أجمع المختصّون في مجال التدريب على أن تأهّل المنتخب الوطني إلى الدور المقبل، ومن ثمّة دخوله التاريخ من بابه الواسع يمرّ عبر تحريك الخطّ الأمامي في مواجهة اليوم لهزم المنتخب الأمريكي طالما أنه حتى التعادل غير كاف لبلوغ الحلم الذي يراود ما يقار ال 36 مليون جزائري، وهو التأهّل إلى الدور الثاني لأوّل مرّة في تاريخ الكرة الجزائرية، على أساس أن هزّ شباك المنافس يلزم النّاخب سعدان بإقحام مهاجم إضافي لمساندة كريم مطمور على مستوى خطّ الهجوم والاستعانة باللاّعب رياض بودبوز كورقة إضافية في حال الضرورة، مع الاحتفاظ بالحارس المتألّق مبولحي ضمن التشكيلة الأساسية. ويرى التقنيون الذين سألناهم عن حظوظنا في التأهّل أن المهاجم رفيق حبّور الأجدر بأن يكون أساسيا في هذه المواجهة التاريخية التي ستجمع لأوّل مرّة بين الجزائر وأمريكا. *** عزّ الدين آيت جودي: "التركيز على الهجوم ضروري" يعتقد المدرّب عزّ الدين آيت جودي أن إخراج كامل أوراق الهجوم أكثر من ضروري في هذه المواجهة التاريخية، على اعتبار أن الفوز يمرّ بتسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف لصنع الفارق في حال تلقّينا أهدافا كي نضمن التأهّل إلى الدور المقبل بدون انتظار نتيجة المباراة الثانية التي ستجمع بين إنجلترا وسلوفينيا. وقال المدرّب الأسبق لشبيبة القبائل واتحاد العاصمة آيت جودي: »لدينا لاعبين في المستوى قادرين على قلب الموازين في أيّ لحظة من عمر المباراة لأنهم يلعبون بروح قتالية غير موجودة عند غالبية لاعبي المنتخبات المشاركة في هذا المونديال، الأمر الذي يزيد من حظوظنا لهزم المنتخب الأمريكي وتأكيد قوّة الجزائر في المواعيد الكبيرة كما حدث في المواجهة الفارطة، حيث برهن زملاء عنتر يحيى على أنهم أبطال بأتمّ معنى الكلمة«. وأضاف محدّثنا قائلا: »حسب رأيي الشخصي فالنّاخب سعدان مطالب بمراجعة حساباته في الطريقة التي سينتهجها في التشكيلة الأساسية بإقحام مهاجم إضافي لإنعاش الخطّ الأمامي والتركيز على بناء أكبر قدر ممكن من الهجمات لإرغام المنافس على عدم الخروج من منطقته«، لأنه كما قال المعني »ترك المساحات الشاغرة للمنافس سيصعّب من مأموريتنا بالنّظر إلى السرعة الفائقة التي يتمتّع بها لاعبو المنتخب الأمريكي، بغض النّظر عن قوّته من النّاحية البدنية«. وختم آيت جودي بالقول: »صحيح المهمّة صعبة وصعبة جدّا، لكن لدينا لاعبين في المستوى وقادرون على دخول التاريخ من بابه الواسع لافتكاك تأشيرة العبور إلى الدور الثاني«، مؤكّدا »المغامرة في الهجوم وتحصين الدفاع هما الحلّ الوحيد الذي يمكّن الخُضر من هزم المنتخب الأمريكي وتشريف العرب في هذا العرس الكروي العالمي«. محيي الدين خالف: "الاعتماد على الهجوم لا مفرّ منه" يؤكّد محيي الدين خالف أن انتهاج خطّة هجومية محضة لا مفرّ منه لبلوغ الهدف المنشود، وهو الفوز لانتزاع تأشيرة العبور إلى الدور الثاني، طالما أن حتى التعادل في هذه المواجهة المصيرية غير كاف لتحقيق ذلك. وقال خالف إن المنتخب الوطني يملك المؤهّلات الكافية من النّاحية البشرية التي من شأنها أن تجعله في موقع قوّة لهزم المنافس، شرط أن يتمّ توظيف كافّة الأوراق الرّابحة منذ البداية للوصول إلى الشباك باستغلال ضعف المنتخب الأمريكي والمتمثّلة أساسا في ضعف دفاعه المحوري الذي حسب محدّثنا يبقى من أضعف خطوط دفاع المنتخبات المشاركة في هذا المونديال، عكس خطّ هجومه الذي يمتاز بالسرعة وحسن التوغّل داخل منطقة العمليات لوجود لاعبين قادرين على قلب الموازين في أيّ لحظة من زمن المباراة. ويرى المدرّب الأسبق ل »الخضر« أن الرّوح القتالية التي أظهرها زملاء بوڤرّة في مواجهة إنجلترا من شأنها أن تصنع الفارق في مواجهة اليوم، وذلك رغم عقم الهجوم الذي قال بشأنه إن النّاخب سعدان مطالب بإيجاد الحلول الكفيلة بإحداث بعض التغييرات الطفيفة في تموقّع اللاّعبين على مستوى الهجوم بالاعتماد على جبّور كرأس حربة لمساندة اللاّعب كريم مطمور لأن هذا الأخير بحاجة إلى لاعب إضافي لإرباك الخطّ الخلفي للمنتخب الأمريكي. وختم خالف قائلا: »أنا جدّ متفائل بأن يكون الانتصار حليف المنتخب الوطني، ومن ثمّة دخول التاريخ من بابه الواسع لأن التأهّل إلى الدور الثاني يعدّ بمثابة إنجاز تاريخي للكرة الجزائرية. ========================== حسين ياحي: "حظوظنا وفيرة لافتاك تأشيرة التأهّل" يرى اللاّعب الأسبق للمنتخب الوطني حسين ياحي أن حظوظ »الخضر« قائمة لهزم المنتخب الأمريكي والظفر بورقة العبور إلى الدور المقبل، شرط أن ينتهج النّاخب سعدان ورقة الهجوم منذ إعطاء إشارة انطلاقة المباراة لأن فتح المجال للمنافس من شأنه أن يصعّب من مهمّة زملاء مطمور لصنع الفارق طالما أن التأهّل يمرّ بالفوز لا غير، الأمر الذي يتوجّب على اللاّعبين عدم الرّجوع إلى الوراء والضغط على المنافس لإجباره على الدفاع عن منطقته بأكبر عدد ممكن من اللاّعبين. وقال ياحي: »لا خيار أمامنا سوى الهجوم، ما يتطلّب الاعتماد على اللاّعبين الأكثر جاهزية لفكّ عقم الهجوم بإقحام اللاّعب رفيق جبّور أساسيا«، مرجعا ذلك إلى كون جبّور يمتاز بلياقة بدنية قوية تسمح له باختراق دفاع المنافس، سيّما وأن نقطة ضعف أمريكا تكمن في محور دفاعه، وهو ما يزيد من حظوظ التشكيلة الوطنية لهزّ الشباك والظفر بنقاط الفوز، مؤكّدا أنه من الضروري على الطاقم الفنّي تجديد الثقة في الحارس رايس مبولحي لأنه أثبت في مباراة إنجلترا أنه الحارس الذي كان ينقص »الخضر« بالنّظر إلى كونه يمتاز برزانة والهدوء من الحارس شاوشي الذي بالرغم من أنه يملك مؤهّلات لا بأس بها إلاّ أن مبولحي الأجدر بأن يكون أساسيا في هذه المواجهة المصيرية والفاصلة للمنتخب الوطني. وفي ختام تصريحه لنا، قال المدلّل الأسبق لأنصار شباب بلوزداد حسين ياحي: »أنا جدّ واثق من أن يكون التأهّل من حليف الخضر لأن اللاّعبين عازمون على رفع التحدّي وتشريف العرب في هذا العرس الكروي العالمي، والتأكيد على أحقّية وجود الجزائر في جنوب إفريقيا لإسكات ألسنة الذين كانوا ينتظرون خروجنا من المونديال من الباب الضيّق بعد الخسارة القاسية أمام المنتخب السلوفيني«. ======================= أمين غيموز: "يجب أن يستفيق الهجوم لانتزاع التأهّل" أكّد المدرّب السابق للمنتخب الوطني لأقلّ من 20 سنة، أمين غيموز أن الفوز على المنتخب الأمريكي يقتضي استفاقة الهجوم من نومه العميق طالما أن الفوز أكثر من ضروري في هذه المواجهة الصّعبة والمصيرية للمنتخب الوطني، ما يتوّجب على النّاخب سعدان إعادة النّظر في طريقة اللّعب و تموقّع اللاّعبين على مستوى الهجوم والاستثمار في نقاط ضعف المنافس، والتي تتمثّل أساسا في الجهة اليسرى من خطّه الخلفي ومحور دفاعه للوصول إلى شباكه لأن انتهاج نفس الخطّة التي تمّ الاعتماد عليها في مواجهة إنجلترا تبقى في نظر غيموز غير جدّية لافتكاك الفوز، سيّما وأن المنافس يعدّ من أقوى المنتخبات المشاركة في المونديال التي تمتاز بالسّرعة في اللّعب وحسن التفاوض في الأوقات الصّعبة كما حدث في مباراة سلوفينيا عندما عاد المنتخب الأمريكي من بعيد بالعودة في النتيجة بهدفين وكان بإمكانه إضافة هدف الفوز في العديد من المرّات. وحسب غيموز، فإن المنتخب الوطني لديه الأسلحة التي تجعله في وضعية مريحة لبلوغ التأهّل، شرط أن تتمّ مراجعة بعض النّقاط على مستوى التشكيلة الأساسية واللاّعبين الذين سيتمّ إقحامهم كاحتياطيين في حال الضرورة، على غرار اللاّعب جمال عبدون الذي حسب رأيه الشخصي قادر على تقديم الإضافة اللاّزمة للهجوم لأنه أثبت في الدقائق القليلة التي لعبها في المواجهة الفارطة أنه لاعب ممتاز. ويعتقد غميوز أنه يجب غلق المنافذ للاعبي أمريكا للتقليل من خطورتهم، خاصّة في المنطقة القريبة من مرمى حارس المنتخب الوطني، مرجعا ذلك إلى السرعة التي يمتاز بها أشبال المدرّب برادلي، سيّما بالنّسبة للمهاجمين، على غرار اللاّعب المتألّق دونوفان الذي يعدّ صانع ألعاب حقيقي لتشكيلة المنافس. وختم أمين غيموز قائلا: »بالرغم من صعوبة المأمورية، إلاّ أن ذلك لن يقلّل من عزيمة لاعبينا للظفر بورقة التأهّل ودخول التاريخ من البوّابة الواسعة«، مؤكّدا أنه في حال حدوث العكس »يكفينا فخرا وجودنا ضمن أقوى المنتخبات العالمية المشاركة في المونديال لأن التأهّل إلى جنوب إفريقيا يعدّ في حدّ ذاته إنجاز كبير للكرة الجزائرية بفضل تشكيلة مدعّمة بلاعبين شبّان سيكون لهم شأن كبير في السنوات القليلة القادمة بالنّظر إلى المؤهّلات العالية التي أظهروها إلى حدّ الآن، على غرار كلّ من بودبوز، قادير، ڤديورة، الحارس مبولحي والبقّية.