كشفت مصادر سياسية يمنية ان المشاورات والاتصالات التي تتم برعاية دولية واقليمية بين مختلف اطراف الازمة نجحت في تقريب وجهات النظر حيال آلية انتقال السلطة في البلاد. ونقلت صحيفة "القبس" الكويتية في عددها الصادر امس الثلاثاء عن المصادر قولها: "ان تلك المشاورات التي ترعاها الاممالمتحدة تقضي بانتخاب نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي رئيسا للبلاد في غضون ستين يوميا من نقل الرئيس علي عبد الله صالح صلاحياته لفترة انتقالية مدتها عامان يتم خلالهما التهيئة والترتيب لاجراء انتخابات برلمانية ورئاسية". واشارت المصادر الى ان الاعلان عن تسلم هادي مقاليد السلطة سيتم خلال فترة وجيزة قد لاتتجاوز الاسبوع. الى ذلك تظاهر عشرات الآلاف في صنعاء امس تضامنا مع ابناء محافظة ابين التي يسيطر مسلحون من القاعدة على اجزاء منها متهمين السلطات بتسليم هذه المناطق الى التنظيم. وانطلق المتظاهرون من وسط ساحة التغيير نحو منزل نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، ولم يسمح حراس منزل هادي الا لوفد من خمسة اشخاص بتجاوز الحاجز الامني امام بوابة منزل نائب الرئيس والدخول لمقابلته وتسليمه رسالة باسم المتظاهرين. وطالب المحتجون في الرسالة ب"وضع حد للمهزلة واتخاذ اجراء يحفظ لابناء ابين دماءهم وأعراضهم". وذكرت وكالة الأنباء اليمنية إن وزارة الداخلية أعلنت أسماء 59 شخصا من الإخوان المسلمين المتعاونين مع خلايا القاعدة ممن يقومون بقطع الطرقات ونصب الكمائن للدوريات العسكرية والأمنية والاعتداء على المواقع العسكرية في منطقة أرحب قرب صنعاء. ونقلت الوكالة اليمنية عن مصدر بوزارة الداخلية قوله: "ان أسماء هؤلاء العناصر تم تعميمها في جميع منافذ الجمهورية، وتم توجيه الإدارات الأمنية لإلقاء القبض عليهم". من جانب آخر، اتفقت السلطة المحلية بمحافظة تعز جنوب صنعاء وعدد من وجهاء المحافظة على تشكيل لجنة لتفعيل بنود وثيقة التهدئة الموقعة بين السلطة المحلية وأحزاب اللقاء المشترك الشهر الماضي. وتنص الوثيقة على إنهاء المظاهر المسلحة من شوارع وأحياء مدينة تعز وإعادة الممتلكات العامة والخاصة التي تعرضت لأعمال تخريب ونهب. وفر نحو 54 ألف يمني من المحافظة منذ سيطر المتشددون على عاصمتها الشهر الماضي مع اشتداد القتال في المنطقة. ويثير فرار الالاف من العنف في الجنوب وكذلك نقص الغذاء والماء احتمال ان تشهد البلاد ازمة انسانية وهي على شفا الانهيار بالفعل. وتتعرض حكومته لخطر فقدان السيطرة على أجزاء من البلاد واكتساب جناح القاعدة المحلي موطئ قدم قرب خطوط الملاحة. وقال مسئول حكومي مكلف بشؤون اللاجئين لوفد من الاممالمتحدة يزور اليمن ان عشرات الالوف فروا من أبين الى عدن. واستولى المتشددون على مدى الشهور الاخيرة على مدينتين وقاعدة عسكرية في أبين ويقاتلون الجيش للاستيلاء على قاعدة اخرى خارج عاصمة المحافظة. ويتهم معارضو صالح الرئيس بترك المتشددين عمدا يحكمون قبضتهم على البلاد ليثبت للسعودية وحكومات الغرب انه وحده القادر على منع المتشددين من السيطرة على اليمن.