اتخذ العديد من الأزواج والمحبين من يوم 14 فيفري من كل سنة أو ما يسمى ب''سان فالونتان'' ، عيدا لهم يتبادلون فيه الهدايا وعبارات العشق والغرام وإظهار الأحاسيس الفياضة وحبهم الرومانسي. لكن ما هي وجهة نظر الفنان الجزائري وكيف ينظر إلى هذا اليوم وما هي طقوسه التي اعتاد القيام بها في هذه المناسبة؟ أجمع الفناون في تصريحهم ل''الحوار'' على عدم الاكتراث ب''السان فالونتان'' نظرا لانحداره من أصول مسيحية تتنافى مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف. الفنانة حسيبة عبد الرؤوف: ''اتخذت من 29 سبتمبر عيدا لحبي لأنه يصادف يوم زواجي'' عن طقوسها بمناسبة عيد الحب الذي يحتفل به قالت ملكة الأعراس حسيبة عبدالرؤوف ''أنا لا أتذكر إلا يوم 29 سبتمبر لأنه يصادف يوم زفافي إلى بيت زوجي الذي أكن له كل الحب والاحترام والتقدير، لانه ألبسني ستار الأمان والاطمئنان، وأكسبني الثقة بالنفس، هذا هو العيد، تقول حسيبة، الذي أتذكره دوما وأنتظر موعده لأحتفل به رفقة رفيقي في هذه الحياة''. فضلا عن ذلك، تضيف حسيبة، وطبقا للمثل الشعبي الشائع في الوسط المجتمع الجزائري ''اللي عندو كل يوم عيدو''، فهي ترى في تاريخ ال 14 فيفري يوما عاديا جدا ''ولا أنتظره حتى أفصح لزوجي عن حبي له أو أنتظر هذا اليوم حتى أحب فيه أفراد عائلتي وكل من يحيط بي، بل بالعكس، تقول محدثتنا، أنا أحب كل الناس طول العام ولست أقنن حبي وأحصره في يوم ضيق قوامه 24 ساعة''. عن الحفلات التي تنظمها بهذه المناسبة أكدت حسيبة أنها لم يسبق لها أن قامت بحفل خاص بعيد ال 14 فيفري المسمى بعيد الحب العالمي، ولم تتلق أي دعوة رسمية للمشاركة في أي حفل احتفاء بهذا اليوم، اللهم إلا بعض الدعوات لكن بعيدة كل البعد عن هذه المناسبة. المطرب نور الدين بن غالي: ''الحب كفله ديننا الحنيف وال''سان فالونتان'' بدعة مسيحية لا يجوز الاعتقاد بها'' استهجن المطرب نور الدين بن غالي الطقوس التي يمارسها جموع المسلمين في ال14 فيفري باعتباره يوم الحب، اقتداء بسنة القديس سان فالونتان الذي فرض سطوته على العديد من الأشخاص خاصة الشباب منهم في المجتمعات العربية، قائلا ''عيد الحب من أصول مسيحية فعلى الأمة المسلمة أن تخالف كل ما يتعلق بأعياد الدول الغربية امتثالا واقتداء بسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام''. وأوضح بن غالي أن للإسلام عيدين ''عيد الاضحى وعيد الفطر'' فقط وما عداهما من أعياد فهو باطل بحكم ما نهى عنه الشرع في كتاب الله وفصلته السنة الشريفة. ويجب على المسلم الاعتصام بالكتاب والسنة وأن يكون حذرا في كل الأوقات حتى لا يقع في الفتن والظلالات وما أكثرها في زمننا الراهن. والحب، يقول بن غالي، ليس مقتصرا على حب الزوجة أو الحبيبة بل هو يشمل حب الوطن، حب الدين، حب الناس، ''كما أنني لا أحب أن أقوم بحفلات احتفاء بهذا اليوم خاصة أنه خارج اهتماماتي الشخصية''. المطرب بن زينة: ''لا أعترف بعيد الحب على شاكلة احتفالات الغرب'' من جهته قال المطرب ونجم أغنية المالوف القسنطيني بن زينة ''صراحة لا أعترف بعيد الرهبان المسحيين، أنا مسلم ولا أتبع أهواء الغرب، ولا أجد حلاوة إلا وأنا أحتفل بالأعياد الدينية والوطنية حيث تذكرني الأولى بالتزاماتي تجاه ربي، والثانية بالبطولات التي حققها الشعب الجزائري إبان حرب التحرير، أما أن أحب فقط في هذا اليوم أو أن يذكرني بحب شخص ما فقط، فهذا ما لا يحدث أبدا'' . ويضيف بن زينة ''أنا أحب زوجتي ولم أنحز عن هذا الحب ولم أفكر في واحدة غيرها وأتمنى من الله تعالى أن يمد عمرنا وأن يسعدنا بما أعطانا ويرزق غير المتزوجين، وأحب أولادي وكل أهلي والناس وأعشق فني''. وبشأن تقديمه للحفلات في هذا اليوم، رد بن زينة ''لم يسبق لي وأن قدمت شيئا احتفاء بهذا اليوم لم أفكر فيه إطلاقا''. المطربة بريزة: ''لا أتذكر ال14 فيفري إلا إذا كان لدي موعد حدد في هذا اليوم'' وبالمناسبة قالت الفنانة بريزة إن ''عيد الحب لا يساوي عندي شيئا، خاصة أنه يتزامن هذه السنة مع المولد النبوي الشريف الذي أنتظرته حتى أحضر الوجبات الخاصة بهذه المناسبة الدينية، ونذكر أنفسنا أن هذا اليوم هو اليوم الذي شهدت فيه البشرية ميلاد أعظم وأبجل وأحب خلق لله عز وجل، أما ال14 فيفري فيوم عادي ولا أتذكره إلا إذا كان لدي موعد معين وإلا فهو يمر مرور الكرام''. ''وهدفي الوحيد، تقول بريزة، أن يسعد هذا الشعب وأن يصل الشباب إلى مبتغاهم، وأن تحيا الجزائر في خضم السلم والأمن والطمأنينة، وأن نتعلم كيف نحب بعضنا ونحب وطننا ونساهم في ترقيته وبنائه''. المطرب سعيد بلال: ''الاحتفال بسان فالنتان خروج عن ديننا الحنيف'' لم يفوت المطرب سعيد بلال فرصة اللقاء بنا ليدلي بدلوه في مصب الحديث عن عيد الحب الذي يحتفل به المجتمع الغربي، وقال: ''جميل أن يكن الإنسان حبه لأخيه، وديننا الحنيف أمرنا على لسان خير هديه عليه الصلاة والسلام بأن ننشر الحب فيما بيننا. وعيد الحب الذي اتخذه الغرب خاص بهم خاصة الإنجليز الذين يسرفون التقليدي الذي يعبر فيه المحبون عن حبهم لبعضهم البعض عن طريق إرسال بطاقات عيد الحب أو إهداء الزهور لأحبائه، أما نحن المسلمون فلنا عيدنا الخاص بنا فلنجعل غيرنا يقتاد بنا، ويبقى ال14 فيفري رمزا عالميا للمحبة والتآخي وتبادل للهدايا بصورة شكلية''. المطرب مزيان إيزوران: ''لست بمسيحي حتى أحتفل بسان فالونتان'' نبذ المطرب القبائلي مزيان إيزوران هو الآخر فكرة الاحتفال بعيد القديس سان فالونتان والذي يطلق عليه بعيد الحب، باعتبار أن ظاهرة المحبة نابعة من عمق ديننا، ولا نحتاج إلى من يعلمنا إياها، ومضى ''إن الناس أحرار في أفعالهم ولا أمانع أي أحد بالاحتفال به لكني أتكلم من منطلق ما يمليه العقل والمنطق، والعام طويل عريض، يضيف مزيان، للاعتراف بحبنا لذوينا''. لخضر ولد ستي: ''النقابة أسقطت احتفالية سان فالونتان من أجندتها'' أوضح لخضر ولد ستي، الأمين العام لنقابة الفنانين، أن هيئته أسقطت الاحتفال بعيد الحب من برنامجها السنوي، ''وفي غياب الممولين، يضيف ولد ستي، يصعب على هذه الهيئة مسايرة كل الذكريات سواء تلك التي تدخل في النسيج الوطني أو العالمي، كما هوالشأن بالنسبة لعيد 14 فيفري''. وكشف محدثنا أن النقابة تعكف على تنظيم حفل بمناسبة تأميم المحروقات المصادف ل 24 فيفري من المنتظر ان يستدعى إليه نخبة من الفنانين. الموسيقار محمد روان: ''عيد الحب مجرد لعبة وتسلية'' وعلى صعيد مماثل قال الموسيقار محمد روان: ''إن جزائرنا الحبيبة لديها من الذكريات ما يغنينا عن ذكرى عيد الحب هذه التي تخلو من أي معنى''. ويرى روان أن هذه المناسبة تخص فقط الشباب المراهق، ''لقد تجاوزنا مرحلة المراهقة وتسلينا بهذه الذكرى الدخيلة على مجتمعنا، أحب زوجتي وكل أهلي وكل هؤلاء الذين يحبونني ولا أنتظر مناسبة لأبوح لهم بشعوري نحوهم. إن الإسلام هيأ لنا أسباب العيش الكريم وعمل على زرع بذور المحبة بين أبناء الأمة، امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم ''تهادوا تحبوا'' أي لا أنتظر يوم 14 فيفري حتى أقدم هدية لزوجتي أو لأمي أوأوأو...''. الفنان رضا سيكا: ''ماذا لو تحول سان فالونتان إلى مهرجان كتيمقاد وجميلة؟'' بدوره أبدى الفنان رضا سيكا عدم اعترافه بعيد الحب المسمى بسان فالونتان، بحكم انتمائنا الحضاري واعتناقنا للدين الإسلامي الحنيف الذي كرم آدم وأنزله منزلة يستحقها. ''الرسالة التي يحملها هذا العيد الذي ينبع من أعماق المجتمع المسيحي واضحة للعيان، فالاحتفال قبل أن يكون تعبيرا عن الحب فهو احتفال بعيد القديس فالونتين، ونحن أمة مسلمة لا يجوز لنا محاكاة عادات وتقاليد ومعتقدات الغرب المسيحي كما جاء في الأثر. ماذا لو تحول الجهات التي تؤمن بهذا المعتقد هذا اليوم إلى مهرجان غنائي مثل تيمڤاد وجميلة حتى تعطى الفرصة أكثر للفنانين للعمل دون استثناء حتى نحقق العدالة في عالم الفن؟''.