عاش العراقيون يوما داميا بمصرع ما لا يقل عن 50 شخصا وإصابة 200 آخرين في تفجيرات انتحارية استهدفت زوارا للشيعة في العاصمة بغداد ومظاهرة حاشدة للأكراد في كركوك.وكانت العاصمة العراقية على موعد أمس مع سلسلة تفجيرات دامية نفذتها ثلاث نساء انتحاريات استهدفت زوارا للشيعة تدفقوا على حي الكاظمية شمال غرب بغداد لإحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم سابع أئمة الشيعة الاثني عشر أدت إلى مصرع 25 شخصا من بينهم أطفال ونساء وأزيد من 70 جريحا. وتعتبر هذه التفجيرات الاولى من نوعها منذ بداية الاحتفالات المخلدة لذكرى وفاة الأمام الشيعي التي انطلقت هذا الأسبوع. وتأتي بعد يوم واحد من مقتل سبعة حجاج كانوا في طريقهم الى العاصمة بغداد للمشاركة في الاحتفاليات المقامة بحي الكاظمية في هجوم نفده مسلحون مجهولون. ومباشرة بعد هذه التفجيرات قامت السلطات الأمنية بنشر حوالي 5 آلاف جندي إضافي بالحي المستهدف، حيث أقاموا طوقا أمنيا بالمنطقة ونقاط تفتيش للسيارات والراجلين وخاصة النساء بعد تنامي ظاهرة النساء الانتحاريات في تطور نوعي في العمليات الانتحارية. وعاشت مدينة كركوك الواقعة على بعد 250 كلم شمال العاصمة بغداد نفس المشهد الدامي بعدما أقدم انتحاري على تفجير نفسه وسط مظاهرة حاشدة للأكراد أعقبه تبادل لإطلاق النار مما تسبب في مقتل 22 شخصا وسقوط أزيد من 250 جريحا. وكان آلاف الأكراد خرجوا أمس في مظاهرة احتجاجية بدعوة من الأحزاب الكردية ضد مصادقة البرلمان العراقي لمشروع قانون المجالس الانتخابية الذي يرفضونه وهو القانون الذي رفض فيما بعد من قبل مجلس الدولة. وتأتي هذه التفجيرات بعد فترة من الهدوء اعتقدت خلالها الحكومة العراقية والقيادة الأمريكية في هذا البلد أنهما تمكنتا من فرض السيطرة على الوضعية الأمنية في العديد من المناطق إلى درجة أنه تم إثارة إمكانية بدء سحب تدريجي للقوات الامريكية. غير أن واقع الحال أثبت فشل الخطط الامنية التي دأبت القوات العراقية بدعم من نظيراتها الامريكية بشنها منذ بداية العام الجاري في عدد من المحافظات الشمالية والجنوبية بحجة تطهير الشوارع العراقية من كل مظاهر التسلح وفرض القانون. واتضح من خلال عودة العمليات الانتحارية بقوة في وقت اعلنت فيه الحكومة العراقية انها تمكنت من بسط سيطرتها الأمنية وان قواتها النظامية بلغت المحطة الأخيرة في معركة القضاء على من تصفهم بالعناصر الإجرامية وفلول الارهاب في إشارة الى الميليشيات الشيعية المسلحة ومقاتلي تنظيم القاعدة ان احتواء الوضع الامني في العراق لن يكون بالأمر السهل في ظل استمرار التواجد العسكري الأمريكي في هذا البلد. وأكثر من ذلك فإن مثل هذه العمليات ستدفع بحكومة نوري المالكي الى مراجعة حساباتها واعادة تكييف خططها الامنية بطريقة تتماشى والوضعية الامنية المتدهورة منذ اليوم الاول من بدء الاحتلال الأمريكي في العراق منذ أزيد من خمس سنوات.