الفلسطينيون يصلون تحت نار الرصاص بالأقصى رمضان بطعم الصمود في القدس *هيئة علماء المسلمين تدعو لهبة شعبية عاشت القدس ليلة رعب أخرى بعد أن اندلعت اشتباكات بين قوات الاحتلال والمصلين والمعتكفين في الأقصى بمنطقة باب العامود وفي حي الشيخ جراح ما أدى لوقوع إصابات واعتقالات وذلك إثر منع الاحتلال وصول عدد من المصلين إلى الحرم القدسي فيما استهدفت قوات الاحتلال المتظاهرين في الضفة الغربية وقطاع غزة. ق.د/وكالات في وقت مبكر من فجر أمس الأحد أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن عدد الإصابات ارتفع إلى 90 خلال مواجهات عنيفة في محيط القدس وأن 14 مصابا نقلوا إلى المستشفيات. وتركزت المواجهات بين جنود الاحتلال وشبان فلسطينيين قرب الجدار الفاصل في قرية بدرس غربي رام الله وقرب بلدة بيتا وحاجز حوارة جنوبي نابلس وحاجز الجلمة شمال شرقي جنين وحاجز قلنديا العسكري شمال القدس. وذكرت جمعية الهلال الأحمر أن شرطة الاحتلال منعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى المصابين في باب العامود بالبلدة القديمة وأن معظم الإصابات حدثت بالرصاص المطاطي وقنابل الصوت والضرب. وعند منتصف الليل قالت المصادر إن قوات الاحتلال لاحقت شبانا فلسطينيين تجمعوا في حي الشيخ جراح كما اقتحمت منزلا في الحي لجأ إليه بعض الشبان خلال عمليات كر وفر. وأضافت أن قوات الاحتلال منعت الاقتراب من المنازل المهددة بالإخلاء في حي الشيخ جراح كما منعت التحركات التضامنية الفلسطينية مع سكان الحي. كما أطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز والصوت عند باب الساهرة وشارع صلاح الدين عند أسوار البلدة القديمة. وسبق أن أصيب العشرات بحالات اختناق بالغاز المدمع في قرية التوانة جنوب مدينة الخليل بالضفة الغربية وذلك عقب اعتداء مستوطنين على منازل القرية وإطلاق الرصاص الحي نحوها وتدخل جيش الإحتلال عقب ذلك. وفي وقت سابق أوردت وكالة الأناضول أن قوات الاحتلال فتحت خراطيم المياه على أهالي حي الشيخ جراح وقالت مراسلة الجزيرة إن الاحتلال منع ناشطين من الوصول إلى الحي ومنع عشرات الحافلات لفلسطينيين من داخل الخط الأخضر من الوصول إلى القدس. وشددت قوات الإحتلال مساء السبت من إجراءاتها الأمنية غير المسبوقة في مدينة القدس تزامنا مع توافد آلاف الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى لإحياء ليلة القدر وأغلقت المحال التجارية بالبلدة القديمة. وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال المدججة بالأسلحة زادت انتشارها بأعداد كبيرة في العديد من مناطق القدس الشرقية ومنها بوابات المسجد الأقصى. وشهد باب العامود مواجهات أيضا حيث اعتقلت قوات الاحتلال عددا من الفلسطينيين أثناء تفريقها للمحتجين. وشارك أكثر من 90 ألف فلسطيني في صلاة التراويح بالمسجد الأقصى رغم القيود المشددة التي فرضها الاحتلال في الأيام الماضية للحد من حركة تنقل الفلسطينيين داخل البلدة القديمة فيما استهدفت قوات الاحتلال متظاهرين في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية إن أثر المصلين يحيون ليلة القدر بالمسجد الأقصى المبارك رغم الإجراءات الاحتلالية الصعبة ومنع العديد من المصلين من الوصول وتم الإغلاق على سكان الضفة الغربية . وقال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبريإن الاحتلال يريد إفراغ الحرم القدسي للسماح باقتحامات اليهود المتطرفين مضيفا نحن باقون في القدس ولن نقبل بالمس بحرمات المسجد الشريف . أما وزير شؤون القدسالفلسطيني فقال إن استخدام القوة المفرطة ضد المصلين يستدعي وقفة حاسمة من المجتمع الدولي . *هيئة علماء المسلمين تدعو لهبة شعبية وفي الاثناء تواصلت ردود الفعل المنددة بالاعتداءات اعلى المسجد الأقصى والمصلين في ساحاته بالجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك حيث عبرت عدة هيئات إسلامية عن تضامنها مع الفلسطينيين. ومساء الجمعة اعتدت شرطة الاحتلال على المصلين داخل المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح وباب العامود في القدس مما خلف 205 مصابين وفق حصيلة أولية غير رسمية. ومنذ أيام يسود التوتر المدينةَ المقدسة خاصة حي الشيخ جراح الذي يخطط الاحتلال لإخلاء منازل عدد من سكانه لصالح جمعيات استيطانية وسط إدانة عربية ودولية واسعة. ومن القاهرة قال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب اقتحام ساحات المسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرمات الله بالاعتداء السافر على المصلين الآمِنين ومن قَبلِها الاعتداء بالسلاح على التظاهرات السلمية بحي الشيخ جراح بالقدس وتهجير أهله إرهابٌ صهيوني غاشم في ظل صمت عالمي مخز . وأضاف الشيخ الطيب في تدوينه على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك أن الأزهر الشريف علماء وطلابا ليتضامن كليًّا مع الشعب الفلسطيني المظلوم في وجه استبداد الكيان الصهيوني وطغيانه داعيًا الله أن يحفظهم بحفظه وينصرهم بنصره فهم أصحاب الحق والأرض والقضية العادلة. بدوره دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأمة الإسلامية إلى هبة شعبية ورسمية من داخل فلسطين وخارجها لوقف الاعتداءات على مدينة القدس والمسجد الأقصى. وقال الاتحاد في بيان موقع باسم رئيس الاتحاد أحمد الريسوني وأمينه العام علي القره داغي إنه يتابع بقلق بالغ الأحداث الإجرامية المتصاعدة من جانب المحتل تجاه المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين بالرصاص وقنابل الغاز . وطالب كل قيادات العالم العربي والإسلامي ومنظمة التعاون الاسلامي وجامعة الدول العربية وكل الجهات والأطراف المعنية إلى ضرورة العمل الجاد لاتخاذ الإجراءات اللازمة والحازمة والفاعلة لوقف التصعيد دولة الاحتلال بحق المقدسات. وأكد الاتحاد أنه يحيي صمود الشعب المقدسي في مواجهة الاعتداءات المتكررة ضد المسجد الأقصى المبارك وضد المقدسيين في حي الشيخ جراح ويدعو إلى هبة شعبية ورسمية من داخل فلسطين وخارجها لدعم صمودهم على أرضهم في وجه اعتداءات الاحتلال. كما طالب الدولَ الإسلامية والعربية باتخاذ خطوات عملية وليست مجرد إدانات لما يجري في القدس. ومن جانبها استنكرت رابطة علماء فلسطين الاعتداءات على المصلين في المسجد الأقصى واصفة إياها ب الهمجية . وقالت الرابطة -في بيان- إن الفلسطينيين المرابطين في ساحات المسجد الأقصى يدافعون بدمائهم الآن عن شرف وكرامة المسلمين أجمعين من تدنيس الصهاينة للمسجد ومدينة القدسالمحتلة . وشددت على ضرورة تحرك حكام العرب والمسلمين والمجتمع الدولي للضغط على دولة الاحتلال لوقف جرائمها تجاه أبناء شعبنا الفلسطيني وانتهاكاتها بحق القدس والمسجد الأقصى . *فلسطين تطلب اجتماعا وزاريا للجامعة العربية من جهتها طلبت فلسطين بالتشاور مع الأردن وقطر عقد دورة على مستوى وزراء الخارجية للدول الأعضاء في جامعة الدول العربية بدلا من المندوبين لبحث التطورات في مدينة القدسالمحتلة. وقال أحمد الديك مساعد وزير الخارجية الفلسطيني إن وزير الخارجية رياض المالكي وبالتشاور مع الأردن وقطر طلب من الأمانة العامة للجامعة العربية عقد مؤتمر على مستوى وزراء الخارجية الإثنين القادم. ولفت إلى أنه من المقرر عقد اجتماع على مستوى المندوبين الإثنين لكن تطورات الأوضاع في مدينة القدس والاعتداءات على المسجد الأقصى وما يتهدد السكان في حي الشيخ جراح تتطلب عقد مؤتمر على المستوى الوزاري. وأضاف: المطلوب من الاجتماع الخروج بقرارات من شأنها ردع الاحتلال ووقف كل أشكال الانتهاكات . وأشار الديك إلى أنهم لم يتلقوا ردا حتى الساعة على طلبهم بخصوص الاجتماع على المستوى الوزاري. وتشهد مدينة القدس منذ بداية شهر رمضان اعتداءات تقوم بها قوات الاحتلال والمستوطنون خاصة في منطقة باب العامود وحي الشيخ جراح . ومساء الجمعة أسفرت اعتداءات على المصلين في المسجد الأقصى عن إصابة 205 أشخاص معظمها في الوجه والعين والصدر بالرصاص المطاطي بحسب الهلال الأحمر.