بعد تراجع جائحة كورونا تفاؤل بنجاح موسم السياحة الصحراوية قبيل انطلاقه عبّر العديد من المتعاملين في مجال السياحة عن تفاؤلهم الكبير بنجاح موسم السياحة الصحراوية الذي من المقرر أن ينطلق نهاية أكتوبر الحالي ليدوم إلى غاية أفريل من سنة 2022 نتيجة تراجع جائحة كورونا وإعادة فتح مختلف وسائل النقل الجوي والبري.. خ. نسيمة/ق. م يُنتظر من موسم السياحة الصحراوية لهذه السنة أن يساهم بقدر كبير في إعطاء انطلاقة قوية للسياحة الداخلية وتدارك الخسائر المالية التي عصفت بالكثير من وكالات السياحة والأسفار بسبب نفشي وباء كورونا خلال السنتين الماضيتين مما أدى بها إلى توقف نشاطها كليها والتي دفعت عدد معتبر منها الإعلان عن إفلاسها وتوقيف نشاطها نهائيا وتسريح لعمال من ذوي الكفاءات والخبرات الرفيعة كما أكده هؤلاء المتعاملين. أكد المدير العام للسياحة بوزارة السياحة والصناعة التقليدية موسى بن تامر في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية على أهمية تشجيع المقصد السياحي الصحراوي الذي يبقى حسبه محل اهتمام الكثير من السياح الجزائريين والأجانب خاصة وأن البلاد -كما قال- صنفت منذ سنة وجهة بامتياز في سياحة المغامرات بالنظر لتنوع المقاصد والثراء السياحي الجذاب الذي يزخر به الجنوب الكبير. وذكر السيد بن تامر باهتمام الكثير من السياح الأجانب بالمقصد السياحي الصحراوي مشيرا إلى المغامر والدراج القطري الذي انطلق في رحلة سياحية في الجزائر مؤخرا تحت عنوان الصعود إلى الطاسيلي لاكتشاف التنوع السياحي الساحر الذي تزخر به البلاد لاسيما بمنطقة الطاسيلي. وحسب إحصائيات الوزارة فانه من ضمن 225 منطقة للتوسع السياحي تتوفر منطقة الجنوب على 23 موقعا يمكن استغلالها لإنجاز مشاريع سياحية متنوعة تماشيا مع إمكانيات ورغبات كل شرائح المجتمع علما بأن 54 مشروعا سياحيا يجرى انجازها بالجنوب الكبير لاسيما بولايات أدرار وتمنراست وجانيت وبشار. من جهته أكد المدير العام للديوان الوطني الجزائري للسياحة طاهر أرزقي على أهمية إعادة بعث نشاط المتعاملين في مجال السياحة الداخلية من خلال تسطير برامح وتنويع العروض تماشيا مع رغبات الزبائن وذلك تزامنا مع انطلاق هذا الموسم. وذكر المدير العام للديوان بأن مؤسسته نوعت هذه السنة عروضها ومقاصدها نحو الجنوب الكبير وبأسعار تنافسية خاصة بولاية بشار بمنطقتي بني عباس وتاغيت التي دعمت بإقامة جديدة بسعة تقدر ب 112 سرير. وكشف أيضا أن الديوان أعد مسالك ومقاصد بولايات تيممون وتمنراست وجانيت وبسكرة وغرداية مشيرا إلى أنه سيتم لهذا الغرض تنظيم خرجات في نهاية عطلة الأسبوع لاسيما لفائدة الشباب. ولدى تطرقه إلى أهمية توفير وسائل النقل نوه ذات المسؤول ب التزام شركة الخطوط الجوية الجزائرية بتقديم عروض تنافسية بتخفيض أسعار التذاكر بنسبة 50 بالمئة بالنسبة للسياح المتوجهين إلى الجنوب الكبير مذكرا بتوفر مؤسسته على حافلات تضمن نقل السياح في أريحية تامة و قال السيد أرزقي بأن تدارك الخسائر المالية المسجلة يتطلب وقتا معتبرا مما يستدعي -حسبه- تنويع العروض وتنظيم خرجات في عطل نهاية الأسبوع في انتظار عودة السياح الأجانب لزيارة الجزائر لاسيما من الذين اعتادوا قضاء العطل بمناطق الجنوب بحثا عن الراحة والمغامرة. فتح مقاصد ومسالك جديدة لإنجاح الموسم من جهته شدد رئيس الفيدرالية الوطنية للسياحة سعيد بوخليفة على التنظيم الجيد لإنجاح الموسم باعتباره كما قال جزءا هاما من السياحة الداخلية من خلال تنظيم زيارات استكشافية وفتح مقاصد جديدة خاصة بمناطق الاهقار والطاسيلي وغرداية وتيميمون وأدرار والساورة وبني عباس وتاغيت وتمنراست التي تتوفر على مناظر فريدة من نوعها. ويرى السيد بوخليفة بأن تطوير السياحة الصحراوية يستدعي إرادة سياسية قوية خاصة وأن منطقة الجنوب -كما قال- تتوفر على إمكانيات سياحية فريدة من نوعها لكنها تبقى لحد الآن غير مستغلة بالقدر المطلوب مما يستدعي -على حد تعبيره - تجسيد مشاريع استثمارية واستغلال كل الكفاءات الوطنية لتحسين المنتوج السياحي وتقديم عروض تنافسية وفتح المسالك التي بقيت مغلقة منذ 2012 لاسيما بمنطقة الطاسيلي وفتح مقاصد سياحية جديدة. كما أبرز أهمية تكوين مرشدين وتزويدهم بمعارف ثقافية وتاريخية إلى جانب تحسين مستوى الخدمات بترقية التكوين ودعم الصناعة التقليدية وتحسين المحيط البيئي للتكفل بمختلف العروض الفنية والتعريف بالأطباق والأكلات الشعبية المعبرة عن التراث التقليدي الأصيل لمنطقة الجنوب كما ركز على وجوب تعزيز سياحة المغامرات والاستكشاف والرياضة كسباق الدراجات الرالي خاصة وأن السياح الأجانب يميلون كثيرا إلى مثل هذا النشاط معتبرا الصحراء الجزائرية الوجهة السياحية بامتياز لدى العديد من السياح. وأبرز السيد بوخليفة أهمية إعادة بعث نشاط المجلس الوطني للسياحة من اجل المساهمة باقتراحات من شأنها خدمة القطاع و بدوره دعا المستشار في مجال الاتصال بالنادي السياحي الجزائري قدور رضوان جميع المتعاملين إلى المساهمة لإعطاء دفع قوي للسياحة الداخلية باعتبارها سياحة مستقبلة من أجل تحقيق أرباح تعود بالمنفعة على الاقتصاد الوطني وتوفر مناصب شغل لاسيما لفائدة الشباب واعتبر المسؤول ذاته بأنه حان الوقت للتفكير في استقطاب السياح الاجانب وأيضا أفراد الجالية الوطنية المقيمة بالخارج ومنحها فرصة قضاء عطلها في بلدها بدل اختيار مقاصد سياحية أجنبية . كما اعتبر موسم السياحة الصحراوية لهذه السنة فرصة للاستقطاب السياح بعد تراجع وباء كورونا وفتح التنقلات الجوية الداخلية ودعم وسائل النقل البري مشددا على وجوب إعادة النظر في أسعار تذاكر السفر التي تبقى حسبه مرتفعة بالنسبة للجزائريين وكذا للمقيمين بالخارج وذكر السيد قدور بأن مؤسسة نادي السياحي الجزائري سطرت برنامجا ثريا لإنجاح هذا الموسم لعرضه على الجمهور بأسعار معقولة تماشيا وطلبات الزبائن حيث تم اختيار عدة مقاصد من بينها تميمون وأدرار وغرداية والساورة وتمنراست وبسكرة مبرزا أهمية مشاركة كل الفاعلين لجعل الجزائر قطبا سياحيا متميزا .