علمت »أخبار اليوم« من مصادر قضائية بأن قاضي التحقيق بمحكمة »سيدي امحمد« باشر التحقيق في ملفّ استيراد مركبات مسروقة من فرنسا بأرقام تسلسلية غير مطابقة. وقد وجّهت أصابع الاتّهام إلى مغترب جزائري المدعو »م.ف« كشفت التحرّيات الأوّلية أنه ضحّية تواطؤ موظّف في مقاطعة مرسيليا وشخص مجهول تمكّن هذا الأخير من الحصول على شهادة ميلاده وانتحال صفته وتوريطه في تعاملات مالية مع عدّة مؤسسات بنكية لها فروع في الجزائر، على غرار بنك »سوسيتي جنرال«. إلقاء القبض على المغترب المشتبه فيه تمّ بحر الأسبوع الماضي على مستوى مطار »هواري بومدين« في رحلة الإيّاب، وهذا بناء على أمر دولي بالقبض عليه صدر من السلطات الفرنسية على أساس أنه محلّ شكوى بخصوص الاشتباه في تورّطه في شبكة دولية لسرقة المركبات وتهريبها إلى دول شمال إفريقيا بعد تزوير وثائقها ورقمها التسلسلي تحت غطاء عمليات استيراد مشبوهة. المتّهم أنكر لدى سماعه من طرف قاضي التحقيق التّهمة الموجّهة إليه، مصرّحا بأنه دخل التراب الفرنسي سنة 2004 بوثائق رسمية. وقد قدّم طلبا للسلطات الفرنسية للحصول على بطاقة التعريف الفرنسية وكذا استبدال رخصة السّياقة الجزائرية بالفرنسية بعد أن تحصّل على الجنسية والإقامة بصفة دائمة، ليتفاجأ بردّ هذه الأخيرة بأن هذه الوثائق سلّمت لشخص يحمل نفس الهوية سنة 1999، أي 05 سنوات قبل تسوية وضعيته، ليضيف أنه تلقّى إرسالية من البنك الفرنسي »سوسيتي جنرال« جاء فيها أنه مدين له بمبالغ مالية ضخمة على أساس أنه تحصّل على قرض من البنك وقام بفتح أرصدة بنكية على مستواه لتوطين مبالغ مالية من أجل تسيير عمليات استيراد السيّارات. وهو الأمر الذي نفاه المتّهم جملة وتفصيلا، مشيرا إلى أنه لم تربطه أيّ تعاملات مع هذه المؤسسة المالية. وفيما يخصّ الأمر بالقبض الدولي الصادر ضده من طرف السلطات الفرنسية، فقد أوضح المتّهم أنه تمّ تقديمه أمام المحكمة الفرنسية في 29 مارس 2007 بتهمة التزوير واستعمال المزوّر والنّصب والاحتيال التي رفعها ضده البنك، غير أن القاضي أطلق سراحه بعد أن توصّلت التحرّيات إلى أن شخصا مجهولا قام باستغلال هوّيته وانتحالها لتوريطه، وأن المتهم »ف.م« لم يفتح أرصدة بنكية لدى »سوسيتي جنرال«، خاصّة وأن الإمضاء ليس مطابقا. وقد قدّم المتّهم 12 دليلا يتمثّل في مختلف الوثائق الإدارية من شهادة ميلاد وبطاقة التعريف الفرنسية وجواز السفر، وكذا البطاقة القنصلية التي تثبت أنه طلب الحصول على الجنسية الفرنسية عام 2004. وهي أدلّة قوية أقنعت القاضي الفرنسي بأنه ليس المتورّط في قضية البنك، وكذا استيراد سيّارات ومركبات بأرقام تسلسلية غير مطابقة، والتي تفطّنت مصالح الأمن إلى وجودها بالجزائر مؤخّرا ،حيث حجزت عددا كبيرا منها وتجري تحقيقات حولها. هذا، ولايزال التحقيق متواصلا على مستوى محكمة »سيدي امحمد« للوصول إلى الأطراف الحقيقية التي أغرقت السوق الجزائرية بسيّارات مهرّبة من دول أوروبية ولتحديد هوّية الشخص الذي نصب على بنك »سوسيتي جنرال«، ولايزال المغترب »ف.م« رهن الحبس الاحتياطي بعد رفض قاضي التحقيق طلب الإفراج الذي تقدّم به دفاعه.