عادة ما تنظم قاعات الشاي، وحتى المطاعم حفلات وسهرات كلما كانت هناك مناسبة تستحق الإحتفال، ولكن عادة ما تكون تلك المُناسبات غريبة وغربية، يُحتفل بها من وراء البحار، ويقلدها البعض هنا، كحفلات رأس السنة الميلادية، وأعياد الحب، والميلاد، وحتى الشجرة أحيانا، لكننا فرحنا ونحن نتلقى دعوة للإحتفال بعيد الإستقلال، ولكن من قاعة شاي مشبوهة، تنظم حفلة يباح فيها كلّ شيء، أو شبه. مصطفى مهدي ونخن نمرّ بحي إفريقيا بالابيار، أعطانا شاب، كلف بتوزيع الدعوات، دعوة لحضور حفلة لعيد الاستقلال، ولكننا فوجئنا بان قاعة الشاي التي تنظمها هي قاعة معروفة، وغير بعيد عن الحي المذكور، معروفة بممارسات مشبوهة، يقوم بها المشرفون عليها، والزبائن الذين يقصدونها، فهل راجع هؤلاء وقرروا أن يُغيروا من طريقتهم، ويزيلوا ما علق بالقاعة من سمعة سيئة؟ لا، ليس هذا غرضهم، بل إنهم فقط ارادوا أن يستغلوا فرصة الخامس من جويلية، لكي يجلبوا إهتمام الناس، هذا فقط، تماما مثلما تفعل كثير من القاعات والمهرجانات التي تحتفل بالمناسبة بالقرصة والغناء، ولكن أمثال المشرفين على القاعة المذكورة، ذهبوا إلى أبعد من ذلك، وحوّلوا، أو حاولوا أن يحولوا مناسبة وطنية الى مناسبة تشبه تلك المناسبات المستوردة، بتواريخها وعاداتها كذلك. هذا ما أكده لنا عيسى، وهو حارس باحدى تلك القاعات التي قال لنا عنها انها تستغل اي مناسبة، حتى لو كانت عيد الفراولة، بل وحتى يوم العلم لكي تحتفل، ولكن على طريقتها الخاصة. عيسى هذا عمل في قاعة في الجزائر الوسطى، كانت نظيفة الى ان تغير المشرف عليها، حيث غادر صاحبها، وترك مكانه لاخيه الذي حولها الى "كباري" حقيقي، حيث الغزل والمجون والموسيقى البذيئة، ففقد زبائن، وربح آخرين. فقد زبائن محترمين، وربح آخرين من الذين يقبلون على تلك الممارسات، يقول عيسى ان الأمور تغيرت في المحل، وصار المشرف عليه يكثر من الحفلات الماجنة، بسبب وبغير سبب، واهتدى الى طريقة يجلب فيها اكثر عدد من الزبائن، ان يكتب على بطاقة الدعوات: "القاعة تحتفل بمناسبة الثامن ماي وتحضر لزبائنها مفاجآت، لا تفوتوا الفرصة". هذا ويكتب عادة اسفل تلك البطاقات التي توزع على الطلة والثانويين عادة، يكتب: "الدخول يكون مرفوقا"، أي انه على الزبائن ان يجلبوا صديقاتهم، وقد يكون الدخول بالنسبة للبنات مجانا، ما استغربناه، لم نكد نصدقه أن مناسبة الثامن ماي ايضا صار يحتفل بها بتلك الطريقة، ولكن عندما تذكرنا الدعوة التي اعطاها لن الشاب في الابيار، فكرنا في ان البعض يفعل اي شيء من أجل الحصول على المال. ولكن لم تكن تلك القاعات الوحيدة التي تنظم مثل تلك الحفلات، بل حتى على الشواطئ، وبعض الفنادق، والمطاعم التي تكون محترمة نهارا، ولكن تفقد احترامها لنفسها ولزبائنها ليلا، كل تلك صارت تحتفل باي مناسبة كانت، المهم ان تغري الزبائن بعروض وتخفيضات وغير ذلك، وتعالوا اسمعوا ما فعله صاحب مطعم قبل ايام من الاحتفال بعيد الاستقلال، طلب من "ديجي" أن يغير إيقاع النشيد الوطني ليجعله راقصا، وبالتالي يتوافق مع ليلة ماجنة اعدت للمناسبة، هذه التصرفات تجعلنا نتساءل فيما اذ لم يكن للبعض اغراض اخرى غير الربح من وراء تسطيح المناسبات الوطنية التي وجب احترامها لأنها تتعلق بذاكرة الأمة.