أصبح المواطن الجزائري يعيش حالة من الخوف أثناء خروجه لشراء ما يلزمه من تحضيرات في بداية هذا الشهر الكريم، بعد أن أضحت السرقة من بين الآفات التي تعرف انتشارا كبيرا في هذا الشهر الفضيل بسبب تبضع الناس لشراء المواد الغذائية، ما فتح الباب على مصراعيه لأصحاب الأيادي الخفية في السرقة التي تفشت بكثرة هذه الأيام لاصطياد الزبائن. تكثر اللصوصية والاعتداءات على المواطنين في هذا الشهر الكريم لأنه يعد للكثير من المنحرفين فرصة للظفر بالغنائم والاسترزاق دون عناء حيث تنشط الحركة التجارية وتجوال الزبائن الحاملين لمبالغ مالية تسيل لعاب قراصنة السوق الذين ينتظرون اللحظة المناسبة لتنفيذ خطتهم في السرقة، مستغلين بذلك الاكتظاظ التي تشهده جل أسواق العاصمة خاصة الشعبية منها على غرار سوق باش جراح وسوق بومعطي. ولا يتربص المجرمون بالمواطنين في الأسواق بل حتى في المراكز البريدية التي تعد نقطة رابحة للصوص حيث ينقضون على المواطنين مباشرة بعد خروجهم منها محملين بمبالغ من النقود لا تساوي حياة إنسان، وهي المشاهد التي يعاني منها المواطن الجزائري، فهاجس السرقة في الأسواق وأمام المراكز البريدية الذي يؤرق المواطنين طيلة السنة غير أن وتيرته تزداد حدة في شهر رمضان. وقد تعرضت إحدى السيدات في أول يوم من رمضان إلى عملية سرقة مباشرة بعد خروجها من مركز البريد بميسونيي بعدما سحبت مبلغا ماليا وفي طريقها إلى السوق الذين كان مكتظا عن أخره، نبهتها إحدى السيدات إلى ان حقيبة يدها مفتوحة لتكتشف ان محفظة نقودها اختفت لتطلق وابل من السباب والشتائم والدعاء على من سرقها في أول يوم من هذا الشهر الفضيل. في نفس اليوم ونفس المكان تعرضت مواطنة إلى سرقة محفظتها أثناء قيامها بشراء الشاربات من احد باعة الطاولات الذي كان يلتف حوله عدد كبير من الزبائن وبما أنها كانت محملة بعدد كبير من الأكياس وضعتها على الأرض، لتسلل يد خفية وتسرق المحفظة دون أن تنتبه وبعد اقتنائها للشاربات حملت الأكياس وبعد مسافة لا تزيد عن 05 أمتار تفطنت أنها لا تحمل المحفظة فعادت أدراجها لعلها تجدها فسألت البائع عنها فنفى رؤيته لها، هذه المواطنة أكدت للبائع آن محفظة ليس فيها نقود لكنها تحتوي على وثائق شخصية وهي بحاجة ماسة لها، غير انه لم يكثرت لها فسألت بعض المواطنين لكن بدون جدوى، فلم يدلها أحدٌ على اللص الذي استولى على الحقيبة التي لن يجد فيها سوى أوراق لن تسيل لعابه. إن انتشار ظاهرة اللصوصية والجريمة الصغيرة، في أولى أيام الشهر الكريم جعلت الكثير من المواطنين غير مطمئنين بالرغم من التعزيزات الأمنية التي تشهدها الأسواق وذلك ما ترجم أحاديث المواطنين التي لا تخلو من الحكايات التي حدثت للبعض أو للآخر في سوق من الأسواق التي تكثر فيها الحركة ليجد بذلك المواطنون أنفسهم في مواجهة اللصوص الذين ينشطون على شكل عصابات وفرادى ويتحملوا بذلك عبئا آخر يضاف عبئ ارتفاع الأسعار الذي أثقل كاهلهم.