كريم مادي البرازيل ··· نهاية 40 عاماً من الجفاف·· وكولومبيا لأول مرة نتحدث في حلقة اليوم من السلسة الكاملة لبطولة (كوبا أمريكا) من دورة 1989 إلى الدورة الأخيرة التي جرت قبل أربع سنوات من الآن 2007، وعلى مدار 18 سنة من عجلة التاريخ، شهدت هاته البطولة العديد من التغييرات مع انضمام منتخبات خارج قارة أمريكا اللاتينية، لكن الأهم من كل هذا عودة المنتخب البرازيلي إلى الواجهة، فلم يكتف باستعادة لقب ضائع، فقد جسد تفوقه بانتزاع لقب البطولة لأول مرة خارج دياره بعد 80 سنة من الجفاف، وهو اللقاء الذي مهد له أن يبسط سيطرته على جل الدورات التي نحن بصدد الحديث عنها· على النقيض من المنتخب البرازيلي، جاره المنتخب الأرجنتيني، وبعد فوزه بلقبين متتاليين عامي 1989 و1991 بفضل نجمه الكبير باتيستوتا، لا يزال يبحث عن لقب ضائع عمره 18 سنة، شأنه شأن منتخب الأورغواي، الذي عرف تراجعا مخيفا، بدليل فوزه خلال هاته المدة إلا بلقب واحد، ومثله للمنتخب الكولومبي، وبذلك يتمكن هذا الأخير من دخول خانة المنتخبات المتوجة· وحتى لا نطيل عليكم في الحديث نبدأ مع دورة عام 1989 التي عاد لقبها كما سبق الذكر للمنتخب الأرجنتيني· الدورة الرابعة والثلاثون - البرازيل 1989 - البرازيل ··· ذكرى وفرجة بمناسبة الاحتفال بعامه ال75 طلب الاتحاد البرازيلي لكرة القدم من اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم تنظيم البطولة لعام 1989، وخاصة بعد أن كانوا المضيفين وحاملي لقب البطولة السابقة عام 1949· مع مشاركة 10 فرق وطنية منذ بداية البطولة ما عدا الأوروغواي التي لم تبدأ منذ البداية، كعام 1987 تم تقسيم الفرق في المرحلة الأولى إلى مجموعتين 5 فرق في كل مجموعة· تأهل كل من البرازيل، الأرجنتين، الأورغواي، البارغواي بعد أربع جولات مثيرة للأعصاب، وبدأت البرزايل بقوة بوجود النجمين بيبيتو وروماريو جنباً إلى جنب مع النجوم دونغا، ألدير، مازينهو وبرانكو، وذلك بفوزهم على روجيري، سنسيني، كانيغا، باسولادو ومارادونا أبطال المنتخب الأرجنتيني 2 - 0 بعدها أثبتوا جدارتهم بفوزهم على البراغواي2 - 0 بالمرحلة الثانية ولعبوا ضد الأروغواي في مباراة للحصول على اللقب، التي فازت أيضاً على الأرجنتين 2-0 ، وفي المباراة النهائية التي حضرها 170 ألف مشاهد، استطاع روماريو انتزاع اللقب للفريق البرازيلي بعد 40 عاماً من الجفاف بدون الفضيات في بطولة أمريكا الجنوبية· الدورة الخامسة والثلاثون - الشيلي 1991 - الأرجنتين تستعيد تاجها بعد 32 سنة بعد ثماني نسخ من البطولة أو 32 عاماً، احتفلت الأرجنتين بلقب بطولة أمريكا الجنوبية عام 1959 بعد عدة محاولات فاشلة للفوز بهذا اللقب، ولكنهم استطاعوا الفوز باللقب في تشيلي عام 1991 بأداء متميز فاستطاعوا الفوز بستة مباريات من أصل سبعة وتعادل واحد بقيادة المدرب ألفيو باسيلي، كما حصل غابرييل باتسيتوتا هداف الفريق على لقب هداف البطولة حيث أنه سجل ستة أهداف نظيفة· بعد خسارة منتخب البرازيل بنهائيات كأس العالم 1990 بعد أن حل ثانياً، تقرر إدخال روح جديدة للفريق والكشف عن مواهب جديدة أمثال المدافع مارسيو سانتوس ولاعب خط الوسط ماورو سيلفيا بطل كأس العالم 1994· احتلت المضيفة تشيلي المركز الثالث في الترتيب العام وقدمت تنظيم مثالي للبطولة، حيث بثت في 62 بلداً ( أكثر عشرة مرات من عام 1989 بحضور 1800 صحفي)· الدورة السادسة والثلاثون - الإكوادور 1993 - انضمام أعضاء جدد·· ولقب جديد للأرجنتين عقدت النسخة ال36 للبطولة في الأكوادور للمرة الثالثة، وقد حملت معاني جديدة بدخول بلدين جديدين إلى المسابقة هما المكسيك والولايات المتحدةالأمريكية اللذان دعيا من اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم باعتبارهما عضوان في اتحاد الكوناكاف، وقد أثبتا فعاليتهما برفع المستوى الفني للبطولة· قدمت المكسيك أداءً متميزا بقيادة المهاجم هوغو سانشيز حيث وصلت إلى المباراة النهائية ولكنها خسرت أمام المنتخب الأرجنتيني· بمشاركة 12 فريقا أصبح للبطولة شكل جديد، مع ثلاث مجموعات للمرحلة الأولى وبدء نظام خروج الخاسر في المراحل التالية في الدور الربع النهائي والنصف نهائي والنهائي، وفي حال انتهاء المباراة بالتعادل يتم حسمها بضربات الترجيح وكانت هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها استخدام هذه التقنيات· تغلبت الأرجنتين على كافة منافسيها حيث أقصت البرازيل وكولومبيا بفضل حارس المرمى سيرجيو غويغوتشيا الذي سبق له وأن عرض مهاراته بإبقاء مرماه نظيف في نهائيات عام 1990 في إيطاليا· كما اعتمد الأرجنتينيون على باتسيتوتا، ريدوندو وسيمون في الحصول للمرة الرابعة عشرة على لقب بطولة كأس أمريكا الجنوبية ليصبح الفريق الأكثر حظاً منذ عام 1916· الدورة السابعة والثلاثون - الأورغواي 1995 _ الأورغواي تستعيد هيبتها القارية مؤكداً على تقاليده في بطولة أمريكا الجنوبية، انتزع الأورغواي اللقب، كما فعلوا بالبطولات الست السابقة عندما استضافوا البطولة 1917- 1923- 1924 - 1942 - 1956 - 1976 وقدم منتخب الأروغواي أداءً متميزاً على ملعب سنتيناريو التاريخي، وأبقى على سجله الخالي من الهزائم خلال 38 مباراة في مونتيفيديو (مع 31 فوز- 7 تعادلات)· احتفل منتخب الأروغواي بالفوز، ويدربه هكتور نونيز وبقيادة النجم أنزو فرانشيسكولي على أرض الملعب في مباراة ضد البرازيل الذي فاز بكأس العالم عدة مرات، بقيادة تافاريل، جورجينيو، ألدير ودونغا بمباراة انتهت بهدف أقل وانتهت بركلات الترجيح للمرة الأولى بتاريخ البطولة· الدورة الثامنة والثلاثون - بوليفيا 1997 _ أول لقب للبرازيل خارج دياره بعد 80 سنة بعد 80 عاماً استطاع المنتخب البرازيلي الفوز باللقب بعيداً عن موطنه في النسخة 38 من البطولة، التي عقدت في بوليفيا، حيث أحرج المنتخب البرازيلي كل منافسيه، في مبارياته الست وشق طريقه إلى اللقب، بقيادة المدرب زاغالو الذي كان يعول على النجوم روماريو، كافو، روبرتو كارلوس، دونغا وتافاريل، كما تفاخر المنتخب بضم لقب هداف البطولة الظاهرة رونالدو الذي حقق 7 أهداف لرصيده· بثت المباراة النهائية في 150 بلداً حيث فازت البرازيل 3 - 1 ضد بوليفا، على الرغم من أن ارتفاع الملعب 600 متر فوق سطح البحر، وعلى الرغم من فوز الفريق المنافس بجميع مبارياته السابقة، واستبعاد هداف الفريق فلاديمير صوريا ولاعب الوسط ماركو اتشيفيري، أعطى فريق المكسيك أداءً متميزاً في مباراته مع البيرو في نزاع على المركز الثالث، وقد استضافت البطولة عضو الكونكاف منتخب كوستاريكا بدعوة من اتحاد كرة قدم أمريكا الجنوبية· الدورة التاسعة والثلاثون - البارغواي 1999 _ رونالدو وريفالدو يقودان البرازيل للقب جديد عقدت البطولة للمرة الأولى في البارغواي، وكما هي العادة اختصر الفريق البرازيلي البطولة بتصدره على منافسيه للمرة السادسة في هذه البطولة، وبعد 6 مباريات استطاع الفريق بقيادة المدرب فاندرلي لوكسمبورغو تحقيق ستة انتصارات وتسجيل 17 هدفاً ودخول هدفين فقط في مرماه، وفي المباراة الحاسمة مع الأوروغواي حقق المنتخب البرازيلي الفوز بهدفين مقابل لا شيء مثبتاً بذلك تفوقه، ولكن ومع وجود التعديلات الجديدة في فريق الأروغواي استطاع الوصول إلى نهائيات كأس العالم بعد فوزه بمباراة واحدة فقط، وهو رقم قياسي في تاريخ البطولة· ومع تحقيق رونالدو وريفالدو خمسة أهداف لكل منهما كانا بمقدمة هدافي البطولة، يليهم أمروزو، ديدا، كافو، روبيرتو كارلوس، رونالدينيو غاوتشو، ايمرسون وزي روبيرتو الذين قادوا المنتخب البرازيلي لتحقيق النصر مرة أخرى· الدورة الأربعين - كولومبيا 2001 - كولومبيا لأول مرة في سجل رائع من ستة انتصارات ومرمى لم يستطع أحد هزه، توّجت كولومبيا كبطل لبطولة أمريكا الجنوبية للعام 2001، فبعد 85 عاماً توّج بطل المسابقة السابع - بعد الأرجنتين، بوليفيا، البرازيل، الباراغواي، اليبرو والأورغواي· وكانت توقعات الكولومبيين عاليةً جداً خاصة بعد استضافة بطولة أمريكا الجنوبية للمرة الأولى، حيث اكتظت ملاعب أرمينيا، بارانكويلا، بوغوتا، كالي، منيزاليس، ميدلين وبيريا بالجمهور المترقب لمشاهدة فريقه الذي كان يديره آنذاك فرانسيسكو ماتورانا، المدرب نفسه الذي قاد البلاد إلى نهائيات كأس العالم في عامي 1990 و1994· تباهى على لقب هداف البطولة المهاجم فيكتور اريستسزابال برصيد 6 أهداف وحصل أيضاً على جائزة اللعب النظيف· وكان الغائب الوحيد من البطولة هو فريق الأرجنتين الذي فضل عدم إرسال منتخب بلاده إلى كولومبيا بسبب الاضطرابات التي كانت تعيشها قبل أيام من بدء المباريات· أما البرزايل التي كانت بقيادة المدرب لويس فيليب سكولاري فقد حقق خيبة أمل كبيرة لمناصريه بعد إقصائه من البطولة على يد الهندوراس في الدور الربع النهائي، في حين أثبتت المكسيك بأنها خصم حقيقي وقوة رئيسية في البطولة بوصوله إلى نهائيات كأس العالم للمرة الثانية وحصوله على المركز الثاني· الدورة الواحدة والأربعين - البيرو 2004 - البرازيل تستعيد تاجها على حساب الأرجنتين علامة مثيرة لنهائي بطولة أمريكا الجنوبية 2004 استضافت البيرو بطولة أمريكا الجنوبية للعام 2004، وبرز المنتخب البرازيلي كبطل للمرة السابعة في البطولة بعد المباراة الحاسمة والمشحونة بالحماس والترقب ضد المنتخب الأرجنتيني، وقد كان المنتخب الأرجنتيني متقدماً بفارق 2-1 حتى الثواني الأخيرة قبل صافرة النهاية، عندما سجل أدريانو- أفضل مهاجم في البطولة برصيد 7 أهداف- بإشعال منطقة الجزاء وحقق التعادل لفريقه· وحقق المنتخب البرازيلي بقيادة كارلوس ألبيرتو باريرا الفوز بضربات الجزاء 4 - 1 وحمل واليكس كابتن الفريق آنذاك الكأس· وكان كوستاريكا أحد ضيوف البطولة وبالرغم من وصول منتخبه إلى الدور الربع نهائي عام 2001 لكنه لم يتمكن من تكرار أدائه السابق كما في النسخة السابقة للبطولة· كما هُزم منتخب المكسيك على يد منتخب البرازيل 4 - 0 في الدور الربع النهائي على الرغم من وصوله إلى النهائي في عام 2001، حيث حقق المنتخب البرازيلي 78 هدفاً في 26 مباراة، فسجلت بطولة أمريكا الجنوبية أعلى مستوى (4.5) منذ تأسيس نموذج جديد للمنافسة عام 1987· وكان المنتخب الأرجنتيني قد حقق (16 هدفا) وأعلى نتيجة في مباراته كانت ضد الأدكوادور حيث سجل 1 - 6· الدورة الثانية والأربعين والأخيرة - فنزويلا 2007 - البرازيل تحافظ على تاجها على حساب الأرجنتين بالرغم من التوقعات الكثيرة برجاحة كفة الأرجنتين في المباراة الحاسمة ضد البرازيل، ولكن خلال الممارسة العملية أثبت فريق الكناري الصغير تفوقه خلال 90 دقيقة الأولى، وبفضل هدف لجوليو بابتيستا، ايالا (هدف في مرماه) ودانيال ألفيس ، فاز الفريق بفارق ثلاث أهداف 0 - 3 بالنسخة رقم 42 للبطولة· أقيمت البطولة للمرة الأولى في فنزويلا، البلد الوحيد الناطقة بالإسبانية في أمريكا الجنوبية حيث تفوق لعبة البيسبول شعبية على كرة القدم· حققت هذه المباراة التفوق للمنتخب البرازيلي في البطولة، حيث أنه كان قد فاز بأربعة نسخ للبطولة (1997، 1999، 2004، 2007) من الطبعات الخمس الماضية· ففي عام 2003، اعتمد النهائي بوصفه شكلاً من أشكال المنافسة على اللقب في أمريكا الجنوبية، وهذه هي المرة الأولى التي تتكرر في مباراة حاسمة في نسختين متتاليتين (2004 و2007)· بثت المسابقة إلى 188 بلداً، وتوج روبينيو كأفضل مهاجم لتسجيله ستة أهداف· ...يتبع تطالعون في الحلقة ما قبل الأخيرة: أهم الأحداث التي ميزت تاريخ بطولة (كوبا أمريكا) من أول دورة عام 1916 بالأورغواي إلى آخر دورة عام 2007 بفنزويلا، فكونوا في الموعد ولا تفوّتوا حكاية أعرق بطولة في تاريخ كرة القدم·