رمضان ليس فقط شهر العبادة والتقوى، فهو عند البعض ليس إلا شهر الأكل، وتعلم الطبخ، حيث أن منظر النساء المقبلات على كتب الطبخ، وعلى تعلمه في مختلف المدارس الخاصة، هذا المنظر صار عاديا، بل إن المكتبات تحضر لرمضان بإحضار الكتب المتنوعة، والتي تتوفر على أطباق جزائرية، ومشرقية، وحتى أسيوية. هذه السنة سأتعلم كل أنواع المأكولات، أنا في البيت وليس لديَّ عمل، ولذا فسأستغل الفرصة"، هذا ما قالته لنا سعاد، وهي تحكي لنا يومياتها خلال شهر رمضان، تضيف: "قرَّرت أن أتعلم الطبخ حتى أتخلص من صراخ زوجي، ولعنته لي كلما تذوق الأكل الرديء الذي احضره له". سعاد، تحكي لنا أنها نوَت في رمضان من هذه السنة أن تقصد إحدى مدارس تعلُّم الطبخ في الحي الذي تسكنه، وهي التي أخذت عطلتها السنوية لذلك". وتضيف كما لو أنها تستدرك شيئا فاتها: "صحيح أن رمضان شهر العبادة، والتقرب من الله، ولكن ماذا عساني افعل، ليس لدي الوقت الكافي، أمضيت صغري في الدراسة، وعندما ارتبطت كنت اعمل، ولا أزال، ولكني قررت هده المرة، وفي رمضان الذي صادف شهر أوت حيث ساعات النهار أطول من يوم القضاء، قررت أن اخصص بعض الوقت للطبخ". هذا بالنسبة لسعاد التي وجدت القليل من الوقت لكي تفعل، ولكن أخريات، مثلها لا يطبخن بالشكل اللازم، وكلما حل رمضان يكشف أمرهن أمام أزواج لا يعترفن إلاّ بمائدة الإفطار للحكم عليهن، فيتجهن إلى الكتب، ولكن عادة ما ينتهي بهن الأمر إلى تحضير أكلات غريبة، تزيد هؤلاء الأزواج هيجانا، تقول لنا علية بالمختصر المفيد: "مرة طهوت شربة مرة، لا طعم ولا مذاق لها فانتهي بي الأمر أن كسر زوجي إناء الحساء على الطاولة وانصرف ليفطر بالبيتزا او أي شيء يأكله، ومرة حضرت اللحم الحلو، ولكنه ليس حلوا، بل من فرط ارتباكي وضعت الملح بدل السكر، وتخيلوا مذاقه، وحتى أنا كدت اكسر الطبق على راسي واخرج قبل أن يفعلها زوجي، ولكنه هذه المرة كان ارحم وشتمني وأمي وعائلتي ونزع صورة أمي التي لم تعلمني الطبخ من على جدار الصالون، ومرة حضرت كعكة، كما لو كنت طباخة ماهرة، ولم يبق لي إلا أن احضِّر الحلويات، حضرت كعكة لأنني وجدتها على كتاب طبخ، ولكن تحضيرها بدا لي سهلا، إلا أن مذاقها كان أشبه بمذاق فاصولياء محروقة ثم صب احدهم عليها النار لتنطفئ، وفي رمضان من هذه السنة سأحاول أن أتعلم جادة، واعلم أنني إما أن أتعلم الطبخ، او أن يطلقني زوجي، وان فعل فلن ألومه لأن المرأة التي لا تحسن الطبخ هي كل شيء إلا أن تكون امرأة، يكفي أن تروا نظرات الاشمئزاز في عيني زوجي ما أن يتذوق ما أطهو له حتى تصدقوني، حتى انه يهجرني أسبوعا كاملا من فرط تأثره".