مراصد إعداد: جمال بوزيان أخبار اليوم ترصد آراء أطباء حول تطورات كورونا السلالة الجديدة قد لا تكون أشد فتكاً وتستجيب للقاحات بعد ظهور سلالة جديدة لفيروس كورونا 19 في بريطانيا وهولندا والدانمارك وأستراليا ونظرا لانتشار عدواها بسرعة.. تحوم هواجس كبيرة حول عمليات التطعيم باللقاحات المسوقة عالميا منذ أيام. سألنا أطباء وباحثين عن دواعي التخوفات من التطعيم بها والفروق بين السلالة الجديدة والسلالات المنتشرة منذ ظهور الحالة الأولى في ووهان الصينية نهاية العام الماضي كما سألناهم عن رؤيتهم لهذا الظهور وهل كان متوقعا؟ وعنصعوبة محاولات مقاومة كوفيد المستفحل في الكوكب الأزرق. الدكتور رمزي بوبشيش طبيب : لا وجود لدليل على مقاومة هذه السلالة الجديدة للتطعيم المقدَّم مع بدء تسويق اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد في مختلف بلدان العالم كبريطانيا وغيرها من الدول وبظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا في كل من بريطانيا وهولندا والدنمارك ازدادت التخوفات من التطعيم باللقاح المضاد.. فالأمل الذي كان ينتظره آلاف الملايين من البشر من اللقاحات وخصوصا في ظل العدد الهائل من الإصابات وارتفاع عدد الوفيات.. هذا الأمل المرجو من اللقاحات أفسدته الإشاعات والتخوفات والتشكيك في اللقاح مما تسبب في انعدام الثقة لدى ملايين البشر من أخذ التطعيمات خصوصا مع بدء عمليات التطعيم في كثير من الدول واقتراب عمليات التطعيم في دول أخرى. التخوف من أخذ التطعيمات ليس بجديد على البشرية فسبق وأن تعرضت الكثير من اللقاحات لمناهضة ورفض لعمليات التطعيم بها خصوصا أثناء أزمتي وباء إنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير ورفض الملايين لأخذ التطعيمات بعد إنتاجها. يبرر المناهضون لعمليات التطعيم باللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد بتخوفهم ورفضهم لأخذ اللقاحات بسبب ظهور أعراض جانبية غير مرغوب فيها قد تكون قاتلة لدى بعض الأشخاص ممن لهم حساسية تجاه مكونات اللقاح المضافة أو بسبب اللقاح نفسه إضافة لتخوفهم من تأثيرات مستقبلية على الصحة الجسدية وخلق تأثيرات وعاهات طويلة الأمد. الجماعات المناهضة لعمليات التطعيم بدأت حملاتها المناهضة لعمليات التطعيم مبكرا مستغلة وسائل التواصل الاجتماعي لفرض منطقها المناهض لعمليات التطعيم إضافة لاستغلالها المعلومات الواردة حول ظهور أعراض غير مرغوب فيها بسبب لقاح شركة فايزر-بيونتيك لدى 5 أشخاص بالولايات المتحدةالأمريكية وما يروج عن حالة وفاة بسبب اللقاح ببريطانيا. بعض من الجماعات المناهضة لعمليات التطعيم بررت موقفها بإيمانها ب نظرية المؤامرة وحقيقة عدم وجود فيروس كورونا إضافة لإيمان البعض أن إنتاج فيروس كورونا لأغراض تجارية بحتة من أجل بيع اللقاحات لهذا الفيروس المصنوع برأيهم. وضعت منظمة الصحة العالمية مسألة تجاهل الحصول على اللقاحات بين 10 قضايا تهدد الصحة العالمية في الوقت الراهن وقالت المنظمة في تقرير: ..التردد في تعاطي اللقاحات أو رفضها على الرغم من توفرها يهدد بأن يؤدي إلى عكس التقدم المحرز في التصدي للأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.. . وأكدت أن اللقاحات من أكثر الوسائل الفعالة للوقاية من الأمراض مشيرة إلى أنها تمنع 2.3 مليون وفاة سنويا ويمكن أن تمنع 1.5 مليون أخرى لو توسعت التغطية الصحية للقاحات في العالم. وذكرت المنظمة أن الحصبة عادت إلى دول كانت على وشك القضاء عليها بسبب تجاهل لقاحها. وقالت: ..إن من بين الأسباب التي تجعل البعض يختار عدم الحصول على اللقاحات هو الرضا بالوضع القائم أو وجود صعوبات في الحصول عليها أو فقدان الثقة.. . ودعت إلى دعم العاملين في مجال الصحة من أجل توفير معلومات موثوق بها. وفي سياق متصل باللقاحات قالت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها إن الأشخاص الذين طوروا حساسية شديدة بعد تلقيهم الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لفيروس كورونا يجب أن يستشيروا أطباءهم قبل تلقي الجرعة الثانية. وأضافت المراكز في بيان إنها على علم بتسجيل حدوث حالات من الحساسية الشديدة لبعض الأشخاص الذين تلقوا جرعة من لقاح شركة فايزر-بيونتيك . لكنها أوصت الأشخاص الذين لديهم حساسية غير مرتبطة بمكونات اللقاح أو بالتطعيم عبر الحقن أن يتلقوا اللقاح المضاد للفيروس. وأضافت أن الأشخاص الذين قد يصابون بحساسية خفيفة نتيجة التطعيم بالفيروس يجب أن يتلقوا اللقاح. إن ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا ببريطانياجنوب شرق إنجلترا تسبب في هلع في أوروبا وبدأت إجراءات التشديد والحظر على السفر لبريطانيا وهولندا والدنمارك مع العودة إلى تشديد إجراءات الحَجْر الصحي خوفا من السلالة الجديدة سريعة الانتشار. وحظرت دول أوروبية دخول المسافرين من بريطانيا حيث أعلنت السلطات الصحية في بريطانيا أن سلالة جديدة من فيروس كورونا أشد عدوى خرجت عن السيطرة هناك. وانتشرت السلالة الجديدة من فيروس كورونا بوتيرة سريعة في لندنوجنوب شرقي إنجلترا. وقال مسؤولون رفيعو المستوى في قطاع الصحة: ..لا يوجد دليل على أن السلالة الجديدة من الفيروس أشد فتكا أو أنها ستستجيب بشكل مغاير للقاحات لكنها أثبتت أنها أشد عدوى بنسبة 70 في المئة وأسرع انتشارا مقارنة بالسلالات الأقدم من فيروس كورونا المستجد.. وقد أكد البروفيسور البريطاني كريس ويتي إن هناك 23 تغييرا مختلفا مع هذه السلالة الجديدة وأنه لا وجود لدليل على أن السلالة الجديدة تسببت في ارتفاع عدد الوفيات مقارنة بما قبلها من السلالات أو أي دليل حول التأثير السلبي للسلالة الجديدة على اللقاحات التي تم إنتاجها.. وقد أكد الباحث في جامعة بولونيا فيديريكوجيورجي: .. إن اللقاحات التي تم تطوريها ضد السلالات السابقة هي تطعيمات فعالة ضد جميع السلالات.. . إن ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد لا يشكل مفاجأة بل كان متوقعا من المعروف علميا أن فيروس كورونا يطور نفسه ولا تعد هذه المرة الأولى التي يتطور فيها فيروس كورونا ولن تكون المرة الأخيرة التي يتطور فيها إلى سلالات أخرى جديدة..فهناك ما لايقل عن 7 مجموعات أو سلالات رئيسية من فيروس كورونا والأصلية هي التي اكتشفت في ووهان الصينية وأطلق عليها السلالة (ل -L-) ثم تحورت للسلالة(أس-S) بداية الجاري قبل أن تتغير إلى سلالتي( في وجي) التي تم العثور عليها في أوروبا وأمريكا الشمالية ومنها تحورت إلى سلالات اخرى ولنشهد هذه الأيام ظهور سلالةجديدة سريعة الانتشار بجنوبي شرق إنجلترا. السلالة الجديد VUI قد تكون أكثر قابلية للانتقال بنسبة 70 بالمائة وقد تُزيد معدل التكاثر الطبيعي بنسبة 0.4 بالمائة..إن هذه السلالة مسؤولة عن 43 بالمائة من إصابات كورونا الجديدة في الجنوب الشرقي لبريطانيا حيث ترتفع إلى 59 بالمائة من الحالات الجديدة في شرق إنجلترا و62 بالمائة في لندن. قال البروفيسور كريس ويتي كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا: ..لقد ارتفع عدد الإصابات بسرعة كبيرة جدا خلال الأسابيع القليلة الماضية وأضاف السير باتريك فالانس كبير المستشارين العلميين في بريطانيا: .. تم تحديد 23 تغيرًا مختلفًا مع هذه السلالة الجديدة.. وأشار ويتي إلى أنه نبّه منظمة الصحة العالمية إلى السلالة الجديدة فيما سيركزعلى تحليل البيانات المتصلة بانتشار الطفرة البروفيسور ويت أو أنها تؤثر على اللقاحات والعلاجات لكن العمل جار لتأكيد ذلك .. ومع ذلك قال جيريميفارار مدير ويلكوم ترست وهي مؤسسة خيرية للأبحاث الطبية في تغريدة على الموقع الإلكتروني تويتر :(..إن وجود السلالة لا يزال مقلقًا ومثار قلق حقيقي )..وأضاف: ..البحث جار لفهم المزيد (حول السلالة الجديدة) ولكن العمل بشكل عاجل الآن أمر بالغ الأهمية لا يوجد جزء من المملكة المتحدة وعلى مستوى العالم لا ينبغي أن يكون معنيًا.. كما هو الحال في العديد من البلدان فإن الوضع هش ..وشهدت سلالة كورونا الجديدة طفرات كثيرة أبرزها طفرة على مستقبلات الخلايا البشرية التي تؤدي إلى ارتباط الفيروس بالخلايا ولذلك أصبحت أكثر قابلية للعدوى وبدأت الظهور تدريجيًا في دول عدة لكن بشكل أقل. ظهور سلالات جديدة من فيروس كورونا قد يصعب من مهمة القضاء على فيروس كورونا والتخفيف من أثره في حالة ما طورت هذه السلالة الجديدة وإذا ظهرت سلالات أخرى مقاومة للقاحات التي تم إنتاجها بناء على سلالات سابقة غير أنه لا وجود لدليل على مقاومة هذه السلالة الجديدة للتطعيم المقدم لكن هناك احتمال أن تكون السلالة الجديدة مقاومة للقاحات التي بدا توزيعها أخيرا حيث تعمل على توفير أجسام مضادة للفيروس في الجسم تمنع ارتباطه بالخلايا وبالتالي تمنع تكاثره غير أنه لو دخلت طفرة على مستقبلات الفيروس كما حدث في السلالة الجديدة سيكون اللقاح غير قادر على تأدية مهامه. وتقول هيئة علم الجينوم البريطانية إنه يصعب التنبؤ باستجابة أي طفرة معينة عند ظهورها أول مرة للقاح لكن الخوف يكمن في أن تؤدي أي تغيرات لزيادة حالات إعادة العدوَى أو فشل اللقاح وبالتالي يصعب من مهمة مقاومة فيروس كورونا المستجد والمستفحل منذ عام. الدكتور حمزة إبراهيمي طبيب : من غير المرجَّح أن يؤدي تغيير واحد إلى جعل اللقاح أقل فعالية نتساءل: هل البديل الجديد أكثر خطورة؟. نحن لا نعرف حتى الآن الطفرات التي تجعل الفيروسات أكثر عدوَى لا تجعلها بالضرورة أكثر خطورة. تم بالفعل اكتشاف عدد من المتغيرات في المملكة المتحدة وقد لوحظ الانتشار السريع جدا لهاته الطفرة مقارنة مع الأصناف الأخرى من الفيروس المعروفة سابقا. لوحظ سرعة انتشار هاته الطفرة.. ولكن لم يحدد بعد مدى خطورتها حيث أننا ما نزال في مرحلة الاكتشاف والأيام القادمة ستحدد مدى خطورة الطفرة وخاصة طريقة تعامل الأنظمة معها. هل سيستمر اللقاح؟ يتميز البديل الجديد بطفرات في بروتين السنبلة الذي تستهدفه اللقاحات الرئيسية الثلاثة. ومع ذلك فإن اللقاحات تنتج أجسامًا مضادة ضد مناطق عديدة من بروتين السنبلة لذلك من غير المرجح أن يؤدي تغيير واحد إلى جعل اللقاح أقل فعالية. بمرور الوقت ومع حدوث المزيد والمزيد من الطفرات قد يحتاج اللقاح إلى التغيير.. يحدث هذا مع الإنفلونزا الموسمية التي تتحور كل عام ويتم تعديل اللقاح وفقًا لذلك.. لا يتحول فيروس SARS-CoV-2 بسرعة مثل فيروس الإنفلونزا واللقاحات التي أثبتت فعاليتها في التجارب حتى الآن هي أنواع يمكن تغييرها بسهولة إذا لزم الأمر. .. مع هذا البديل لا يوجد دليل على أنه سينجو من التطعيم أو الاستجابة المناعية البشرية. ولكن إذا كانت هناك حالة فشل اللقاح أو إعادة العدوَى فيجب التعامل مع هذه الحالة كأولوية عالية للتسلسل الجيني.. . ..يتبع..