بوغالي يؤكد حرص الدولة على إيلاء العربية المكانة التي تستحقها الجزائر تحتفي بلغة الضاد.. ديسمبر.. شهر اللغة العربية في الجزائر س. إبراهيم أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني الرجل الثالث في الدولة إبراهيم بوغالي أمس الأحد بالجزائر العاصمة حرص الدولة الجزائرية بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون على إيلاء اللغة العربية المكانة التي تستحقها وهو ما يشير إلى أن خيار تعزيز استخدام لغة الضاد يبدو بمثابة استراتيجية للدولة الجزائرية وبهذا الصدد أعلن رئيس المجلس الأعلى للغة العربية عن تنظيم احتفائية شهر اللغة العربية ابتداء من الفاتح ديسمبر لتستمر شهرا كاملا. وخلال يوم دراسي حول مسار ومنجزات وآفاق المجلس الأعلى للغة العربية تم تنظيمه بمقر المجلس الشعبي الوطني قال السيد بوغالي في كلمة قرأها نيابة عنه نائب رئيس المجلس فيطس لكحل أن الاحتفاء باللغة العربية في شهر نوفمبر الأغر وفي فضاء مجلس يرمز إلى إرادة الشعب السيد في اختيار ممثليه حدث يبرز بوضوح تمسك الجزائر قيادة وشعبا بخصوصياتها كما يبرز معالم الجزائر الجديدة المتمسكة بانتمائها الحضاري مضيفا أن هذا الاحتفاء يعد أيضا إشارة إلى حرص الدولة الجزائرية بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون على إيلاء اللغة العربية المكانة التي تستحقها . واعتبر رئيس المجلس أن الأمة التي تزدري لغتها وتحتقر لسانها هي أمة سيلفظها التاريخ ولا يقيم لها وزنا ذلك أن اللغة -مثلما قال- تعد حمولة فكرية وتراكما حضاريا وخصوصية تميز وهوية وانتماء وهي الضامنة للحضور الكوني في عالم يتمايز ويتنوع ويتعدد ويتنافس على الإضافة والإسهام في الوعي الإنساني مؤكدا أنه ليس ثمة من تعارض بين الاعتزاز باللغة الأصل لأي أمة وبين تعلم بقية اللغات والاطلاع على غيرها من الألسن والثقافات . ولفت إلى أن قوة الفكر تستمد طاقتها من القوة اللغوية الحاملة للمضامين الحضارية الضاربة في أعماق التاريخ مؤكدا أن الجزائر التي حافظت على خصوصيتها وبعدها الأمازيغي العربي الإسلامي طيلة حقبة الاستعمار البغيض رغم محاولات الطمس والسلخ هي اليوم قادرة على تفعيل كل مقوماتها في إطار النظرة الجديدة التي تتبناها سياسة رشيدة نابعة من إرادة شعبية واعية مدركة للتفاعلات والمتغيرات العالمية . وتابع بأن الجزائر مدركة لمحاولات الزعزعة وزرع الفتنة بين مكونات هذا الشعب العظيم الذي وحدته الأحداث والخطوب عبر الأزمنة وصنع مجده الخالد في ملحمة نوفمبر العظيم التي علمت الإنسانية كيف يكون الوفاء والفداء للوطن . وشدد السيد بوغالي على أن النظرة الثاقبة المتبصرة تقتضي منا جميعا أن نكون في مستوى التحديات وعلى جميع الصعد مشيرا إلى أن هذه التحديات تفرض علينا أن نقتحم كل الحقول المعرفية وأن نربط بين مقوماتنا الحضارية بأبعادها وبين متطلبات العصر الذي ينبغي أن نلج أبوابه بقوة الطرح وتقديم البدائل الضامنة للحفاظ على حضورنا بخصوصياتنا كجزائريين ينتمون إلى حضارة وتاريخ مشرف ومشرق وإلى جغرافية تتطلب أن يكون لها من الدور الإقليمي الفعال القادر على المواجهة والتصدي لكل محاولات التشويه والتدجين . وفي سياق متصل ثمن رئيس المجلس الشعبي الوطني المنجزات الكثيرة والهامة للمجلس الأعلى للغلة العربية والتي قال أنه يمكن الاعتماد عليها لتكون قاعدة صلبة ومرجعية متميزة لأمننا اللغوي والذي لا يمكن فصله عن أمننا العام في جميع مناحي الحياة معتبرا أن العربية التي احتلت مكانتها بجدارة كلغة أممية خامسة قادرة على حجز مكانتها العلمية والمعرفية والتكنولوجية لما حباها الله من خصائص قلما تتوفر في غيرها . وفي ذات الإطار شدد السيد بوغالي على حتمية مضاعفة الجهود واللحاق بركب الأمم التي قطعت أشواطا في طريق التطور والتحضر وما كان لها ذلك لولا أن تحصنت بوعيها التاريخي ووحدت منظومتها الفكرية وطورت دراساتها وبحوثها داعيا في هذا الشأن كل المهتمين إلى البحث في علم اللغة واللسان من أجل تعزيز المكانة المركزية التي تتبوأها اللغة العربية بين لغات العالم. احتفائية شهر اللغة العربية من 1 إلى 31 ديسمبر أعلن رئيس المجلس الأعلى للغة العربية صالح بلعيد يوم الأحد بالجزائر العاصمة عن تنظيم احتفائية شهر اللغة العربية ابتداء من الفاتح ديسمبر لتستمر شهرا كاملا تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون. وأوضح السيد بلعيد على هامش اليوم الدراسي الذي نظمه المجلس الأعلى للغة العربية تحت شعار المجلس الأعلى للغة العربية... مسار ومنجزات وآفاق بمقر المجلس الشعبي الوطني أنه سيتم تنظيم احتفائية شهر اللغة العربية (1 ديسمبر إلى غاية 31 ديسمبر القادم) وذلك تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية الذي يولي أهمية كبيرة للغة العربية لتعميمها وترقيتها . وأبرز المتحدث أن التظاهرة ستكون بمثابة مكسب اعتمدته جامعة الدول العربية بمبادرة من الجزائر يوم 12 أكتوبر المنصرم بعد اقتراح من الجزائر للاحتفاء باللغة العربية وترقيتها مضيفا أن الاحتفائية ستعرف تسطير برنامج يتضمن سلسلة ملتقيات دولية وندوات بالجزائر العاصمة وأيضا عبر مراكز البحوث التابعة للعديد من الجامعات على المستوى الوطني. وبالمناسبة ذات المتحدث المسارات التي مر بها المجلس منذ تأسيسه سنة 1998 معتبرا إياها مسارات صاحبتها منهجيات مختلفة بحسب الأرضية المعرفية للرؤساء الأربع الذين تداولوا على تسيير المجلس وتمخض عن ذلك منجزات مصطلحية وأدبية وعلمية أثرت الساحة الجزائرية بمجموعة من الأدلة والقواميس والأعمال العلمية التي كانت القاعدة للتطور اللغوي وتحديث بنية التفاعل اللغوي في ازدهار اللغة العربية وتعميم استعمالها في العلوم والتكنولوجيا والترجمة لهذه الغاية . وأوضح أن هذه المسارات ارتبطت بمنجزات كثيرة أصبحت قاعدة مرجعية للأمن اللغوي في الجزائر بما قدمه المجلس الأعلى للغة العربية من مشاريع ضخمة كان لها رجع الصدى لدى المهتمين وأهل الاختصاص وفي ميدان البحث العلمي مضيفا أنها مسارات تسير سيرا حثيثا وتقطف في كل مرة مزيدا من التطوير اللغوي الذي جعل العربية تخرج من القهر اللغوي وتصبح اللغة الخامسة في أروقة الأممالمتحدة وفي وكالاتها ال 21 كلغة أممية لما لها من تراث وحمولة وعلمية ولتاريخها المديد الذي أعطى لها صفات العلمية والعالمية . كما تناول السيد بلعيد من جهة أخرى أهم إنجازات وإصدارات المجلس على غرار المعجم التاريخي للغة العربية المتكون من 17 جزءا الذي ساهم في إنجازه رفقة اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية بالقاهرة ومجمع اللغة العربية في الشارقة إلى جانب اعتماد الرقمنة وتنظيم تكوين لإطارات مختلف القطاعات الوزارية وتنظيم جائزة اللغة العربية. وتميزت الحلقة النقاشية مشاركة العديد من الفاعلين في الحقل اللغوي وأعضاء من المجلس الشعبي الوطني الذين ركزوا على مهام المجلس الأعلى للغة العربية في ترقية اللغة العربية وتعميم استعمالاتها في مختلف المجالات وكذا إبراز التحديات والأهداف التي يسعى المجلس للوصول إليها. للإشارة تم على هامش اليوم الدراسي تقديم مداخلة لممثل المجلس الشعبي الوطني عبد الله شنيني وتنظيم معرض للكتاب يضم أهم إصدارات المجلس الأعلى للغة العربية فضلا على إقامة معرض لمخطوطات فن الخط العربي.