التذاكر الجديدة التي تزودت بها حافلات "اتوسا" والتي فرضت نمطا جديدا في الصعود وصنعت الحدث بين المواطنين تناثرت هذه الأيام وتبعثرت وزادت بواسطتها كارثية طرقاتنا وأزقتنا من حيث النفايات، خاصة وأنها سميكة وكبيرة الحجم مقارنة مع التذاكر القديمة التي كانت هي الأخرى تزين ديكور شوارعنا هنا وهناك وحلت محلها في هذه الآونة التذاكر الجديدة الزرقاء التي يظهر فيها مقام الشهيد كمعلم تاريخي هام وبارز وبجانبه حافلة، وان كانت التذاكر الأولى لا تشكل أي حرج بتبعثرها سوى في تلوث المحيط بتلك النفايات المجهرية، فالتذاكر الجديدة الملقاة هنا وهناك فيها اهانة ودهس لذلك المعلم التاريخي الهام، ناهيك عن حجمها الكبير والذي جعلها بارزة وهي ملقاة فوق الأرض فزادت من كارثية حالها وضاعفت من كمية النفايات المبعثرة. وكان للكل وجهة نظر حول تلك التذاكر الجديدة التي فرضت عليهم نمطا جديدا في الركوب بعد أن صار يفتح في وجوههم باب واحد من الحافلة مما أدى إلى حصول ذلك الاكتظاظ والتدافع لحظة الركوب، وما لاحظوه مؤخرا هو امتلاء كامل الأزقة بتلك البطاقات السميكة التي يتخلص منها المسافرون بمجرد نزولهم من الحافلة، خاصة وأنها تحمل صورة ذلك المعلم التاريخي الهام الذي سوف تدنسه أرجل المشاة العابرين من كل ناحية، أضف إلى ذلك أنها بارزة بالنظر إلى كبر حجمها. وفي هذا الصدد اقتربنا من بعض المسافرين الذين أبانوا غيظهم من النظام الجديد الذي فرضته عليهم تلك البطاقات أو بالأحرى التذاكر، ثم الاصطدام بها وهي ملقاة هنا وهناك، قالت إحدى السيدات أنها لا ترى أي دافع إلى ذلك الاستبدال فالتذاكر الأولى كانت على أحسن حال بالنظر إلى صغر حجمها وسهولة الاحتفاظ بها، أما الظاهرة مؤخرا فهي لم تعجبني البتة - تضيف- بالنظر إلى كبر حجمها وسمكها الغليظ، لذلك فانا أثقل بها محفظتي اليدوية خاصة وأنني التزم بعدم إلقائها بعد نزولي حفاظا على البيئة، وحبذا لو توضع سلة مهملات عند باب الخروج أو نكلف بإعادتها إلى القابض من اجل إعادة تحويلها بدل التبذير الحاصل في الورق والذي ندفع نصيبه نحن بدليل رفع ثمن التذكرة إلى مبلغ 20 دينارا وحتى 30 دينارا بالنسبة للمسافات الطويلة وهو السعر الذي لم يتقبله الكثيرون ناهيك عن حضورها البارز في تلويث المحيط. وإضافة إلى كل تلك السلبيات وجب أن لا ننسى أنها تحمل صورة معلم تاريخي هام يحمل مكانة خاصة في قلوب كل الجزائريين ألا وهو مقام الشهداء الذين دفعوا بالغالي والنفيس من اجل تحرير هذا البلد، وإلقاء تلك التذاكر في الأرض سيعرضها إلى الدوس بالأرجل وبالتالي تدنيس ذلك المعلم المشرف. ولنتخيل عدد مستعملي تلك الوسيلة الهامة في اليوم والذين يعدون بالملايين وبعملية بسيطة كم ستداس تلك البطاقات من مرة في اليوم مما يؤثر بالسلب على ما يحمله ذلك المعلم الظاهر عليها من معان وقيم، فوجب التدقيق والاحتراز من مغبة السقوط في تلك المواقف المؤسفة قبل اتخاذ أي قرار.