يخشون أن تفسد سهراتهم الرمضانية معارك بالسيوف والمولوتوف تقض مضاجع سكان باب الواد حي باب الواد بالعاصمة، واحد من أعرق أحيائها الشعبية، بل وقلبها النابض إن صح التعبير، يضم كثافة سكانية عالية، يجمع الكثير من المتناقضات، حي لا ينام صيفا أو شتاء إلا في ساعات متأخرة من الليل، للمناسبات والمواسم فيه مذاق آخر، ونكهة مختلفة عما سواه، ونحن على بعد أيام قليلة عن الشهر الفضيل، يمكنك شم (ريحة رمضان) تعبق أطرف الحي ومختلف أجزائه، خاصة مع تواجد سوق الساعات الثلاث الكبير، وأسواق الدلالة، وغيرها من طاولات بيع مختلف الألبسة والمواد الغذائية والأغراض، إضافة إلى عشرات المحلات، المختلفة النشاط، ما يجعل الحركة بالنسبة للسيارات أو للراجلين على السواء صعبا للغاية، وكثيرا ما يتطلب الأمر خاصة للحافلات وسيارات الأجرة وسيارات المواطنين قرابة الساعة فقط للوصول إلى ساحة الشهداء، رغم المسافة القريبة· هذا الضغط الكبير والمتواصل واليومي الذي يعرف حي باب الواد، جعل سكانه يعيشون على أعصابهم على مدار الوقت، لاسيما مع تكرر حوادث الاعتداءات والمشاجرات اليومية بين شبان الحومات المتجاورة كالكاريار وكليما دوفرونس وبوفريزي وغيرها، والمؤسف أن غالبية هذه الشجارات التي تقع مرات عديدة وفي فترات متقاربة جدا، تستعمل فيها الأسلحة البيضاء من سيوف وخناجر من مختلف الأحجام وقنابل المولوتوف والقنابل الحارقة، إضافة إلى بعض آلات الصيد المزودة بسهام قاتلة، حيث كثيرا ما يشن بعض شبان تلك الأحياء (غارات) على بعضهم البعض، آخرها ما وقع نهاية الأسبوع الماضي، على مستوى سوق الدلالة بحي الساعات الثلاث، حيث تعرض المتواجدون فيه من المارة وكذا من الشبان الباعة هناك، إلى هجوم أشبه بالغزو من طرف شبان حي مجاور، لطالما نسبت هنالك شجارات فيما بينهم، وحسب شهود عيان من الحي فإن الواقعة بدأت في حدود الساعة الثامنة مساء، عندما نزلت مجموعة من الشبان من حي الكاريار محملة بالأسلحة البيضاء من سيوف وسكاكين وغيرها، في محاولة للاعتداء على الباعة المتواجدين في سوق الدلالة، وهو ما أحدث فوضى كبيرة، خاصة وأن ذلك الوقت يشهد حركية كثيفة من طرف المواطنين، وحسبما روته المتحدثة، التي قالت إنها تابعت ما يجري من شرفة منزلها، على غرار العشرات من المواطنين الآخرين الذين فروا إلى منازلهم، فإن هنالك اعتداءات وقع ضحيتها بعض الشبان الذين تعرضوا إلى الطعن، إضافة إلى سقوط آخرين من مختلف الأعمار ممن كانوا متواجدين ساعتها في المكان، ومن بينهم شيخ طاعن في السن، إضافة إلى إغلاق كافة المحلات أبوابها، وفرار الجميع من المنطقة، ولم تهدأ الأمور إلا بعد تدخل مصالح الأمن· مثل هذه المشاهد والحوادث وإن لم تعد تثير الحدث بالنسبة لسكان أحياء باب الوادي المختلفة، فإنها غيرت كثيرا من شعورهم بالأمن والهدوء والاستقرار، وجعلتهم يعيشون حالة من الفوضى وانعدام الشعور بالراحة، إضافة إلى تزايد مخاوفهم على أبنائهم الصغار والمراهقين بشكل خاص، من مغبة السقوط في فخ الشبكات الإجرامية كضحايا أو كمتورطين، وهو ما دفع بالعديد من الأولياء إلى (حبس) أبنائهم في المنازل أثناء فترة العطلة، توفير كافة وسائل الترفيه الضرورية لهم في المنزل، تفاديا لخروجهم لأي غرض كان، أو إرسالهم إلى عائلاتهم في مناطق أخرى، فيما يطالب الجميع بضرورة توفير مزيد من الأمن والطمأنينة، لاسيما ونحن على أبواب شهر رمضان المعظم، لعل سهراتهم الرمضانية تمر بسلام، في هذا الشهر الذي ستكون أيامه ولياليه طويلة وحارة·