من المتوقع أن يكون موسم الاصطياف هذه السنة نشطا للغاية، خاصة مع الأنباء المتداولة بشان ارتفاع نسبة السياحة الداخلية، نتيجة للظروف العامة حاليا بعدد من الدول العربية، والسياحية على وجه التحديد التي كان الجزائريون يحجون إليها مع انطلاق كل موسم اصطياف كتونس مثلا، الأمر الذي شجع المواطنين على التحول إلى بعض المناطق والولايات السياحية والساحلية في الجزائر، ومع العجز المسجل في الحظيرة الفندقية بالجزائر، لاسيما خلال موسم الاصطياف، يبقى الحل المتوفر والمعلوم لدى الكثيرين، هو اللجوء إلى تأجير منازل بهذه الولايات، حيث تلجأ بعض العائلات القاطنة بها إلى عرض منازلها للكراء، على المصطافين والسواح القادمين من ولايات داخلية. ولأن الفترة الصيفية المتبقية أضحت قصيرة ولا تتعدى الشهر والنصف، بسبب حلول شهر رمضان الفضيل هذه السنة خلال شهر أوت، ما يعني إلغاء شهر بأكمله من أجندة العطلة الصيفية لمعظم الجزائريين، يسارع الكثيرون سواء من أصحاب المنازل، أو من المصطافين، إلى تقديم عروضهم والاتفاق حولها، على الأقل للاستمتاع بشهر جويلية، أو بضعة أيام منه، إن لم يكن الأمر متاحا الشهر كله. وكمثال على ذلك، تعد ولاية جيجل، من الولايات التي يكثر إقبال المصطافين من مختلف مناطق الوطن عليها، نظرا لما تتمتع به من شواطئ رائعة، وأماكن طبيعية وسياحية خلابة، جعلتها وجهة للعديد من السواح والمصطافين، الراغبين في الاستمتاع بجمالها، وقضاء أوقات مميزة فيها خلال فترة الصيف، الذي تعرف فيه الولاية انتعاشا كبيرا، وتشهد توافد أعداد كبيرة من المصطافين، ومع عدم قدرة المرافق الفندقية في الولاية، على استيعاب العدد الهائل منهم، وكذا العروض المقدمة من طرف عدد من العائلات الجيجلية لكراء مساكنها، فقد ازدادت – بحسب احد المطلعين على الموضوع- ظاهرة تأجير المساكن للمصطافين انتشارا بالولاية خلال السنوات الأخيرة. ويضيف محدثنا أن سعر الشقة يحدده موقعها وقربها من البحر، وكذا مختلف التجهيزات التي تحتوي عليها، والتي من شانها أن تجعل عطلة المصطاف أكثر سهولة ومتعة، وان كانت في كل الأحوال تتراوح ما بين 2500 إلى 5000 دج، لليلية الواحدة. وعن أسباب انتشار هذه الظاهرة بصورة ملفتة، في الفترة الأخيرة، ارجع محدثنا ذلك إلى ضعف الحظيرة الفندقية للولاية التي لا تتجاوز 25 فندقا، بطاقة استيعاب لا تتعدي 2500 سرير، الأمر الذي يجعل من المستحيل تلبية طلبات آلاف المصطافين المتوافدين على الولاية، والذين من المنتظر أن يكون عددهم هذه الصائفة كبيرا، نظرا لجمة من العوامل، أبرزها تراجع السياحة إلى تونس بسبب الظروف الأمنية، وكذا قصر فترة العطلة نتيجة شهر رمضان المعظم، بالإضافة إلى سبب آخر لا يقل أهمية عن سابقيه، وهو رغبة بعض العائلات الجيجيلة التي تعرض مساكنها للتأجير في هذه الفترة من السنة بالذات، في الحصول على مداخيل مالية إضافية ومعتبرة، نتيجة، ضعف مداخيلها، والصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها، فيما من الممكن جدا أن يوفر لهم تأجير مساكنهم، مبالغ هامة، وان كانت موسمية، تمكنهم من مواجهة الدخول الاجتماعي بارتياح.