أجلت محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر العاصمة، النظر في قضية التفجيرات التي استهدفت في 11 أفريل 2007 قصر الحكومة إلى الدروة الجنائية المقبلة بسبب غياب دفاع أمير سرية العاصمة فاتح بودربالة الذي تم توقيفه مؤخرا بمنطقة الرغاية وبحوزته قرابة كيوغرام من المتفجرات كانت موجهة لاستهداف عدد المواقع الحساسة بالعاصمة، في الوقت الذي رفض فيه رئيس الجلسة طلب الإفراج عن المتهم (ب· نورالدين) شقيق الانتحاري معاذ بن جبل المتابع بجنحة عدم الإبلاغ عن جناة· وشهدت المحكمة مشادات بين الشرطة والمتورطين في الملف بعد ان تم منع عائلاتهم من التقرب اليهم والحديث معهم كما شهدت تواجد عدد من عائلات ضحايا التفجيرات التي بلغ عددهم 20 قتيلا و222 جريحا، وكشفت تصريحات المتهمين السبعة الموقوفين أمام قاضي التحقيق، أن أمير كتيبة الأرقم المدعو أبو هريرة المتواجد في حالة فرار حرص على تكليفهم بتصوير العمليتين الانتحاريتين عن طريق الكاميرا، مع تقديم تقارير عن حجم الضرر الذي ألحقته· وكشفت التحقيقات القضائية على تورط العناصر المتهمة في دعم وتجنيد شباب لصالح كتيبة الأرقم التابعة لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وحسب التقارير الأمنية فإن المتهمين كلفوا بمهمة ترصد قصر الحكومة ومقر المقاطعة الشرقية للشرطة القضائية أياما قبل تنفيذ العمليتين، وكلف المتهم خالد، حسب المصدر ذاته، بنقل مفجر الشرطة القضائية المدعو معاذ بن جبل بسيارته لتمويه عناصر الأمن إلى نواحي مقر الشرطة القضائية ليستلم الانتحاري قيادة الشاحنة المفخخة وهي من نوع (شانا) ويدفع بها باتجاه مبنى قصر الحكومة حيث وقع الانفجار وخلف عددا من الضحايا في صفوف عناصر الشرطة والمواطنين· وقد وجهت لأحد المتهمين تهمة الدعم والإسناد وعدم التبليغ، والتي يطلق على أصحابها ب(المراسلين) ممن يتولون نقل أعداد الضحايا والجرحى والخسائر المادية لتضمينها في بيانات التبني التي تصدر عادة عن التنظيم· ولم تصدر أي تعليقات عن المتهمين في يمين قاعة المحاكمة واكتفوا بالنظر في عائلاتهم التي حضرت للجلسة· وذكر المتهمون في التحقيقات أن التنظيم تراجع في آخر لحظة عن عملية تفجير المديرية العامة للأمن الوطني في باب الوادي، كما كشفت التحقيقات أن من المتهمين من تولى تصوير تفجير قصر الحكومة، من ملعب وفنوني فوق القصر، لينتقلوا بعد ذلك إلى باب الزوار من أجل تصوير ما خلفته العملية الانتحارية للمقاطعة الشرقية للشرطة القضائية· وقاموا بتحويل الفيلم المصور بالهاتف للعمليتين عن طريق البلوتوث إلى جهاز الكمبيوتر ثم إلى مسؤول اللجنة الإعلامية في التنظيم الإرهابي، صلاح قاسمي المكنى (أبو محمد)·