طالب الأمين العامة للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السعيد عبادو، فرنسا، بضرورة الكشف عن مكان تواجد جثة الشهيد، جيلالي بونعامة، قائد المنطقة الثالثة بالولاية الرابعة التاريخية، ثم قائدا للولاية إلى غاية أوت 1961 ، والتي لا تزال مجهولة المكان إلى يومنا هذا، مع الكشف أيضا عن جثث ثلة من الشهداء الأبرار الآخرين، كالعربي بن مهيدي والعقيد سي امحمد، شأنها شأن الأرشيف وعدة حقائق تتعلق بالتاريخ الجزائري. * وذكر الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، الاثنين، بمناسبة إحياء الذكرى الخمسين لاستشهاد البطل الجيلالي بونعامة، المدعو سي امحمد، بالبليدة، أن "الواجب يفرض علينا أن نتذكر هؤلاء الأبطال، وذلك حتى نحقق أهداف مبادئ ثورة أول نوفمبر المجيدة التي حررت الجزائر من 132 سنة من القهر." * وأبرز بالمناسبة رفيق دربه، عمر رمضان، أهم المراحل التاريخية التي خاضها رئيس المنطقة الثالثة ومسيرته الحافلة بالعديد من البطولات والتضحيات، والتي كانت وراء استشهاده وعمره لا يتعدى 35 سنة، حيث ولد الشهيد في 16 أفريل 1926 بعرش بني يندل ببرج بونعامة بقلب منطقة الونشريس، وقد أجبر على الخدمة العسكرية في صفوف الجيش الفرنسي، غير انه وبسبب إصابته بمرض صدري أعفي منها، لتكون له الفرصة سانحة للاتصال بجيش التحرير الوطني، حيث أصبح مسؤول بفرقة الونشريس ويبدأ بعدها نضاله ويكون من بين أحد أكبر منشطي إضراب 1951 الذي وقع في مناجم الرصاص ببوقايد، والذي دام آنذاك خمسة أشهر. * كما عرف بنضاله في الحركة الوطنية ونشاطه الحثيث ما دفع الأمر بفرنسا عندما علمت بنشاطه إلى الزج به في السجن ونفيه بعدها إلى وهران، لكن إصراره على مواصلة مسيرة الكفاح جعلت منه يعود إلى جبال الظهرة والالتحاق بجبال الونشريس. * وفي صيف 1958 أصبح جيلالي بونعامة مسؤولا عن المنطقة الثالثة بالونشريس التي أضحت في وقته قلعة حصينة لجبهة التحرير الوطني وذلك بفضل حنكته وحيويته، ومع نهاية 1958 عين بمجلس الولاية الرابعة كرائد عسكري، إلى جانب سي أمحمد بوقرة، وبعد استشهاد هذا الأخير، واصل الشهيد جيلالي بونعامة تسيير إدارة الولاية إلى غاية تاريخ 8 أوت 1961، حين أعد العدو الفرنسي له العدة بمساعدة فيلق "لاكوس" من فرنسا، وقضى عليه رفقة ثلاثة من رفقائه أثناء معركة طاحنة بقلب مدينة البليدة.