كشف مصدر ديبلوماسي غربي رفيع المستوى توصل الولاياتالمتحدة والقيادتين السعودية واليمنية إلى توافق على آلية سلسة لنقل السلطة في اليمن من أسرة الرئيس علي عبدالله صالح إلى مجلس رئاسي تشارك فيه المعارضة. ونقلت مصادر إعلامية يمنية، عن المصدر الدبلوماسي الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن الإجتماع الذي جمع مساعد وزير الخارجية الأمريكية المكلف بالشرق الأوسط جيفري فيلتمان بنائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي كان حاسما في وضع النقاط الأخيرة على خطة نقل السلطة، إذ أكدت الإدارة الأمريكية أن ما يهمها في المرحلة الإنتقالية هو الإبقاء على أجهزة الأمن ومؤسسة الجيش بين أيادي موثوقة، وتحديدا عدم وقوعها بأيدي من يشتبه بتعاطفهم مع تنظيم "القاعدة" أو التنظيمات المتشددة الأخرى". وأضاف المصدر أن الأمريكيين باتوا مقتنعين بأن عودة صالح إلى اليمن سيزيد من زعزعة الإستقرار في البلاد ويؤجج الصراع مجددا، والأرجح أن القيادة السعودية تشاطر هذه الرؤية ما يعني أنها ستستبقي الرئيس اليمني عندها. وأكد المصدر أن الأمريكيين والسعوديين أعطوا الضوء الأخضر لحل توافقي ينهي الأزمة في اليمن ويتولى بموجبه مجلس رئاسي إدارة الدولة، من أجل نقل السلطة من أسرة الرئيس علي عبد الله صالح إلى مجلس منتخب. ويرأس المجلس الإنتقالي الذي ستشارك فيه المعارضة نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي، وهي صيغة يمكن أن توافق عليها أحزاب المعارضة بضمانات سعودية، ويمكن أن تحظى بدعم شباب الثورة لكونها تستجيب لمطلبهم الأول المتمثل برحيل الرئيس صالح وأبنائه وأفراد أسرته. في غضون ذلك أكدت مصادر طبية يمنية أن حال علي صالح الصحية متدهورة جدا ما جعله غير قادر على مخاطبة اليمنيين حتى عبر الإذاعة. موضحة أن الإعتداء على الرئيس كان جزءا من خطة ترمي لإبعاده والحلقة المحيطة به إلى خارج اليمن بعدما بات العقبة الرئيسية أمام حل سياسي للأزمة.
من جهته أعرب مجلس الأمن أمس الجمعة عن "قلقه العميق" من الوضع في اليمن، لينهي شهورا من الخلاف الدولي الذي حال دون توحيد كلمة المجلس المؤلف من 15 دولة بشأن اليمن، وذلك وسط دعوات أممية إلى إرسال حقوقيين لتقييم الوضع في ظل استمرار التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام.
ونقلت مصادر إعلامية عن سفير الغابون لدى الأممالمتحدة نيلسون ميسون -الذي يترأس المجلس هذا الشهر، قوله بعد اجتماع مغلق بشأن اليمن "عبر أعضاء مجلس الأمن عن قلقهم العميق من الوضع الإنساني والأمني المتدهور في اليمن". مضيفا أن الأعضاء حثوا كل الأطراف في اليمن على إظهار أقصى ضبط للنفس والمشاركة في حوار سياسي شامل. وكان المجلس عقد أمس الأول جلسة مغلقة استمع خلاها إلى تقرير من الموفد الدولي إلى اليمن جمال بن عمر والأمين العام للأمم المتحدة حول الطريق المسدود الذي وصل إليه الوضع في البلاد. ويأتي ذلك في الوقت الذي دعت فيه الأممالمتحدة إلى إرسال فريق لتقييم وضع حقوق الإنسان في اليمن بعد الأحداث التي شهدتها البلاد. وقالت متحدثة باسم المنظمة الدولية إن الوفد يتكون من ثلاثة أعضاء، وإن مهمته ستمتد عشرة أيام, دون أن توضح مزيدا من التفاصيل. وكانت محافظتا صنعاء وتعز شهدتا مظاهرات تحت شعار "الإرادة الثورية"، في دلالة على استمرار ثورة التغيير حتى تحقيق مطالبها برحيل النظام والعمل على تشكيل مجلس انتقالي يضمن نقل السلطة، في حين احتشد موالون للرئيس اليمني بساحة السبعين في العاصمة.