الصيام هو أحد أركان الإسلام، وفيه تدريب للعبد على الطاعة والامتثال لأمر الله، ويربي فيه ملكة التقوى، ولهذا قال الله جل جلاله: »لعلكم تتقون« لأن الإنسان إذا كان صائما تذكر أنه لا يشرب ولا يأكل مع أن هذه الأشياء في الأصل مباحة له، لأنه مرتبط مع الله سبحانه وتعالى بوعد، فهو ممسك ابتغاء ثواب الله سبحانه، وعندها سيكف عن المعاصي، وعن الغيبة والنميمة وقول الزور أو شهادة الزور، فالصوم يربي الإنسان على التقوى، وترك المحرمات كلها من الغيبة والنميمة والفحش والبهتان وغيرها من الأخلاق السيئة الرديئة المدمرة للفرد والمجتمع. كما أنه يربي الإنسان على قوة الإرادة، وعلى الصبر، ولهذا من أسماء الصوم الصبر، ولذلك سمي شهر رمضان شهر الصبر، بل في قول الله جل جلاله: »واستعينوا بالصبر والصلاة« قال بعض المفسرين: المقصود بالصبر هنا الصوم. أي: استعينوا بالصوم والصلاة، وذلك لأن الصوم يربي مَلكة الصبر وقوة الإرادة. والصوم يقمع الشهوة، ولهذا جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج.. ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء، فأشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن الصوم يمنع من اندفاع الإنسان إلى الشهوات. والصوم ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو أيضا امتناع عن معصية الله. قال الرسول، صلى الله عليه وسلم: »من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه«، أي من لم يترك قول الكذب والعمل به فلا فائدة من صيامه. ويقول كذلك: »كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش«، وعلى المسلم أن يلتزم بالأخلاق الطيبة والسلوك القويم في رمضان. وعليه أن يتذكر أن عليه أن يتصف بالأخلاق الحميدة دائما، وأن يستغل شهر رمضان لتدريب النفس على هذه الأخلاق. وشهر رمضان شهر التسامح والغفران، والمسلم في هذا الشهر يتحلى بالأخلاق الكريمة والصفات الحميدة، ويعامل الناس معاملة حسنة.