لم يكتب للجزائر أمس أن تحقق الفوز أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية ومنه التأهل إلى الدور الثاني من كأس العالم... حيث توقفت مسيرتها بنهاية اللقاء الثالث في الدور الأول للمجموعات بعد أن أفلحت في تحقيق تعادل واحد أمام المنتخب الأمريكي مقابل هزيمتين أمام سلوفينيا والولاياتالمتحدةالأمريكية لتلتحق بمنتخبات فرنسا، جنوب إفريقيا، نيجيريا، اليونان، سلوفينيا، الكامرون وأستراليا وصربيا. أفضل مشوار يبقى في مونديال إسبانيا 1982 وعكس ما كان يطمح له الجزائريون قبل مواجهة أمس وهذا بهزم منتخب أمريكا والتأهل إلى الدور الثاني، وهو ما كان سيكون إنجازا حقيقيا للكرة الجزائرية، فإن المعجزة لم تتحقق ولقي المنتخب الوطني نفس المصير الذي لاقاه في مشاركتيه السابقتين في كأس العالم سنتي 1982 و1986، وإذا كان الخضر قد أقصيوا في مونديال المكسيك سنة 1986 بنفس الرصيد من النقاط الذي أقصاهم هذه المرة بعد أن جمعوا نقطة واحدة فقط من تعادل أمام إيرلندا مقابل هزيمتين أمام البرازيل وإسبانيا، فإنه في مونديال 1982 أقصي الخضر رغم فوزهم بلقاءين أمام ألمانيا ثم الشيلي مقابل هزيمة أمام النمسا التي تآمرت في لقائها الأخير أمام ألمانيا من أجل إقصاء الجزائر في أكبر فضيحة في تاريخ كأس العالم، وكان المشوار الذي قام به الخضر في 1982 هو الأفضل في تاريخ مشاركاتهم في المونديال. المغرب والسعودية فقط من العرب اللذان تأهلا إلى الدور الثاني وبخروجه من الدور الأول أمس فإن المنتخب الوطني يكون قد عجز عن تدوين اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ مشاركات المنتخبات العربية في كأس العالم، وهذا بعد فشله في بلوغ الدور الثاني الذي نجح في الوصول إليه منتخبان عربيان فقط هما المغرب سنة 1986 الذي نجح في انتزاع تعادلين أمام إنجلترا وبولونيا قبل الفوز أمام البرتغال بنتيجة 3/1، قبل أن يقصى في الدور الثمن النهائي أمام ألمانيا بهدف يتيم سجله ماتيوس في (د88) عن طريق مخالفة مباشرة، وانتظر العرب بعدها حتى مونديال 1994 بالولاياتالمتحدةالأمريكية لمشاهدة بلد عربي يمر للدور الثاني، وقد نجح في ذلك منتخب السعودية الذي خسر في لقاءه الأول أمام هولندا بنتيجة 2/1 قبل أن يتمكّن في لقاءه الثاني من هزم المغرب بنتيجة 2/1 ثم بلجيكا بعدها بهدف يتيم، ليلاقي في الدور الثمن النهائي المنتخب السويدي الذي انهزم أمامه بنتيجة 3/1، وقد سجل هدف السعودية وقتها فهد الغشيان. الآمال كانت معلّقة على الجزائر لأجل طرد نحس دام 16 سنة ومنذ المشوار الجيد الذي حققته السعودية في كأس العالم 1994، فإن المنتخبات العربية جميعها التي شاركت بعدها في الدورات التي تلت ذلك المونديال فشلت في تخطي عقبة الدور الأول حيث لقي المنتخب السعودي والتونسي نفس المصير في كأس العالم 1998 و2006 حيث أقصي المنتخبان في الدور الأول، وكانت تونس قد عجزت أيضا في مونديال 2002 عن بلوغ الدور الثاني مثلما فعل المغرب في مونديال فرنسا سنة 1998، وهو ما جعل كامل الآمال معلقة في دورة جنوب إفريقيا التي تجرى حاليا على الجزائر الممثل العربي الوحيد في هذا المونديال لبلوغ الدور الثاني، غير أن هذا الأمل تبخر أمس ليتواصل بالتالي فشل المنتخبات العربية في اجتياز عقبة الدور الأول لمدة 16 سنة كاملة.