من المعروف أن شهر رمضان هو شهر الرحمة والتوبة والغفران ومن المعروف أنه شهر العبادات، تكثر فيه تلاوة القرآن والصلوات ومن المعروف أيضا أنه شهر المطبخ والتنويع في المأكولات فيما يخص النسوة والبنات.سفهل هو فرصة لتعلم الطبخ أم لا؟''، هو السؤال الذي طرحته جريدة ''المساء'' على مجموعة من النسوة محاولة إيجادها الإجابة عنه. أجمعت العديد من النسوة اللواتي سألناهن على أن شهر رمضان هو فرصة للبنات الراغبات في تعلم الطبخ وإتقانه فكل العوامل والوسائل موفرة من أجل تحقيق هذه الرغبة. العامل الأول هو وجود جميع متطلبات الطبق أو الأطباق المراد إعدادها فالمعروف عن العائلة الجزائرية أنها لا تحرم نفسها في هذا الشهر بالذات واللحوم هي إحدى تلك العناصر التي تسجل حضورها في الأطباق وعلى المائدة الجزائرية الرمضانية وهو ما قالته لنا السيدة ''زهية''، مؤكدة أن الحرص على وجود جميع متطلبات الأطباق من توابل وخضروات يسمح للبنت بتعلم جميع الأطباق، لتتبعها الآنسة ''منال'' في هذا الرأي بقولها إنها الفترة المناسبة لكي تتعلم البنت الطبخ وخاصة تلك المأكولات التي لا تعد إلا في الشهر الكريم وتذكر في ذلك طبق ''اللحم لحلو'' الذي لا يوجد على المائدة إلا في شهر رمضان أو في بعض المناسبات مثل الأفراح. وتنوع الأطباق هو العامل الثاني، فشهر رمضان كما تصفه السيدة ''نادية'' شهر مرادف للأكل حيث تقول إن القائمة مفتوحة على تحضير الأطباق المختلفة، كما أن الرغبة في الطبخ تتزايد في هذه الفترة بالتحديد فالتجارة الموسمية تفرض ذلك إذ بالإضافة الى كتب الطبخ المعروضة للبيع في المكتبات فإن أرصفة الشوارع لا تخلو منها حيث ينجذب العنصر النسوي إليها، علاوة على ذلك فإن للفضائيات حصتها هي الأخرى في دعوة الجنس اللطيف إلى تجربة ما تعرضه من وصفات وتضيف ذات المتحدثة أنها نموذج في اعتبار رمضان فرصة لتعلم الطبخ واغتنامها لا لكونها لا تجيد الطبخ بل لأنها لازالت ترغب في تعلم المزيد والدليل على ذلك طلبها لدروس خصوصية لتعلم إعداد الحلويات فالأكلات الرمضانية لا تقتصر على ''المملحات'' فقط بل على تلك الحلوى الخاصة بالسهرات الرمضانية (صامصة وقطايف ومحنشة وغيرها) وتلك الخاصة بالعيد. أما العامل الثالث فهو الوقت المتسع حيث تعتبر الآنسة ''كريمة'' أن باقي أيام السنة لا تسمح للبنت بتعلم الطبخ كون الفترة الزمنية لذلك محدودة وقصيرة خاصة في الفترة الصباحية، إذ تقول أن الساعة العاشرة أصبحت وقت استيقاظ معظم بنات اليوم لتستغرق في الطبخ لمدة ساعتين فقط وكون طول يوم الصيام -خاصة هذه السنة- يسمح لها بالتعلم لمدة أطول. وعامل التشجيع، خاصة من قبل الأم، عامل آخر لتعلم البنت الطبخ حيث تقول السيدة ''لويزة'' أنها ومنذ حلول الشهر الكريم تدفع بابنتها إلى دخول المطبخ مضيفة ''لي ما تعلمتش في رمضان تطيب ما تتعلمش في الأيام الأخرى'' ففي أيام السنة العادية قد يكتفي الشخص بأكل ''بيتزا'' أو ''ساندويتش'' يقوم بإعداده في المنزل أو يشتريه، لكن رمضان غير ذلك وتضيف ''لا بأس في عدم نجاح الطبق فالمحاولة هي الأهم''. لنضيف الى هذه العوامل الأسباب التي تدفع بالبنت إلى الرغبة في تعلم الطبخ في رمضان ونبدأ برغبة البعض في إظهار مهاراتهن والتباهي والافتخار بما أنجزنه من أطباق ومأكولات والتي تدفعها إلى ذلك المنافسة ورغبة التفوق، كما أن المطبخ هو ''نقطة انطلاق ربة البيت في المجتمع الجزائري'' في وصف الآنسة ''شهرازاد'' له، مضيفة أن ''شهر رمضان أفضل فرصة للفتيات المقبلات على الزواج لتعلم الطبخ'' دون أن ننسى أن ما يميز الشهر الكريم هو تلك السهرات التي تجمع الأقارب والأصدقاء التي تعتبر مناسبة لتبادل أطراف الحديث في الجلسات التي تجمع النساء والتي غالبا ما يدور حوارهن عن الطبخ ولتتمكن البنت من الحصول على مكان في هذه ''القعدات'' والمشاركة في الحديث فان تعلم الطبخ أمر ضروري بالنسبة لها. وفيما أجمعت بعض منهن على أن رمضان فرصة لتعلم الطبخ فإن البعض الآخر اتفقن على أنه ليس مناسبة للمجازفة ولا سبيلا للمغامرة في ذلك، حيث تروي لنا السيدة ''نعيمة'' أنها حاولت السنة الماضية إعداد طبق لوصفة كانت قد أعطيت لها من قبل زميلتها في العمل إلا أنها لم تنجح في تحضيره ما جعل زوجها يشتكي من ذلك وبسبب الخوف من تكرار نفس الخطأ أصبحت لا ''تجازف'' في تجربة أطباق جديدة إلا إذا كانت متأكدة من نجاحها وبهذا فإنها تقول إن رمضان بالنسبة لها ليس فرصة لتعلم الطبخ أو حتى التجربة. وفي نفس السياق، تضيف السيدة ''حياة'' من خلال المثل الشعبي الجزائري ''ما يتعلمش الحفافة في رأس اليتامى'' لتقول إنه لا مجال في الإخفاق في الطبخ، خاصة في إعداد الطبق الرئيسي رغم وجود المقبلات والبوراك وغيرها'' لتضيف أنه في باقي أيام السنة وإذا حصل هذا فإن الجبن قد يعوض ذلك في انتظار تحضير طبق البطاطا المقلية ''المنقذ'' لكن شهر رمضان ليس مناسبا لذلك فالجوع الذي يميز النهار كله لا يسمح له الصبر أن يتواصل-.