دعا مختصون في علم الاوبئة والامراض المعدية والمناعة الى إشراك جميع الفاعلين في الميدان من خبراء و أسلاك طبية وشبه طبية و المجتمع مدني وأعيان المناطق و المساجد لإنجاح عملية التلقيح ضد فيروس كورونا عشية الحملة التي تنوي الجزائر اطلاقها في هذا المجال. وأكد رئيس مصلحة علم الاوبئة والطب الوقائي, البروفسور عبد الرزاق بوعمرة, في تصريح لوأج على استعمال "لغة بسيطة" خلال الحملة التوعوية يفهمها المواطن. كما يجب الشرح له, كما أوصى, أهمية التلقيح ومزايا هذه العملية التي تراهن عليها الجزائر والعالم أجمع لكبح فيروس كوفيد-19 . وشدد ذات المختص على دعوة المجتمع المدني - عند استلام السلطات المحلية لكل منطقة لجرعات اللقاح ضد الفيروس وذلك تشجيعا للمواطن- للإقبال على هذه العملية التي وصفها بالهامة. ومن جهته, طمأن رئيس الجمعية الجزائرية للأمراض المعدية, الدكتور محمد يوسفي, المواطنين حول أمن وفعالية اللقاح الذي يبقى -حسبه- السلاح الوحيد للتصدي للوباء الذي فتك بصحة واقتصاديات كل دول العالم. وأكد ذات المختص على ضرورة الاعتماد على اخصائيين في مكافحة الامراض المعدية والاوبئة والخبراء في التلقيح لاقناع أفراد المجتمع بأهمية اللقاح الذي أثبتت التجارب العيادية التي شملت أزيد من 100 ألف شخص "فعاليته بدون أعراض جانبية خطيرة". وأعتبر الدكتور يوسفي- الذي يشغل كذلك منصب رئيس مصلحة الامراض المعدية بالمؤسسة الاستشفائية العمومية ببوفريك (البليدة)- أن مختلف الدراسات العلمية المتعلقة ببعض اللقاحات التي تم نشرها الى غاية اليوم أظهرت "فعاليتها بنسبة 90 بالمائة". وفيما يتعلق بتشكيك عدد من المواطنين في هذه اللقاحات التي تم انتجاها في ظرف وجيز (8 أشهر), قال الدكتور يوسفي بأن اكتشاف هذه اللقاحات في مدة قصيرة مقارنة باللقاحات السابقة راجع بالدرجة الاولى الى التعاون الدولي في هذا المجال وتقاسم ما توصل اليه العلم حول جين فيروس كورونا. كما أدى الانتشار الواسع للجائحة والتخوف من التحولات الطارئة على الفيروس -حسبه- الى تظافر جهود كل دول العالم لمواجهة الوضع وتوفير الموارد المالية من طرف العديد من المانحين للمخابر العالمية المتنافسة حول اكتشاف اللقاح ما مكن من تسهيل هذه المهمة في أقل من سنة من ظهور الفيروس عكس الكشف عن اللقاحات السابقة التي دامت عدة سنين قبل وضعها في المتناول. وأشار ذات المختص الى أنه منذ ظهور الاوبئة والفيروسات التي فتكت بالعالم فقد أظهرت التجارب بأن اللقاحات كانت وماتزال "الوسيلة الوحيدة" التي وضعت حدا لهذه الفيروسات. إقرأ أيضا : فيروس كورونا: إنتظار وصول الجرعات الاولى للقاح الانجلو-سويدي في فبراير القادم ونظرا للضغط الدولي الكبير على هذه اللقاحات ووجود مخابر قليلة التي تنتجها, قال الدكتور يوسفي أنه "يتعذر على جميع دول العالم اقتناء جميع الكمية التي تحتاجها لمواطنيها", مشيرا الى لجوء السلطات الجزائرية الى ثلاثة مخابر: روسية وصينية وانجليزية-سويدية لاقتناء هذا اللقاح. ووصف رئيس مصلحة مخبر التحاليل البيولوجية بالمؤسسة الاستشفائية العمومية لروبية (ضواحي العاصمة) و المختص في علم المناعة, البرفسور كمال جنوحات, اللقاح ضد كوفيد-19 ب"الواقي الوحيد لضمان مناعة المواطنين وكبح الفيروس". كما يعد -حسبه- "عملا تضامنيا واسعا" لوقاية جميع فئات المجتمع منه, آملا في أن يكون المواطن في مستوى هذه المهمة ويقبل على اللقاح. وأشار ذات المختص الى التنظيم الذي وضعته الوزارة بعد تكوين الاسلاك التي أسندت اليها هذه المهمة, داعيا الى توسيع الاتصال والحملات التوعوية لضمان الاقبال على اللقاح لأكبر عدد ممكن. كما شدد على شرح كل الاثار الجانبية في حالة حدوثها وطمأنة المواطن بإجراء عملية التلقيح في ظروف آمنة بحضور جميع المؤهلات التي تساهم في السهر على صحته. وبعد أن عبر عن "ارتياحه" للمنحى التنازلي لحالات الاصابة التي تسجل يوميا, شدد ذات المختص على مواصلة احترام القواعد الاحترازية التي دعت اليها الجهات المختصة حفاظا على صحة المواطنين. و بدوه, قال المختص في طب الاطفال و العضو في لجنة الخبراء بالبرنامج الوطني للتلقيح, البروفيسور عبد اللطيف بن سنوسي, أنه منذ ظهور الفيروسات لا يوجد أي علاج للتصدي لها عدا اللقاح. و دعا ذات المختص بالمناسبة كافة المواطنين الى الانخراط في هذه الحملة لكبح فيروس كورونا. و ذكر في الاخير بأن فيروس الانفلونزا الموسمية عرف تراجعا مقارنة بالموسم الفارط حيث لوحظ على مستوى بعض المصالح الاستشفائية سيما المختصة منها في طب الاطفال اقبال "ضئيل جدا"للمصابين بالتهاب القصبات الهوائية بفضل احترام الاجراءات الاحترازية خاصة ارتداء القناع.