بين دموية داعش وإرهاب الصهاينة ساعات دامية من العراق إلى سوريا ساعات قليلة فصلت نهر الدماء الذي انفجر من العراق ووصل سوريا حيث تحالف فيه داعش والصهاينة في حرب دامية لا تنتهي فبينما ضرب داعش العراق قام الصهاينة بشن غارات دامية في سوريا الجريحة. ق.د/وكالات أعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن التفجيرين الانتحاريين اللذين هزا صباح الخميس سوقا شعبيا مكتظا وسط بغداد في هجوم أوقع أكبر عدد من الضحايا في العاصمة العراقية منذ 3 سنوات بينما أقال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قيادات أمنية وعسكرية على خلفية التفجيرين وتوعّد بأن يكون الرد على الهجوم المزدوج قاسيا ومزلزلا في وقت تداول فيه العراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي قصصا مؤلمة لضحايا التفجيرين. وقال تنظيم الدولة -في بيان نشره على تطبيق تلغرام- إن اثنين من رجاله فجرا نفسيهما في ساحة الطيران وسط العاصمة العراقية. وذكرت السلطات الصحية أن الهجوم المزدوج خلّف 32 قتيلا و110 جرحى وقال وزير الصحة حسن التميمي إن معظم الجرحى غادروا المستشفيات. وشيَّع مئات العراقيين عددا من قتلى التفجير المزدوج في حين قال المدير العام للدفاع المدني في العراق كاظم سلمان إن إحصاء الضحايا ما زال مستمرا. وأوضح بيان لوزارة الداخلية أن الانتحاري الأول فجّر نفسه في سوق البالة (الذي تباع فيه ملابس مستعملة) بعد أن ادعى أنه مريض فتجمّع الناس حوله وأضاف أن الانتحاري الثاني فجّر نفسه بعد تجمع الناس لنقل الضحايا الذين أصيبوا في التفجير الأول . وسُمع دوي التفجيرين في كل أنحاء العاصمة وانتشر جنود في الساحة بكثافة وأغلقوا الطرق المؤدية إلى المكان وكان عدد منهم يساعد فرق الإسعاف في انتشال المصابين. وقالت المصادر في بغداد إن القوات الأمنية عززت انتشارها في محيط المنطقة الخضراء -التي تضم مقرات الحكومة والبرلمان وسفارات عدد من الدول- تحسبا لأي طارئ. *قصص مؤلمة وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في العراق مشاهد قاسية من التفجيرين وأظهرت صور ومقاطع فيديو أبا يصرخ على سيارة تحمل نعشين كيف أترك ولدي؟! ومشاهدا وقصصا أخرى مؤلمة خلّفها التفجير المزدوج في بغداد بعد أن أزهق وأصاب العشرات من العراقيين. وتداول العراقيون بعض قصص الضحايا كالشقيقين عمر وعلي النعيمي اللذين فارقا الحياة خلال وجودهما في مكان تفجير أحد الانتحاريين نفسه وهو ما شكل صدمة لعائلتهما ولأبناء منطقة حي القاهرة شرقي بغداد حيث حزنت عليهما المنطقة وأطفأت أنوارها. وكانت التفجيرات الانتحارية يوما ما أمرا شائعا في بغداد لكنها أصبحت نادرة الحدوث منذ أن هزمت القوات العراقية التنظيم عام 2017 ليعود الوضع الأمني إلى الهدوء في العاصمة وأغلب مناطق البلاد مع استمرار بعض الهجمات المتفرقة في مناطق بعيدة عن المدن. *قرارات الكاظمي وقال مكتب رئاسة الوزراء -في بيان مقتضب- إن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي عقد اجتماعا طارئا مع كبار قادة الأمن لمناقشة الهجومين وقال متحدث باسم الجيش -في بيان- إن الكاظمي أقال عقب الاجتماع قادة عسكريين وأمنيين كبارا ومنهم وكيل وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات الفريق الركن عامر صدام ومدير عام الاستخبارات ومكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية عبد الكريم عبد فاضل وقائد قوات الشرطة الاتحادية الفريق الركن جعفر البطاط. وقال رئيس الوزراء العراقي في تغريدة على تويتر إن الرد على الهجوم المزدوج في بغداد سيكون قاسيا ومزلزلا. وعلّق الرئيس العراقي برهم صالح على الانفجارين في تغريدة على تويتر قائلا الانفجاران الإرهابيان ضد المواطنين الآمنين في بغداد وفي هذا التوقيت يؤكدان سعي الجماعات الظلامية لاستهداف الاستحقاقات الوطنية الكبيرة وتطلعات شعبنا في مستقبل يسوده السلام . ودان مكتب المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني التفجير المزدوج داعيا الأجهزة الأمنية إلى بذل مزيد من الجهود لحفظ الأمن. وقال ائتلاف دولة القانون -الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي- إن تفجيرات بغداد تستدعي من الحكومة رفع حالة التأهب الأمني في البلاد. وقال رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض إن قواته لن تسمح للإرهاب باستباحة المدن العراقية مرة أخرى وفق ما ورد في بيان. وذكرت كتائب حزب الله في العراق أن توقيت حدوث التفجير تزامن مع تولي الإدارة الأمريكية الجديدة عملها يؤكد أن محور الشر ما زال يعمل على تركيع الشعب العراقي الذي يصر على إخراج القوات الأمريكية من البلاد وفق البيان. من جهة أخرى قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسينإن استمرار التوتر الإقليمي يؤثر على الوضع الأمني الداخلي العراقي وإن العراق لا يمكنه وحده أن يواجه التوترات ويحتاج إلى دعم خارجي. وقال حسين إن الوضع الأمني الأحادي لأي دولة من دول المنطقة ليس حلا وإن هذه الدول بحاجة إلى وضع أمني مشترك وأضاف أن تحقيق هذا الأمر يتطلب وجود علاقة بين جميع الدول وأنّ أي مشاكل يمكن حلها عبر الحوار. وصدر الكثير من الإدانات -بأشد العبارات- من دول المنطقة والعالم والمنظمات الدولية للهجوم المزدوج في بغداد والتعبير عن التضامن مع العراق. *الصهاينة يواصلون الاعتداء على سوريا أعلنت وسائل إعلام النظام في سوريا أن الدفاعات الجوية تصدت فجر أمس الجمعة لما وصفته بعدوان صهيوني على أهداف في محيط محافظة حماة دون تحديدها في حين التزم الاحتلال الصمت. ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن مصدر عسكري قوله حوالي الساعة الرابعة من فجر الجمعة شن العدو الصهيوني عدوانا جويا برشقات من الصواريخ من جهة مدينة طرابلس اللبنانية مستهدفا محيط محافظة حماة . وأضاف المصدر العسكري أن وسائط الدفاع الجوي تصدت للصواريخ المعادية وأسقطت معظمها حسب قوله ولم يذكر شيئا عن وقوع إصابات أو أضرار. في الوقت نفسه قالت مواقع محلية موالية للنظام السوري إن 3 أشخاص من عائلة واحدة قتلوا جراء القصف في حي كازو بمدينة حماة. وقد لزم الاحتلال الصمت لكن وزير دفاع الكيان بيني غانتس هدد قبل أيام من داخل الجولان المحتل بمواصلة الهجمات على سوريا للمحافظة على المصالح الأمنية والإستراتيجية ومنع إيران من التمركز عسكريا في سوريا. وهذه هي الغارة الأولى في عهد الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن والخامسة منذ مطلع العام الجديد حيث تعرضت مناطق في مصياف وريف دمشق وريف القنيطرة في الجولان لغارات هذا الشهر. وكان آخر تلك الهجمات سلسلة غارات شنتها طائرات من الاحتلال يوم 13 من الشهر الحالي على مخازن أسلحة ومواقع عسكرية تتمركز فيها قوات إيرانية بمحافظة دير الزور شرقا مما أسفر عن مقتل 5 عسكريين سوريين و11 مقاتلا بفصائل موالية لإيران وإصابة العشرات وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان. ومنذ سنوات يشن الاحتلال مئات الغارات على مواقع لقوات النظام السوري وقواعد عسكرية تابعة لإيران والمليشيات التابعة لها كما اعترف جيش الاحتلال الشهر الماضي بأنه قصف خلال عام 2020 نحو 50 هدفا في سوريا.