مراصد إعداد: جمال بوزيان أخبار اليوم ترصد آراءً حول فرائد الشهر الفضيل : يجب ألا ينسى المسلمون واجباتهم العظمى تجاه الأمة دون ريب صيام شهر رمضان جامعة متعددة الأهداف والمقاصد الكبرى ويجب على المسلمين تدريب نفوسهم خير تدريب وإعادة ترميم ما قد شابه خلال عام ورفع المستوى الإيماني للروح بكل الوسائل لتحقيق التقوى المطلوبة. سألنا أساتذة كيف يتم ذلك؟ وكيف يُتابِع المسلمون أولادهم لا سيما المراهقين في هذا الشهر الفضيل وحسن إرشادهم؟ وكيف السبيل للاستقواء على كوفيد 19 ومنع العدوَى أثناء الصلوات الخمس وصلاة التراويح؟ وما واجبات المسلمين تجاه الأمة فيه بصفته شهر الانتصارات والعِبر بشهادة التاريخ وأيضا شهر التكافل الاجتماعي؟. الجزء الرابع رمضان .. شهر القرآن الكريم الذي تحيا به النفوس بقلم: عطاف سالم باحثة وكاتبة بداية أسأل الله سبحانه وتعالى أن يزيح عن هذه الأمة هذا البلاء وأن يصلح أحوالها.. بمناسبة شهر رمضان المبارك أبعث بهذه التهنئة لجميع المسلمين في العالم بتمام بلوغ هذا الشهر الكريم أعاده الله عليهم وعلينا باليمن والخير والبركات والنصر والتمكين. ولاشك أن المسلم العاقل الجاد يكون قد هيأ نفسه لهذا الشهر العظيم قبل مجيئه إذ فيه تتفتح أبواب الخير وأبواب الأجور والرفعة وأبواب الجنانوتقفل فيه أبواب الجحيم وأبواب الشياطين وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة. لقد كان عليه السلام يَحتفي بشعبان ويصوم فيه أكثرَ من غيره من الشُّهور حتَّى يُقال: لا يفطر كما في حديث عائشة عند البخاري ومسلم: كان رسول اللَّه -صلَّى الله عليْه وسلَّم- يصومُ حتَّى نقول: لا يفطر ويفطر حتى نقول: لا يصوم فما رأيتُ رسولَ اللَّه -صلَّى الله عليه وسلَّم- استكمل صيام شهر إلاَّ رمضان وما رأيتُه أكثر صيامًا منْه في شعبان . ومافعله هذا -صلى الله وسلم وبارك عليه -إلا تمهيدًا لشهر الصوم وتهيئة للنفس قبل بلوغه من التدريب على الصوم والعبادة وهي فرصة ثمينة لئن يبدأ معه المسلم حياة جديدة فلطالما غيّر هذا الشهر المبارك الكثير من أحوال الناس إلى الأفضل ببركته ومافيه من أنوار الإيمان والبر والتقوى والرحمة والإحسان فليبدأ المسلم إذًا شهره الكريم بإصلاح أحواله والتوبة والتخلص من أدران الذنوب والمعاصي ثم بإصلاح مابينه وبين الناس بالعفو والتسامح والصلة والتخلص من بعض أمراض القلوب التي تفسدهاكالحسد والغل والحقد والضغينة والنفاق حتى يدخل إلى هذا الشهر بروح طيبة ونفس راضية مطمئنة خالصة ومستعدة لأداء العبادات بصدر منشرح وقلب نقي..ثم يضع له جدولًا لقراءة القرآن وحفظه وتفسيره أو تعليمه وينتقي من الأدعية النافعة ماتيسر ليحرص على الدعاء بها خلال ساعات هذا الشهر المكرم ويحافظ على أوقاته فيه ويستغل أيامه ولياليه خير استغلال ليفوز في آخره برضا الله ورضوانه وقبول أعماله الصالحة فيه. أما بشأن متابعة المسلمين أولادهم في هذا الشهر هذه مسؤولية عظيمة وأمانة في أعناقهم وسيسألون عنها يوم القيامة إذ لابد للمسلم أولًا أن يجتمع بأسرته كلها ويحرص على وجود الجميع ويتحدث معهم عن أهمية هذا الشهر وفضله قبل بلوغه ويخطط لهم أو معهم كيف يمكن استغلاله فيما يحبه الله ويرضاه من الحسنات والأعمالفيقترح عليهم قراءة بعض الكتب الدينية وقصص السلف الصالح وقصص الصحابة أو قصص من تاريخنا الإسلامي العظيم أو حتى بعض الكتب النافعة لهم في دينهم ودنياهم..والأهم من ذلك كله أن يحدد لهم أجزاء من القرآن لتلاوتها يوميا أو حفظ ماتيسر ثم يضع لها مكافآت من باب الدعم والتشجيع.. فالشهر هو شهر القرآن الكريم الذي تحيا به النفوس ولقد كان سلفنا الصالح وعلماؤنا يتفرغون فيه لتلاوة القرآن فقط ويتركون ماسواه..ثم لا ينسى قدر الإمكان بين الفينة والأخرى أن يحذرهم من ضياع الأوقات فيما لاطائل من ورائه ولا خير ولا نفع عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة والمتعددة إلا للضرورة أو لنشر المفيد حرمة لهذا الشهر وتقديسا له وتعظيما. ولا شك كلنا يعرف أن هذا هو الرمضان الثاني الذي يمر على الأمة وهي تعاني ويلات هذا الوباء وباء كوفيد19 والأمة الواعية هي التي تحرص على العمل بكل الاحترازات التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية وألا تتهاون أو تتساهل بها حفاظا على صحة أفرادها ومجتمعاتها..وأن يتعاون الأفراد أنفسهم مع حكوماتهم ومؤسساتهم ومراكزهم الصحية فيما يتعلق بهذا الداء حفاظا على أنفسهم أولًا وأهاليهم ثانيا خاصة الأطفال منهم وكبار السن أو أصحاب الأمراض المناعية..والله سبحانه هو القادر على إخراجنا من هذه الأزمة وذلك أيضًا بالعودة إليه والكف عن انتهاك محارمه وتقواه في السر والعلن والتمسك بالدعاء والإلحاح فيه والتوبة وطلب المغفرة عن كل مايغضبه سبحانه ويسخطه من الظلم والاعتداء على الآخرين وعلى حقوقهم وأموالهم.. فالله سبحانه يمكن أن يغفر لك ما ارتكبته في حقه عزوجل فهذا بينك وبينه.. أما حقوق الآخرين فإنك محاسب عليها يوم القيامة ومعاقب مالم يصفحواعنك..ورحم الله شهداء هذا المرض رحمة واسعة وغفر لهم وشفى المصابين به شفاء عاجلا. يحرص المسلم العاقل قدر الإمكان في هذا الشهر على سلامته وسلامة الآخرين من العدوى خاصة أثناء إقامة الصلوات المفروضة والتراويح أو قيام الليل..وبخصوص الموائد الرمضانية التي تمد في هذا الشهر عند بعض البلدان فالأفضل وحرصًا على سلامة الآخرين أن توزع في عبوات للفقراء والمحتاجين بدلًا من مدها والازدحام عليهاتحرزًا وتقيةوالله هو الحافظ. وكما أن شهر رمضان المبارك هو شهر العبادة والصوم وشهر القرآن الكريم فهو أيضًا شهر التكافل الاجتماعي بل إن من حكم الشهر هو الشعور بحاجة الفقراء والمساكين وتلمس حاجاتهم ومعايشة معاناتهم ولقد روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيُدارسه القرآن فالرسول الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الريح المرسَلة . فعلى كل مسلم أن يتلمس حاجة أخيه المسلم والأقربون أولى بالمعروف من صدقة ونفقة وصلة ثم حاجة من حوله من المحتاجين والمعدمين قربى إلى الله سبحانه وعملًا بأوامره وما يستوجب رضاه ..ثم لا ينسى المسلمون واجباتهم العظمى أو الكبرى تجاه أمتهم المسلمة وشهر رمضان خير فرصة ومناسبة لذلكليبدأ المسلم بنفسه وأهله ثم مجتمعه في الإصلاحوالدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحث على العمل النافع خدمة لمجتمعه وأمته وأن يلهج إلى الله بالدعاء لأمته بصلاح أحوالها وجمع شتاتها وتقوية شوكتها والتمكين لها في الأرض خاصة في العشر الأواخر من هذا الشهر الفضيل ثم واجبه أيضًا هو التوعية والنصح والإرشاد قدر استطاعته لما قد يحتاج إلى ذلك بشكل عام أو خاص فالدين النصيحة والمسلمون إخوة وكلنا عيال الله عزوجل..واسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا ولكم في هذا الشهر الفضيل ويتقبل أحسن ماقدمنا وأن يهيأ لهذه الأمة أمرا رشدا تعز فيه وتكرم وتنصر على أعدائها ويؤلف بين أفرادها ومجتمعاتها وقد روي عن الشيخ عز الدين بن عبد السلام:أنه كان يدعو بهذا الدعاء لأمته وهو: اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشدا تعز فيه وليك وتذل فيه عدوك ويعمل فيه بطاعتك وينهى فيه عن معصيتك . ..يُتبع.. === ارتفاع عدد المسلمين بشكل ملحوظ في ألمانيا كشفت دراسة للمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في ألمانيا عن ارتفاع عدد المسلمين بشكل ملحوظ في السنوات القليلة الماضية ليسجل 5.6 ملايين AOW جرّاء هجرة اللاجئين إليها. الدراسة التي أعلن عنها المكتب في نورنبيرغ مع وزارة الداخلية الألمانية الأربعاء حملت عنوان حياة المسلمين في ألمانيا 2020 وجاءت بتكليف من مؤتمر الإسلام في ألمانيا. وبحسب الدراسة يعيش ما بين5.3 و 5.6 مليون مسلم حالياً في ألمانيا وهو ما يعادل 6.4 بالمائة حتى 6.7 بالمائة من إجمالي السكان. ومقارنة بنتائج آخر دراسة أجريت عام 2015 زاد عدد المسلمين بنحو 900 ألف شخص. ويبلغ عدد المسلمين من أصول تركية في ألمانيا 2.5 مليون شخص أي ما يعادل 45 بالمائة من العدد الكلي للمسلمين. كما أشارت الدراسة إلى أن هناك 1.5 مليون مسلم قادمين من دول تتحدث اللغة العربية 19 بالمائة منهم من الشرق الأوسط و8 بالمائة من شمال إفريقيا. وأوضحت أن 21 بالمائة من إجمالي عدد المسلمين بالبلاد عبارة عن أطفال أقل من 15 عامًا و22 بالمائة تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا و5 بالمائة أكبر من 65 عامًا لافتة أن 47 بالمائة من المسلمين مواطنون ألمان. وقال رئيس المكتب المذكور هانز-إيكهارد زومر: في إطار الهجرة من الدول الإسلامية في الشرقين الأدنى والأوسط أصبحت المجموعات السكانية من المسلمين أكثر تنوعاً في السنوات الأخيرة . وأضاف: وتظهر التحليلات أيضاً أن مدى تأثير الدين على الاندماج غالباً ما يكون مبالغاً فيه موضحاً أن جوانب أخرى مثل مدة الإقامة أو أسباب الهجرة أو الوضع الاجتماعي تؤثر في عملية الاندماج إلى حد أكبر بكثير من الانتماء الديني. === صوم الجوارح حصانة لنبذ المعاصي وتعزيز للإيمان والتقوى لا يكتمل ثواب الصائم إذا امتنع عن تناول الطعام والشراب فحسب دون جوهر صوم الجوارح ذلك الصوم الذي يبعده عن الأمراض القلبية كالحقد والغل والحسد والبغي ويجنبه ارتكاب المعاصي وقول الزور والكذب والرياء والنفاق والنميمة والغيبة ويحصن بالتالي من سمعه ونظره ولسانه وفقا لما قاله علماء دين لوكالة الأنباء الأردنية (بترا). وأشاروا إلى أهمية صوم الجوارح في تعزيز درجات الإيمان والتقوى وطاعة الله عز وجل واكتمال فضيلة الصوم الجسدي والمعنوي وتدعيم الروابط الاجتماعية بين الناس وإعلاء شأن القيم والأخلاق الحميدة والعودة إلى كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلوات الله عليه. وفي هذا الزمن الذي يشهد ثورة معلوماتية متسارعة أكدوا أهمية صوم الجوارح ودوره في نبذ الإشاعة وتزوير الحقائق واغتيال الشخصية والتنمر وخطاب الكراهية والتجريح والتلميح المؤذي والتعرض لأعراض الناس وإفشاء أسرارهم ونشر خصوصياتهم وسرقة المعلومات وتبادلها لغايات سيئة خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي وعبر التطبيقات الذكية. ولفتوا إلى أن كل ما تقدم من معاص قد تبدو في شكلها سلوكيات اجتماعية سلبية ليس إلا لكنها في المضمون خطايا تفسد الصيام حتما وتضع مرتكبها في دائرة الآثم. يقول سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد الكريم الخصاونة ل(بترا): إن الصيام أقسام أولها صوم العموم وهو صوم الإنسان عن الأكل والشرب والشهوات ولابد أن يقترن بصوم الجوارح فقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له و لا متاع فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسانته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار . وبهذا يشير سماحته للقسم الثاني من الصيام ألا وهو صيام الخصوص الذي يمسك به المرء جوارحه عن اكتساب المعاصي وقول الزور والكذب والرياء والنفاق متسائلا: ما نفع الصوم عن الأكل بينما الجوارح لم تصم؟ فصومها يعد بدرجة أعلى من صوم العموم. أما القسم الثالث من الصيام فهو خصوص الخصوص ويعني الصيام عن الطعام والشراب والشهوات وصيام الجوارح إذ يؤدي المسلم خلاله الطاعات ويصوم بقلبه عن الأمراض القلبية كالحقد والغل والحسد والبغي وهذا هو إيمان الأنبياء والأولياء الصالحين وفقا لسماحته. ويعرج على أهمية صيام الجوارح خاصة في هذا الزمن الصعب الذي يشهد ثورة المعلومات وتبادلها عبر المنصات المختلفة مشددا على إيصال الرسائل المختلفة مع الحفاظ على الأخلاق الحميدة والأدب الجم ونبذ الإشاعة والنميمة وعدم الخوض مع الخائضين لأن تلك الآثام تدخل أصحابها النار. ففي هذه الأيام المباركة كما يواصل سماحته علينا الالتزام بالعبادات وتلاوة القرآن الكريم وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ننجو أمام الله ويقبل عملنا وصيامنا وصدقاتنا وأن ندخل كما وعدنا الله سبحانه وتعالى إلى الجنة من باب يقال له باب الريان . ويتابع: وهذا الباب لا يدخل منه إلا الصائمون فإذا دخلوا أغلق مؤكدا أن أجر الصائم لا يكتمل إذا اقتصر فقط على الامتناع عن الطعام والشراب دون صوم الجوارح. ويشاطر استاذ الفقه والقضاء الشرعي في قسم الفقه كلية الشريعة جامعة آل البيت الدكتور محمد علي العمري ما ذهب إليه سماحة المفتي مكررا التأكيد على أهمية صَوْمُ الْخُصُوصِ بكَفُّ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَاللِّسَانِ وَالْيَدِ وَالرِّجْلِ وَسَائِرِ الْجَوَارِحِ عَنِ الْآثَامِ وكذلك على ضرورة صوم خصوص الخصوص بصوم القلب عن الهمم الدَّنِيَّةِ وَالْأَفْكَارِ الدُّنْيَوِيَّةِ وَعَمَّا سِوَى اللَّهِ عز وجل بالكلية. ويلفت إلى أن الناس يتفاوتون في الصوم من حيث الالتزام فمنهم من كان صومه مجرد الامتناع عن المفطرات المادية من طعام وشراب ولكنه قد يطلق حواسه وجوارحه في المعاصي فيخوض لسانه بالغيبة والنميمة والكذب ويجول بصره للنظر إلى ما حرم الله ويطرق سمعه لما حرم الله من فاحش القول أو يسخّر جوارحه في أذية الناس والفساد والإفساد وقد يكون فظا غليظا فاحشا في سلوكياته وهو أبعد ما يكون عن الحلم والصبر ولا يسلم الناس من لسانه ويده. فعن أبي هريرة رضي ألله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وهذا يدل بوضوح وفقا للعمري على عدم تحقيق الصائم للمقصد الذي شرع من أجله الصيام وهو التقوى. ويذهب إلى أن المسلم إذا لم يستطع تحقيق الصيام بمرتبته العليا صوم خصوص الخصوص فيجب أن لا يكتفي بأدنى مراتبه وهي الكف فقط عن شهوات الطعام والجسد بل يجب أن يرتقي بنفسه في صيامه فيكف حواسه وجوارحه عن المحارم. ويشدد الدكتور العمري على أهمية تدريب المرء لنفسه وخاصة خلال الشهر الفضيل وإعلائه لشأن الفضائل وحسن الأخلاق إذ أن المدة الزمنية للشهر كافية لذلك منوها إلى أن الخسران المبين هو أن يخرج العبد من مدرسة رمضان المبارك كما دخل اليها دون أي تغيير نحو فضيلة التقوى. من جهته يقول الأستاذ في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية الدكتور محمد الخطيب: لاشك أن الصيام هو الامتناع عن كل ما حرمه الله تعالى متسائلا: كم من صائم لم يأخذ من أجر صومه إلا الجوع والعطش فيضرب هذا ويشتم ذاك ويقول اللهم إني صائم؟ويحذر في سياق متصل وبخاصة خلال أيام الشهر الفضيل مما يُرصد عبر مواقع التواصل الاجتماعي إذ يعبر البعض تعبيرا لا يمت لخلق المسلم بصلة كالألفاظ النابية والشتيمة والتنمر والسخرية وخطاب الكراهية والإيذاء المعنوي واغتيال الشخصية وسرقة المعلومات وتبادلها لغايات سلبية مؤكدا أن كل ذلك يفسد الصيام حتما. ويزيد الخطيب وهذا ينطبق أيضا على ما يتم تبادله عبر تقنيات التواصل الحديثة كالواتساب ومثيلاته فمثلا من تصله رسالة عبرها وبمجرد الشك بها عليه ألا يرسلها لأحد فمن ينشر الكذب في الآفاق هو آثم. ويؤكد على ضرورة نبذ تبادل الغيبة والنميمة عبر جروبات تلك التطبيقات وعدم تداول الصور والنكات غير اللائقة أو إطلاق الإشاعات واختلاق الأكاذيب والتجريح والتلميح المؤذي والتعرض لأعراض الناس وإفشاء أسرارهم ونشر خصوصياتهم فأجر الصيام يكون بكليته وليس بأجزاء منه وفقا له. ويحتاج المسلم في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى لاعادة برمجة حياته والقيام بواجباته الدينية على الوجه الأكمل والأعراض عن آفات منصات التواصل الاجتماعي ولو مؤقتا والعودة إلى كتاب الله وسيرة الرسول الأعظم وكبح جماح النفس وكل ما يبعدها عن طاعة الله عز وجل وفقا للخطيب. ويشدد على أهمية الطاعة والتقوى خلال الشهر الفضيل عبر الصوم الكلي بما فيه صوم الجوارح حتى يكتمل الأجر ويثبت بإذن الله تعالى.