جدّد الأمين العام للمنّظمة الوطنية للمجاهدين سعيد عبادو مطلبه لفرنسا بضرورة الإفصاح عن مكان تواجد جثّة الشهيد جيلالي بونعامة التي ما تزال مجهولة المكان إلى يومنا هذا وثلّة من الشهداء الأبرار الآخرين كالعربي بن مهيدي والعقيد سي امحمد شأنها شأن الأرشيف وعدّة حقائق تتعلّق بالتاريخ الجزائري· وأحيت الأسرة الثورية بولاية البليدة أمس الاثنين الذكرى الخمسين لاستشهاد البطل الجيلالي بونعامة المدعو سي امحمد وسط حضور عدد هامّ من المجاهدين، يتقدّمهم الأمين العام للمنظّمة الوطنية للمجاهدين السيّد السعيد عبادو ورفقاء دربه، وكذا السلطات المدنية والعسكرية للولاية· وعقب رفع العلم الوطني تحت أنغام النّشيد الوطني ووضع أكاليل من الزهور بالنّصب التذكاري للشهيد المتواجد بفيلا (نعيمي) بقلب مدينة البليدة، وكذا قراءة (الفاتحة) على روح فقيد الواجب الوطني أبرز رفيق دربه السيّد عمر رمضان بالمناسبة أهمّ المراحل التاريخية التي خاضها رئيس المنطقة الثالثة ومسيرته الحافلة بالعديد من البطولات والتضحيات، والتي كانت وراء استشهاده وعمره لا يتعدّى ال 35 سنة· من جهته، ذكر الأمين العام للمنظّمة الوطنية للمجاهدين أن الواجب يفرض علينا أن نتذكّر هؤلاء الأبطال وذلك حتى نحقّق أهداف مبادئ ثورة أوّل نوفمبر المجيدة التي حرّرت الجزائر من 132 سنة من القهر· ولد الشهيد جيلالي بونعامة في 16 أفريل 1926 بعرش بني يندل ببرج بونعامة بقلب الونشريس، وقد أجبر على الخدمة العسكرية في صفوف الجيش الفرنسي غير أنه وبسبب إصابته بمرض صدري أعفي منها لتكون له الفرصة سانحة للاتّصال بجيش التحرير الوطني، حيث أصبح مسؤولا بفرقة الونشريس ويبدأ بعدها نضاله ويكون من بين أحد أكبر منشّطي إضراب 1951 الذي وقع في مناجم الرصاص ببوقايد، والذي دام آنذاك خمسة أشهر· كما عرف بنضاله في الحركة الوطنية ونشاطه الحثيث، ما دفع بفرنسا عندما علمت بنشاطه إلى الزجّ به في السجن ونفيه بعدها إلى وهران، لكن إصراره على مواصلة مسيرة الكفاح جعلته يعود إلى جبال الظهرة والالتحاق بجبال الونشريس· وفي صيف 1958 أصبح جيلالي بونعامة مسؤولا عن المنطقة الثالثة الونشريس التي أضحت في وقته قلعة حصينة لجبهة التحرير الوطني وذلك بفضل حنكته وحيويته، ومع نهاية 1958 عيّن في مجلس الولاية الرّابعة كرائد عسكري إلى جانب سي امحمد بوفرة· وبعد استشهاد هذا الأخير واصل الشهيد جيلالي بونعامة تسيير إدارة الولاية إلى غاية تاريخ 8 أوت من سنة 1961 أين أعدّ العدو الفرنسي له العدّة بمساعدة فيلق (لاكوس) من فرنسا وقضى عليه رفقة ثلاثة من رفقائه أثناء معركة طاحنة بقلب مدينة البليدة·