شدّدت الجزائر وسوريا على ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزّة المحاصر، وكذا وضع حدّ للغطرسة الصهيونية المبالغ فيها وفتح تحقيق دولي جدّي وصريح حول الجرائم الإسرائيلية المرتكبة في حقّ الشعب الفلسطيني. وتباحثت الجزائر وسوريا خلال الزّيارة التي قام بها نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الخطوات الواجب اتّخاذها تماشيا مع المرحلة القادمة، سيّما بعد الإدانة الدولية الواسعة بعد الاعتداء الصهيوني الفاحش على قافلة »الحرّية« لكسر الحصار عن سكان غزّة، والتي وضعت إسرائيل وحلفائها في عنق الزجاجة. وأوضح نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الذي حلّ بالجزائر أوّل أمس في تصريح للصحافة عقب استقباله من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز أنه التطرّق خلال محادثاتهما » غزّة ، مشيرا إلى أن وجهات النّظر كانت متطابقة حول ضرورة كسر الحصار غزّة وفتح تحقيق نزيه بخصوص الجرائم ضد المرتكبة من قبل القوات . وأضاف أنه التطرّق أيضا إلى الوضع من مختلف ، مسجّلا أن وجهات النّظر كانت دائما متوافقة حول أهمّية التضامن من أجل النّهوض والارتقاء بالموقف نحو . واستطرد في نفس السّياق قائلا: »لقد نقلت لرئيس الجمهورية رسالة من أخيه بشّار الأسد تتعلّق بفحوى العلاقات بين الجزائر وسوريا«، مؤكّدا أن هذه العلاقات قوية ومتينة والمواقف واحدة وثابتة عبر كلّ الأزمنة والعصور. كما استعرض الجانبان من جهة أخرى مثلما أكّده فاروق الشرع دور تركيا الهامّ في هذه المرحلة وضرورة التضامن مع هذا البلد الذي قدّم شهداء في سبيل القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أننا أكّدنا على أن استقرار المنطقة يتوقّف على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، وبشكل خاصّ من الجولان السوري المحتلّ ومن القدس العربية ورفع الحصار عن أهل غزّة. وتعتبر الجزائر وسوريا من أهمّ البلدان العربية، إن لم نقل البلدان العربيان الوحيدان اللذان يتبنّيان مواقف ثابتة اتجاه القضية الفلسطينية، بعد أن نفضت جلّ البلدان العربية أيديهما منها، الأمر الذي أدّى إلى ظهور قطب جديد بين الدول العربية، تمثّل في الجزائر - سوريا - قطر، كبديل للقطب السابق مصر - السعودية، والذي لم يحقّق أيّ هدف من الأهداف التي كانت تطمح إليها الشعوب العربية، بل تحقّق أيّ تقدّم في ملف القضية الفلسطينية، حيث تحمّلهم الشعوب العربية مسؤولية الانتكاسة الانحطاط الذي وصلت إليه الأمّة العربية، في المقابل غطرسة زائدة من قبل الكيان الصهيوني. وكان فاروق الشرع نائب الرئيس السوري قد وصل أوّل أمس إلى مطار »هواري بومدين« الدولي في زيارة رسمية للجزائر تستمرّ يومين، وكان في استقباله في المطار رئيس مجلس الأمّة عبد القادر بن صالح. وتأتي زيارة نائب الرئيس السوري بعد شهرين من توقيع البلدين على 25 اتّفاقية تعاون شملت عدّة مجالات، أبرزها التجارة والصناعة والمالية والنّقل، خلال انعقاد الدورة الثانية للجنة العليا للتعاون المشترك بالجزائر. وكان الوزير المكلّف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل أكّد حينذاك، أن هذه الاتّفاقيات تعطي فعالية أكبر للإرادة التي أبداها الرئيسان »عبد العزيز بوتفليقة« و»بشّار الأسد«. وبدوره كذلك، قال رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري الذي ترأس الجانب السوري في هذه الدورة إن البلدين وضعا برنامجا »للتعاون الاستراتيجي بينهما في الكثير من المجالات«.