تتزايد الشجارات بين المواطنين قبيل موعد الإفطار بساعات قليلة، خاصة في الأسواق بين الباعة في المحلات و بين الباعة على الأرصفة الذين يفتعلون الشجارات لأتفه الأسباب إذ لهم قابلية كبيرة للشجار، فالغضب يأخذ منهم كل مأخذ فلا يترك للعقل مكانا، وفي اغلب الأحيان تكون الشجارات عنيفة وتستعمل فيها أدوات حادة، كما تبدأ هذه الشجارات حتى في بداية الصباح. و قد حدث شجار بين بعض الباعة على الأرصفة في حي الروتشار في اليومين الماضين، حيث كان عنيفا جدا إذ اشتد الغضب بالبائعين الشابين الذين أسرعا إلى إيجاد بعض الأدوات الحادة لاستكمال العراك الذي سالت فيه الكثير من الدماء ولولا تدخل بعض العقلاء لوقعت جريمة حقيقية دون سبب واضح، كما حدث عراك آخر بين تاجرين كهلين في سوق ميسوني وهو العراك الذي تدخل فيه أعوان الأمن لفكه نظرا لتواصله وسط المارة في هذا السوق، كما شهد سوق 12 في حي بلكور شجارا اعنف حيث استعملت فيه الأسلحة البيضاء، و قد تتواصل بعض الشجارات في السهرة لان الشحناء لا تنطفئ بسرعة بينهم. و للإشارة فان الأحياء العامة للعاصمة تشهد هي الأخرى حالات شجار متواصلة بين المواطنين من اجل لاشيء، وخاصة في الحافلات ما بين المواطنين والسائقين وقباض التذاكر، وأيضا ما بين السائقين في الطرقات وغالبا ما يخرج بعض السائقين من سياراتهم للشجار وسط الطريق، كما أن الحرارة الشديدة التي تيمز هذه الأيام تلعب دورا مؤثرا أيضا في هذه الحالات، ففي كل زقاق يوجد شجار لا تعرف أسبابه و يتعلل أصحابه بالصوم رمضان، ولا تخلو الألفاظ البذيئة من هذا العراك فتفتك بحرمة رمضان و حتى النساء دخلن هذه اللعبة بشكل كبير خلال هذا العام، فهن يتشاجرن في الحافلات والأسواق و حتى في مقرات عملهن، فكل مشاكل العام تفتضح خلال رمضان ، حيث يبدو أن قدرة التحمل لم تعد بيد المواطن الجزائري. و من جهة أخرى فان أكثر قضايا الجرائم البشعة التي تتداول في المحاكم خلال السنة، هي تلك التي تحدث خلال شهر الصيام، إذ ان نسبة الجريمة تزيد بشكل غير طبيعي في هذا الشهر و ترتكب خاصة من طرف المدمنين على التدخين والخمر والمخدرات الذين لا يستطيعون التحكم في أعصابهم ونرفزتهم وتأثير غياب تلك المواد عليهم.