الإشاعات قد يكون غرضها التهويل التوعية ضرورية لإنجاح عملية التلقيح ضد كورونا وإبعاد الخوف الفيروس القاتل الذي فتك بالعالم لم يبدد جوانب الإشاعات والتهويل ففي الوقت الذي كان الكل يتحيّن فيه إيجاد اللقاح للتخلص من غمّ الجائحة طويلة الأمد لم تسلم معظم اللقاحات المبتكرة من بعض الانتقادات على الرغم من أنها الواقي الوحيد من وباء فتاك اجتهد الباحثون والعلماء في إيجادها لفك الغبن عن البشرية ومعاناتها المريرة من فيروس قاتل نشر رائحة الموت والهلع والفقر في كامل بقاع العالم ليتجرأ اليوم البعض ويشككون في اللقاحات ربما بحسن نية وربما قصد زرع الرعب وبث الخوف في النفوس وفتح الباب لاستمرار الجائحة كنتيجة حتمية في حالة العزوف عن اخذ اللقاح بسبب شكوك وتخمينات يفندها أطباء ومختصون. نسيمة خباجة دعا مختصون في علم الأوبئة والأمراض المعدية والمناعة إلى إشراك جميع الفاعلين في الميدان من خبراء وأسلاك طبية وشبه طبية والمجتمع مدني وأعيان المناطق والمساجد لإنجاح عملية التلقيح ضد فيروس كورونا عشية الحملة التي تنوي الجزائر إطلاقها في هذا المجال. لا بديل عن اللقاح في كبح الفيروس أكد رئيس مصلحة علم الأوبئة والطب الوقائي البروفيسور عبد الرزاق بوعمرة في تصريح له على استعمال لغة بسيطة خلال الحملة التوعوية يفهمها المواطن. كما يجب الشرح له كما أوصى أهمية التلقيح ومزايا هذه العملية التي تراهن عليها الجزائر والعالم أجمع لكبح فيروس كوفيد-19. وشدد ذات المختص على دعوة المجتمع المدني - عند استلام السلطات المحلية لكل منطقة لجرعات اللقاح ضد الفيروس وذلك تشجيعا للمواطن- للإقبال على هذه العملية التي وصفها بالهامة. ومن جهته طمأن رئيس الجمعية الجزائرية للأمراض المعدية الدكتور محمد يوسفي المواطنين حول أمن وفعالية اللقاح الذي يبقى -حسبه- السلاح الوحيد للتصدي للوباء الذي فتك بصحة واقتصاديات كل دول العالم. اللقاحات آمنة ولا مجال للشك أكد ذات المختص على ضرورة الاعتماد على أخصائيين في مكافحة الأمراض المعدية والأوبئة والخبراء في التلقيح لاقناع أفراد المجتمع بأهمية اللقاح الذي أثبتت التجارب العيادية التي شملت أزيد من 100 ألف شخص فعاليته بدون أعراض جانبية خطيرة . واعتبر الدكتور يوسفي- الذي يشغل كذلك منصب رئيس مصلحة الأمراض المعدية بالمؤسسة الاستشفائية العمومية ببوفاريك (البليدة)- أن مختلف الدراسات العلمية المتعلقة ببعض اللقاحات التي تم نشرها إلى غاية اليوم أظهرت فعاليتها بنسبة 90 بالمائة . وفيما يتعلق بتشكيك عدد من المواطنين في هذه اللقاحات التي تم انتاجها في ظرف وجيز (8 أشهر) قال الدكتور يوسفي بأن اكتشاف هذه اللقاحات في مدة قصيرة مقارنة باللقاحات السابقة راجع بالدرجة الأولى إلى التعاون الدولي في هذا المجال وتقاسم ما توصل إليه العلم حول جين فيروس كورونا. كما أدى الانتشار الواسع للجائحة والتخوف من التحولات الطارئة على الفيروس -حسبه- إلى تظافر جهود كل دول العالم لمواجهة الوضع وتوفير الموارد المالية من طرف العديد من المانحين للمخابر العالمية المتنافسة حول اكتشاف اللقاح ما مكن من تسهيل هذه المهمة في أقل من سنة من ظهور الفيروس عكس الكشف عن اللقاحات السابقة التي دامت عدة سنين قبل وضعها في المتناول. وأشار ذات المختص إلى أنه منذ ظهور الأوبئة والفيروسات التي فتكت بالعالم فقد أظهرت التجارب بأن اللقاحات كانت وماتزال الوسيلة الوحيدة التي وضعت حدا لهذه الفيروسات. ونظرا للضغط الدولي الكبير على هذه اللقاحات ووجود مخابر قليلة التي تنتجها قال الدكتور يوسفي أنه يتعذر على جميع دول العالم اقتناء جميع الكمية التي تحتاجها لمواطنيها مشيرا إلى لجوء السلطات الجزائرية إلى ثلاثة مخابر: روسية وصينية وانجليزية-سويدية لاقتناء هذا اللقاح. لابد من إقناع المواطنين بضرورة التلقيح ووصف رئيس مصلحة مخبر التحاليل البيولوجية بالمؤسسة الاستشفائية العمومية للروبية (ضواحي العاصمة) والمختص في علم المناعة البروفيسور كمال جنوحات اللقاح ضد كوفيد-19 ب الواقي الوحيد لضمان مناعة المواطنين وكبح الفيروس . كما يعد -حسبه- عملا تضامنيا واسعا لوقاية جميع فئات المجتمع منه آملا في أن يكون المواطن في مستوى هذه المهمة ويقبل على اللقاح. وأشار ذات المختص إلى التنظيم الذي وضعته الوزارة بعد تكوين الأسلاك التي أسندت إليها هذه المهمة داعيا إلى توسيع الاتصال والحملات التوعوية لضمان الاقبال على اللقاح لأكبر عدد ممكن. كما شدد على شرح كل الآثار الجانبية في حالة حدوثها وطمأنة المواطن بإجراء عملية التلقيح في ظروف آمنة بحضور جميع المؤهلات التي تساهم في السهر على صحته. وبعد أن عبر عن ارتياحه للمنحى التنازلي لحالات الإصابة التي تسجل يوميا شدد ذات المختص على مواصلة احترام القواعد الاحترازية التي دعت إليها الجهات المختصة حفاظا على صحة المواطنين. و بدوره قال المختص في طب الأطفال والعضو في لجنة الخبراء بالبرنامج الوطني للتلقيح البروفيسور عبد اللطيف بن سنوسي أنه منذ ظهور الفيروسات لا يوجد أي علاج للتصدي لها عدا اللقاح. و دعا ذات المختص بالمناسبة كافة المواطنين إلى الانخراط في هذه الحملة لكبح فيروس كورونا. و ذكر في الأخير بأن فيروس الانفلونزا الموسمية عرف تراجعا مقارنة بالموسم الفارط حيث لوحظ على مستوى بعض المصالح الاستشفائية لاسيما المختصة منها في طب الأطفال إقبال ضئيل جدا للمصابين بالتهاب القصبات الهوائية بفضل احترام الإجراءات الاحترازية خاصة ارتداء القناع.