سرّبت مصادر إعلامية مصرية بعض أسرار اللّحظات الأخيرة من حياة نظام مبارك، وهي الأسرار التي تؤكّد أن جمال مبارك، نجل الرئيس المخلوع، سعى رفقة عصابته بشتى السبل لإجهاض ثورة شباب (الفايس بوك)· حيث أقدمت (العصابة المباركية) على إقالة رئيس المجلس الأعلى للقوّات المسلّحة، وهو الأمر الذي لم يُعلن حتى الآن، ويبدو أن صمود طنطاوي في وجه مبارك ومن معه هو ما أنجح الثورة المصرية في النّهاية· وكشفت الأنباء التي تمّ تداولها على نطاق واسع في مصر مؤخّرًا حول صدور قرار بإقالة المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوّات المسلّحة من منصبه كوزير للدفاع عشية إعلان الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، وهي الإقالة التي رفض عبد اللّطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار آنذاك بثّها على التلفزيون المصري - كما تقول الأنباء - عن الحرب الخفية التي واجهتها المؤسسة العسكرية بسبب موقفها المؤيّد للثورة منذ البداية ومقاومتها تلك الضغوط، رافضة التحوّل لأداة قمع للنّظام كما أراد، مفضّلة الالتحام مع مطالب الثورة وعلى رأسها إسقاط النّظام· ونسبت التقارير قرار الإقالة إلى زكريا عزمي رئيس ديوان الرئاسة المصري السابق، وجمال مبارك نجل الرئيس السابق، الأمر الذي لم يؤكّده أو ينفه المجلس العسكري حتى الآن، ما يعتبره محلّلون مؤشّرًا قويًا على صدقية صدور قرار الإقالة التي لم تر النّور ولم يعرف بها الشعب المصري بعد أن تمّ منع إذاعتها، في موقف يحسب للمشير الذي عرّض نفسه للخطر من أجل الشعب وثورته التي كان للجيش دور بارز في إنجاحها، الأمر الذي غفل عنه الكثيرون من شباب الثورة خلال الفترة الماضية بزعم عدم التجاوب مع مطالب الثورة، متجاهلين الدور الذي قام به المشير والمؤسسة العسكرية· وتثير الإقالة المزعومة تساؤلات حول إذا ما كانت قد عرضت على الرئيس السابق، لكنه رفض لأسباب منها أنه لا يريد أن يدخل في مواجهة مع الجيش أو يخشى عواقب إقالة وزير الدفاع أحد أبرز أركان النّظام وأهمّ وزير في مصر آنذاك ، خصوصا وأن القوّات المسلّحة تحت إمرته وهي التي تسيطر على الأوضاع في البلاد وتتواجد في المواقع الحيوية والحسّاسة، لذلك قام جمال وزكريا بتوقيع القرار من وراء ظهره أو تزوير توقيعه وإرساله إلى رئيس قطاع الأخبار لإذاعته متأكّدين أنه سينفّذ التعليمات باعتبارهما الأقرب لمبارك، وأيّ طلب منهما بمثابة أمر للتنفيذ الفوري لا يجرؤ أحد على التعقيب عليه أو رفضه·