لا ينتبه ولا يهتم اغلب العابرين من الطرقات بتلك الحاويات التي تكون ملحقة بالأعمدة الكهربائية أو المحطات أو حتى الأشجار عبر الشوارع والطرق والتي يكون الغرض الأساسي منها هو إلقاء النفايات من طرف العابرين بداخلها، لكن لا احد يأبه بذلك السلوك إلا من رحم ربي. فصارت تلك الحاويات الخضراء في موقع اللاحدث في حياة الجزائريين بدليل اتساخ الطرقات بتلك النفايات الصغيرة كالتذاكر، وتلك المتفاوتة الحجم كعلب العصير وقارورات المياه المعدنية... وكان من الأجدر إلقاء تلك الأنواع من النفايات المتفاوتة الحجم بداخل تلك الحاويات خاصة وان الغرض الرئيسي منها هو المحافظة على المحيط، ذلك المبدأ الذي غاب عن الكثيرين في الوقت الحالي بفعل سلوكاتهم المنحطة، ولم يعد الأمر يقتصر على تلويث الحي فقط بل انتقلت العدوى إلى جل الأزقة والشوارع والطرقات حتى السريعة منها إلى جانب الشواطئ التي ملأتها النفايات حتى تحولت إلى شبه مفرغة عمومية تزامنا مع موسم الحر وتوافد المصطافين على البحر. اقتربنا من بعض المواطنين للوقوف عن مدى تجاهلهم لتلك الحاويات المتوسطة الحجم التي عادة ما تعلق بمحاذاة محطات النقل وفي غالب الأزقة والشوارع، فتذرع البعض بقلتها والبعض الآخر بعدم انتباههم لها منهم كمال الذي قال أن تلك الحاويات لها دور رئيسي في الحفاظ على البيئة إلا أن جهل البعض لدورها جعل حضورها أو غيابها مماثلين خاصة وأننا نصطدم بها وهي خاوية على مر الوقت بالنظر إلى تجاهل البعض لدورها الفعال في الحفاظ على البيئة بحيث وضعتها المصالح المختصة والتابعة لنات كوم من اجل تخفيف الضغط على عمالها وعدم ركضهم الدائم وراء تلك النفايات الصغيرة الحجم أو المجهرية على غرار تذاكر الحافلات التي ملأت الطرقات المحيطة بمحطات النقل على الرغم من توفر تلك الحاويات الملحقة بمحطات النقل، وكذا بعض الأعمدة الكهربائية وحتى الأشجار إلا انه لا احد ينتبه إليها بل يذهبون إلى إلقاء النفايات على بعد مسافة قليلة منها ولم تلحقهم حضارة تلك الحاويات المتنقلة إن صح التعبير والتي تتبعهم أينما حلّوا. أما السيدة فريدة فقالت أنها على علم بتلك الحاويات إلا أن قلتها أدت إلى غرق طرقاتنا في تلك النفايات الصغيرة الحجم و الصادرة من العابرين أثناء تنقلاتهم اليومية، فقلتها وعدم انتباه البعض لها أو بالأحرى انعدام سلوك استعمالها من طرفهم و امتناعهم عن اكتسابه عن طريق العادة ولّد ظاهرة خلو تلك النفايات طوال الوقت وامتلاء الطرقات بالأوساخ والفضلات بكل أنواعها مما ألغى دور تلك الحاويات وصار حضورها أو غيابها مماثلا . وبذلك فانعدام مسؤولية البعض جعلتهم لايأبهون بتلك الحاويات ودورها الفعال في المحافظة على البيئة والمحيط وأهملت من طرف العامة خاصة وأننا بتنا نصطدم بها فارغة، في حين تنتشر أكوام الزبالة بمحاذاتها أو على بعد مسافة قريبة منها، فإلى متى يبقى هو حال بعض مواطنينا الذين صارت العشوائية ميزتهم العامة وطبعهم الخاص!.