عدد المصطافين بالولايات الساحلية يحطّم كلّ الأرقام "الهاربون من تونس" يلهبون صيف الجزائر * تيبازة تستقطب ملايين المصطافين المستائين من قِدم هياكلها م· راضية ألهب (الهاربون من تونس) صيف الجزائر حين غيّر عدم استقرار الأوضاع الأمنية في تونس وجهتهم نحو الشواطئ والسواحل الجزائرية التي تعجّ بملايين المصطافين القادمين من مختلف أرجاء القطر الوطني، وحتى من خارج الوطن، وهو ما يعود بالخير على السياحة الجزائرية لو أحسن استغلال الوضع على أفضل نحو ممكن· إذ تعرف مختلف الولايات الساحلية للوطن تدفّقا لا مثيل له ولم يشهد قطّ خلال السنوات الماضية من طرف المصطافين المتوافدين يوميا على مختلف الشواطئ التي باتت لا تخلو من زوّارها ليل نهار وكأن المصطافين في سباق مع الزمن للاستجمام قبل نهاية الموسم الذي يوصف بالقصير وضيق وقته بالنّظر إلى تزامن شهر أوت المقبل وشهر رمضان المعظّم الذي تحبّذ فيه كافّة العائلات جعله شهرا للعبادة وقضائه في المنزل رفقة الأهل، كما أن لعامل ارتفاع الحرارة التي تشهدها مختلف مناطق الوطن منذ قدوم شهر جويلية زاد من لهيب الموسم الذي سجّلت فيه السلطات منذ انطلاقه ثلاثة أضعاف أعداد المصطافين مقارنة بالعام الماضي· ولعلّ من بين أكثر الأسباب التي شجّعت على الضخم الكبير الذي تشهده الولايات الساحلية للوطن هذه الأيّام من طرف المواطنين القادمين إليها من مختلف المناطق هو إلغاء السفريات أو السياحة التونسية هذا الموسم بسبب الاضطرابات الأخيرة، بعدما كانت تلك الأخيرة تستقطب الآلاف من الجزائريين الذين يحجّون إليها تباعا بالنّظر إلى قرب الشقيقة من الحدود الجزائرية، إلى جانب العروض والهياكل السياحية التي تكون في أغلب الأحيان في متناول ميسوري الحال من الجزائريين· ** أكثر من 15 مليون مصطاف والعدد مرشّح للارتفاع عرف موسم الاصطياف هذا العام تضاعفا كبيرا في عدد المصطافين الذين فاقت نسبتهم الضعف مقارنة بالموسم الماضي، وذلك بسبب اقتران شهر أوت مع شهر الصيام· حيث قفز عدد المصطافين من أربعة ملايين خلال شهر جوان 2010 عبر كامل الولايات الساحلية ال 14، ليصل إلى أكثر من 15 مليون مصطاف خلال شهر جوان من العام الحالي، فيما ترشّح الجهات المعنية ارتفاع النّسبة إلى أكثر من ذلك قبل حلول شهر أوت المقبل· فالمتجوّل عبر الولايات الساحلية خلال هذه الفترة بالتحديد يلاحظ عددا هائلا من السيّارات المرساة بمدخل الشواطئ، ناهيك عن الاكتظاظ الذي تشهده الطرقات من سيّارات مرقّمة من مختلف الولايات الذين أبوا أن يستمتعوا بنسمات البحر والاستجمام قبل حلول شهر الصوم الذي لا يفصلنا عنه سوى أيّام قليلة· ولعلّ تيبازة حسب الجهات المعنية التي أخذت حصّة الأسد بخصوص عدد المصطافين بها الذين فاق عددهم بثلاثة أضعاف مقارنة بالفترة نفسها من السنة المنصرمة نظرا لموقعها الذي يتوسّط مختلف الولايات، خاصّة منها الوسطى· ** شهر رمضان يختزل مدّة العطلة الصيفية يبدو حسب الملاحظين أن المواطنين أضحوا اليوم في سباق مع الزمن للاستمتاع بالعطلة الصيفية والاستجمام بنسيم البحر قبل نهاية شهر جويلية الذي لا يفصلنا عن نهايته سوى 20 يوميا قد تكون بمثابة المتنفّس القليل للطلبة ومجتازي الامتحانات لنيل شهادات آخر السنة نظرا لارتباط شهر أوت المقبل وتزامنه مع شهر الصيام الذي يعتبر لكافّة الجزائريين فترة نقاهة مع الإله من المعاصي، وكذا التقرّب من المولى عزّ وجلّ عن طريق العبادات والصوم بعيدا عن كلّ ما يمكن أن يفسد صومهم· وبالرغم من التوافد المحتشم في هذا الشهر حسب ما تمّ الوقوف عنده العام الماضي، إلاّ أن آراء الكلّ تقف عند إلغاء الاستجمام في هذه الفترة واستغلالها للعبادات والتسوّق بما يناسب الفترة· ** الحرّ الشديد يزيد الضغط على الشواطئ وصلت درجات الحرارة منذ حلول شهر جويلية الجاري إلى أعلى معدّل لها على الإطلاق، حيث بلغت أقصاها على الولايات الساحلية الوسطى والشرقية أين بلغت 40 درجة مئوية، في حين تراوحت ما بين 38 و44 درجة مئوية مثلما شهدته كلّ من غليزان، الشلف، سيدي بلعباس ومعسكر خلال الأيّام الماضية، وهي معدّلات لا يمكن أن توصف أو تحتمل إلاّ عن طريق التقرّب من الساحل واستنشاق نسيم البحر الذي قد يلطّف الأجواء رغم وصول الحرارة إلى الذروة في تلك المناطق التي تعرف تدفّقا هائلا للمصطافين القادمين من كلّ أنحاء الوطن· ** إلغاء السفر نحو تونس وقدوم المغتربين إلهبا المدن الساحلية لا يختلف اثنان حول الأجواء غير العادية التي تشهدها المناطق الساحلية للوطن من اكتظاظ وطوابير للسيّارات على الطرقات والشواطئ بسبب الحرّ، غير أن الأسباب تختلف حسب اختلاف المواقف· فلعلّ أبرزها هو عزوف أغلب الجزائريين من التوجّه إلى تونس التي كانت في الوقت غير البعيد القبلة المفضّلة لمختلف شرائح الجزائريين، خاصّة في هذا الفصل بالتحديد، سواء للعائلات أو الأزواج الجدد لقضاء شهر العسل بالنّظر إلى هياكل الاستقبال والظروف المتاحة المغرية وبأقلّ التكاليف وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة من اضطرابات وثورات شبّانية، كما أن قدوم أعداد هائلة من المغتربين إلى أرض الوطن دليل آخر على التوافد الكبير الذي تشهده شواطئنا على امتداد 1200 كلم من الشريط الساحلي الذي تضمّه الجزائر· ** تيبازة تحصد حصّة الأسد واستياء لدى المصطافين حسب حصيلة الحماية المدنية تكون ولاية تيبازة قد أخذت حصّة الأسد بخصوص عدد المصطافين الذين يزورون شواطئها المسموحة للسباحة والمقدّرة ب 43 شاطئا ممتدّا من الداموس غربا إلى الدواودة شرقا· حيث تظهر الإحصائيات خلال الفترة الممتدّة من الفاتح جوان إلى غاية ال 10 من جويلية ما يفوق ال 3 ملايين مصطاف ونصف وهو عدد مرتفع بشكل كبير مقارنة بالسنة الماضية من نفس الفترة، حيث زادت النّسبة بثلاثة أضعاف عمّا تمّ تسجيله في 2010 أين بلغ عددهم أكثر من مليون مصطاف· ولعلّ أكثر ما يظهر الظاهرة هو الطوابير غير المتناهية من السيّارات التي تدخل المنطقة يوميا، خاصّة شهر جويلية الذي حصد حصّة الأسد بخصوص الوافدين عليها· وتفيد خلية الإعلام للحماية المدنية على مستوى الولاية وعلى لسان محمد ميشاليخ بأن حرارة الطقس المتزامنة مع حلول شهر جويلية زادت من عدد المصطافين الذين جعلوا المصالح تكثّف من نشاطاتها وتدخّلاتها، أين تمّ تسجيل أكثر من 2100 تدخّل في أقل من شهرين· من جهة أخرى، عبّر المصطافون عن تذمّرهم من تواجد الهياكل السياحية على حالها دون أن تقوم الجهات الساهرة على السياحة بالمنطقة بعصرتنها وإعادة هيكلتها بالرغم من الأموال التي تقبضها المركّبات السياحية سنويا عن طريق الكراء والمصطافين والسياح إلاّ أنها بقيت على عهدها منذ أن أنشئت في سنوات السبعينيات دون أن تضاف إليها تحسينات أو وسائل ترفيه جديدة سوى إعادة الطلاء كلّ سنة، ويتعلّق الأمر بمركّب (السات)، (مطاريس) و(القرن الذهبي)·