شهدت عدة مدن سورية أمس الجمعة، تظاهرات تلبية لدعوة وجهها ناشطون تحت شعار "لا للحوار" مع نظام الرئيس بشار الأسد الذى يواصل قمع حركة الاحتجاج الشعبية فى مختلف أنحاء البلاد. وذكر رئيس المرصد السورى لحقوق الإنسان رامى عبد الرحمن، أن "أكثر من 70 ألف متظاهر فى ساحة العاصى بحماة"، مشيرا إلى "تواصل توافد المتظاهرين من كل أحياء المدينة"، لافتا إلى أن "المتظاهرين أقاموا صلاة الجمعة وسط الساحة". وأضاف عبد الرحمن "أطلقت الأجهزة الأمنية الرصاص الحى فى محاولة لتفريق مظاهرة كبيرة خرجت من مساجد الأحياء الجنوبية فى مدينة بانياس (غرب)"، مشيرا إلى استمرار سماع صوت إطلاق الرصاص فى المدينة". وأشار إلى "انطلاق مظاهرة فى حى الرمل الجنوبى فى مدينة اللاذقية (غرب) تهتف لحماة ولإسقاط النظام"، لافتا إلى أن "المتظاهرين حملوا علما سوريا طويلا". وفي سياق آخر، صرح مصدر مسئول فى وزارة الخارجية السورية أن وجود السفير الأمريكى فى مدينة حماة دون الحصول على إذن مسبق من وزارة الخارجية وفق التعليمات المعممة مرارا على جميع السفارات.. دليل واضح على تورط الولاياتالمتحدة بالأحداث الجارية فى سوريا ومحاولتها التحريض على تصعيد الأوضاع التى تخل بأمن واستقرار سوريا. جاء ذلك فى تعقيب للخارجية السورية نشرته الصحف الثلاث الرئيسية فى سوريا "البعث، تشرين، والثورة اليوم"، رداً على ما صرحت به الناطقة بلسان الخارجية الأمريكية أمس الخميس بشأن توجه السفير الأمريكى فى دمشق إلى مدينة حماة. وقال المصدر إن سوريا إذ تنبه إلى خطورة مثل هذه التصرفات اللامسئولة تؤكد تصميمها على مواصلة اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة باستعادة الأمن والاستقرار فى البلاد. يذكر أن واشنطن كانت قد أكدت الأسبوع الماضى أن السفير روبرت فورد تمكن من مقابلة عدد من المعارضين فى دمشق. وفرضت الولاياتالمتحدة إثر اندلاع المظاهرات فى المدن السورية مجموعة من العقوبات بسبب ما تراه "قمعاً للمتظاهرين واستخدام القوة المفرطة من قبل قوات الأمن السورية، الأمر الذى اعتبرته السلطات السورية يأتى ضمن الضغوط الدولية على سوريا لتغيير سلوكها الداعم للمقاومة فى لبنان وفلسطين، والتحالف مع إيران". وانفردت حماة عن باقى المحافظات بخروج مظاهرات حاشدة تتركز فى الساحة الرئيسية للمدينة دون أى تدخل أمنى، إلا أنها شهدت، فى الأيام الأخيرة، سقوط عدد من إفراد الأمن قتلى وجرحى برصاص جماعات مسلحة، حسب المصادر الرسمية، بينما أشار ناشطون إلى سقوط عدد من المدنيين برصاص قوات الأمن. كي مون يدعو لدخول موظفي الإغاثة إلى سوريا دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سوريا إلى السماح على الفور للجان الأممية الإنسانية والحقوقية بدخول البلاد لتقييم حاجات المدنيين الذين أضيروا في القمع الدموي للاحتجاجات المناهضة للحكومة. وقال كي مون للصحفيين: "القتل مستمر في سوريا ويجب أن يتوقف. أدعو القيادة السورية إلى الوفاء بالتزاماتها والسماح بدخول فريق الأممالمتحدة لتقييم الحاجات الإنسانية وبعثة تقصي الحقائق بشأن أوضاع حقوق الإنسان المكلفة من مجلس حقوق الإنسان. حان الوقت لأن نرى تقدماً هناك". وحث بان حكومة الرئيس بشار الأسد على السماح لفريق من محققي حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة الموجود في المنطقة بأداء مهمته في سوريا. وكانت السلطات السورية قد منعت المنظمة الدولية من دخول البلاد، كما منعت معظم وسائل الإعلام أيضاً، الأمر الذي يتعذر معه التحقق من صحة روايات السلطات والنشطاء. وفي ستراسبورغ بفرنسا, تبنى البرلمان الأوروبي أمس قراراً يدعو إلى فرض مزيد من العقوبات على النظام السوري لحمله على إنهاء "قمع المتظاهرين". وكانت منظمة العفو طلبت من مجلس الأمن تحويل ملف سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية في ضوء تقرير تصفه بالموثق، يثبت وفقها ارتكاب النظام السوري جرائم ضد الإنسانية في بلدة تلكلخ على الحدود اللبنانية في مايو الماضي، وهي حملة وصفتها ب"المروعة"، وانتهت بمقتل تسعة أشخاص خلال اعتقالهم.