علي، إن "الانشقاق عن الجيش في هذه اللحظات العصيبة يعدُّ خيانة للقسم الذي يؤديه العسكري لحماية وطنه". وأضاف أن "حالة الانشقاق التي نحن بصددها هي لضابط صغير السن، والمفترض أن ترقيه إلى رتبة نقيب يستلزم مرور نحو 15 عاماً". وأوضح أن الافتراض أن كل البعثيين يوافقون على الظلم والقتل هو "أمر عبثي"، مشيراً إلى رفض قطاع كبير من البعثيين إلى "الظلم والأذى والتجاوزات". وذكر أن هناك "حالة من الخلط بين ما يحدث داخل الحزب وما يتعرض له الوطن"، مشيراً إلى أن "التأخير في إحداث الإصلاحات المطلوبة لا ينبغي أن يكون الرافعة التي تنطلق منها الاحتجاجات". وعلى الجانب الآخر، أكد الناشط السوري المعارض في لندن ورئيس تحرير موقع "سوريون. نت"، علي الأحمدي، أن "انشقاق بعض الضباط السوريين ليس خيانة على الإطلاق، بل موقف وطني من عناصر الجيش التي رفضت المشاركة في قتل المدنيين وارتكاب مذابح". وقال إن "الجيش السوري وجّه دباباته إلى الشوارع والمدن، بعد أن ترك جبهة الجولان المحتلة هادئة تماماً لما يقارب الأربعين عاماً". وتابع: "إن كل الجرائم التي ارتكبها النظامُ السوري تمَّ توثيقُها، وأن الوضع مختلف تماماً عما حدث عام 1980 عندما قتل البعثيون أكثر من 30 ألفاً أو 40 ألفاً دون أن يشعر بهم أحد". وشدد على أن "حزب البعث حكم البلاد أكثر من 40 عاماً، وآن الأوان لرحيل النظام إلا إذا كان راغباً في توريث آخر".