مراصد إعداد: جمال بوزيان تعرّف على التشخيص والوقاية موجة موسمية حادة تصيب الرضع.. ترصد أخبار اليوم مقالات الكُتاب في مجالات الفكر والفلسفة والدِّين والتاريخ والاستشراف والقانون والنشر والإعلام والصحافة والتربية والتعليم والأدب والترجمة والنقد والثقافة والفن والصحة وغيرها وتنشرها تكريما لهم وبهدف متابعة النقاد لها وقراءتها ثانية بأدواتهم ولاطلاع القراء الكرام على ما تجود به العقول من فكر متوازن ذي متعة ومنفعة. التهاب القصيبات الهوائية الحاد لدى الأطفال الرضع بقلم: الدكتور رمزي بوبشيش طبيب في مؤسسة استشفائية جامعية تشهد مصالح استعجالات طب الأطفال في الجزائر هذه الأيام ارتفاعا في عدد الحالات المرضية بالتهاب القصيبات الهوائية الحاد بموجة فيروسية موسمية حادة مقارنة بالأعوام الماضية من حيث ارتفاع عدد الحالات وشدتها وطول مدة الأعراض لدى الرضع. إن التهاب القصيبات الهوائية الحاد من أكثر الأمراض التنفسية المُعدِية شيوعا في فصل الشتاء التي تصيب الأطفال الرضع حيث تشكل أكثر من نصف الحالات التي يتم استشفاءها في هذا الموسم. التهاب القصيبات الهوائية الحاد التهاب رئوي شائع يصيب حديثي الولادة والرضع أقل من عمر السنتين وتبدأ الإصابة بأعراض تشبه أعراض الرشح لدى الكبار من سيلان أو انغلاق للأنف لتتطور لاحقا إلى سعال حاد وصفير رئوي وعجز تنفسي.. وفي غياب تلقي العلاج والتوصيات اللازمة تتطور إلى قصور تنفسي حاد لدى الطفل الرضيع حيث يحتاج للدخول الاستعجالي إلى المستشفى. أسباب التهاب القصيبات الهوائية الحاد يحدث التهاب القصيبات الهوائية الحاد في أكثر الحالات بسبب عدوَى فيروسية ونادرا بسبب عدوَى بكتيرية أو طفيلية حيث تحدث معظم الحالات الالتهابية بسبب الفيروس المخلوي التنفسي RSV وهو المسبب الفيروسي الأكثر شيوعا وتليه باقي الفيروسات والأنواع الأخرى المسببة للرشح والانفلونزا والالتهابات التنفسية. إن أغلب هذه الفيروسات ذات تأثير مُعد تنفسي في الفصل الشتوي البارد حيث تصيب القصيبات الهوائية وهي أصغر الممرات التنفسية في الرئتين ومعظم الرضع بهذا الالتهاب بعد إصابتهم بالتهاب في الجهاز التنفسي العلوي الأنفي والحلقي. تسبب هذه الفيروسات ذات التأثير المُعدِي التنفسي التهابا وتهيجا في جدران القصيبات الهوائية وتضيقها مما يؤدي إلى تجمع الإفرازات المخاطية واحتباسها فيها وذلك يؤدي إلى صعوبة دخول الهواء والأكسجين وخروجه عبر الرئتين عند الرضيع. أعراض التهاب القصيبات الهوائية وأهم الأعراض الاستعجالية والحالات التي تستدعي القلق الأعراض الأولية الشائعة لالتهاب القصيبات الهوائية الحاد في الأيام الأولى للمرض تشبه أعراض الرشح ونزلات البرد ومن أهمها السعال وهو أكثر الأعراض شيوعا حيث شهدنا هذا الموسم طول مدة السعال لدى الرضع مقارنة بالأعوام الماضية وبداية يكون هذا السعال جافا وبعد أيام يكون مصحوبا ببلغم.. ونسجل كذلك من بين الأعراض سيلان الأنف أو انغلاقه وخصوصا انغلاق وانسداد الأنف الذي يحتاج إلى تكفل خاص باعتبار أن الرضيع لا يحسن التنفس عن طريق الفم وانسداد الأنف وعدم تسريحه يسبب في تفاهم الالتهاب.. ونسجل أيضا ارتفاع في درجة الحرارة غالبا ما يكون طفيفا وكذلك سماع صوت صفير أثناء زفير الرئتين. من أهم الاعراض الاستعجالية التي تستدعي القلق تسارع في تنفس الرضيع أو صعوبة في التنفس وملاحظة الحركات المتسارعة لبطن الرضيع الذي يعاني من ضيق في تنفس مع تسجيل في بعض الأحيان حالة ازرراق الأطراف والشفتين رفض الرضيع للرضاعة أو نقص الرضاعة لأكثر من النصف.. وكذلك بكاء الطفل وملاحظة الفشل والوهن الحاد مقارنة بحالته قبل المرض أو في حالته المرضية. كل هذه الحالات والأعراض تستدعي استشارة طبية عاجلة لدى مصالح طب استعجالات طب الأطفال. عوامل خطر التهاب القصيبات الهوائية والفئات الأكثر عرضة للالتهاب احتمالية الإصابة بالتهاب القصيبات الهوائية لدى الرضع تزداد مع عدة عوامل من بينها: - وجود تاريخ عائلي لمرض الحساسية ومنها الحساسية الصدرية أو حساسية حليب البقر والطعام. - وجود تثبيط مناعي ونقصه لدى الرضيع. - نقص أو عدم وجود الرضاعة الطبيعية. - التعرض للتدخين السلبي. - وجود الأطفال في أماكن مزدحمة رفقة رضع مرضى بالتهابات فيروسية. كما أن هناك عدة فئات معينة أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب من بينها ولادة الرضيع قبل أوانه أو ما يسمون الأطفال الخُدَّج وهي الولادة قبل الأسبوع ال37 من الحمل وخصوصا الأسبوع ال28نظرا لعدم وصول الرئتين وجهاز المناعة إلى مرحلة النضوج والاكتمال الوظيفي بعد.. كما أن وجود أمراض في الجهاز التنفسي من تشوهات خَلقية أو أمراض قلبية خَلقية تعزز من الالتهاب وشدته لدى الرضيع الذي ولد بها. الوقاية من التهاب القصيبات الهوائية باعتبار أن مرض التهاب القصيبات الهوائية مرض مُعد تنفسي يلتقطه الرضع عن طريق تعرضهم لرذاذ السعال الذي يحمل الفيروس إذ يصاب الرضيع بعد أن يتلقى العدوَى من أحد البالغين المصابين بالرشح ونزلات البرد. لذلك تبقى الوقاية من أبرز الاحتياطات المهمة في تفادي التهاب القصيبات الهوائية وخصوصا لدى الفئة الهشة مرضيا من الرضع..ولذلك من المفيد الانتباه إلى بعض الأمور للوقاية والحد من انتشار المرض منها: – نظافة اليدين وخصوصا لدى الوالدين أو ممن يريدون التقرب من الرضيع في هذا الفصل الشتوي. – ارتداء الكِمامة قبل التعامل مع الطفل وملامسته لمنع انتشار العدوَى. – إبقاء الطفل المصاب بالتهاب القصيبات في المنزل وإبعاده عن الرضع الآخرين وتقليل الزيارات. – الحفاظ على أسطح التماس في المنزل والمطبخ والحضانة نظيفة ومعقمة. – عدم مشاركة الأدوات الشخصية للرضيع المريض مع الرضع الآخرين. – استخدام المحاليل المعقمة لليدين أو المناديل المعقمة وذلك تحسبا لالتقاط أي عدوَى فيروسية خارج المنزل. _تنظيف الأنف ب السيروم الفيزيولوجي عدة مرات في اليوم خصوصا قبل الرضاعة. _ تقسيم كمية وجبات الرضاعة وتقسيمها إلى عدة مرات في اليوم تفاديا لاختناق الرضيع بالحليب. غسيل انسداد الأنف ودوره في الوقاية من التهاب القصيبات الهوائية من المهم جدا أن تعرف كل أم أن غسل انسداد الأنف بمحلول ملحي ك السيروم الفيزيولوجي من أهم عوامل الوقاية في تفادي الإصابة بالتهاب القصيبات الهوائية ومن الطرق العلاجية الفعالة في الشفاء السريع. إن غسل الأنف بطرق صحيحة أثبت فعاليته في عدم وصول الرضيع للحالات الحادة والاستعجالية من مرض التهاب القصيبات الهوائية من ضيق تنفسي وقصور تنفسي حاد. ومهم جدا أيضا أن تعلم كل أم أن من أكثر أسباب السعال الذي يقلق الأمهات هو انغلاق وانسداد الأنف باعتبار أن الرضيع لا يحسن التنفس عن طريق فمه وعلاج هذا الانسداد بغسل الأنف ب المحلول الملحي والسيروم الفيزيولوجي يعجل اختفاء السعال والتقليل من حدته. === التهاب القصيبات يظهر التهاب القصيبات الهوائية في الأطفال الصغار والرُّضَّع. وهو يسبب التهابًا واحتقانًا في الشعب الهوائية الصغيرة (القصيبات الهوائية) في الرئة. وعادةً ما يحدث التهاب القُصَيبات الهوائية بسبب فيروس. ويكون وقت الذروة لالتهاب القصيبات الهوائية عادةً خلال أشهر الشتاء. ويبدأ التهاب القصيبات الهوائية بأعراض مشابِهَة لأعراض نزلات البرد ولكن بعد ذلك تتطوَّر في بعض الأحيان إلى سعال وصفير بالصَّدْر وصعوبة في التنفس. وقد تستمر أعراض التهاب القُصَيبات الهوائية لعدة أيام أو لعدة أسابيع. يتحسَّن معظم الأطفال من خلال رعايتهم بالمنزل. وهناك نسبة صغيرة من الأطفال تحتاج إلى الإقامة بالمستشفى. الأعراض في الأيام القليلة الأولى تشبه مؤشرات وأعراض التهاب القصيبات تلك الخاصة بالبرد: سيلان الأنف انسداد الأنف السعال الحُمَّى البسيطة (غير موجودة دائمًا) بعد ذلك قد يكون هناك لمدة أسبوع أو أكثر صعوبة في التنفس أو صوت صفير أثناء تنفس الطفل (أزيز). يُصاب العديد من الرضع أيضًا بالتهاب الأذن (التهاب الأذن الوسطى). متى يجب زيارة الطبيب؟ إذا كان من الصعب أن يتناول طفلك الطعام أو الشراب وازدادت سرعة تنفُّسه أو أصبح يتنفَّس بصعوبة فاتصل بطبيب طفلك. ويتَّسم ذلك بأهمية خاصة إذا كان عمر طفلك أقل من 12 أسبوعًا أو توجد لديه عوامل خطر الإصابة بالتهاب القصيبات — ومن بينها الولادة المبكرة أو الإصابة بحالة في القلب أو الرئة. تدعو مؤشرات المرض وأعراضه التالية إلى السعي للحصول على العناية الطبية العاجلة: أصوات الأزيز المسموعة التنفس بسرعة كبيرة — أكثر من 60 نفَسًا في الدقيقة (تَسَرُّعُ النَّفَس) — أو بشكل ضحل التنفس بصعوبة — عندما تبدو الأضلاع مسحوبة للداخل بينما يستنشق الرضيع يبدو على مظهره الكسل والخمول رفض شرب ما يكفي أو التنفُّس بسرعة كبيرة عند تناول الطعام أو الشراب تحوُّل لون الجلد إلى الأزرق وخصوصًا الشفتين والأظافر (الزُّراق) الأسباب يحدث التهاب القصيبات عندما تتعرض للإصابة بالفيروس وتعد القصيبات أصغر الممرات الهوائية في رئتيك. تؤدي العَدوى إلى انتفاخ القصيبات والتهابها. يتجمع المخاط في هذه الممرات الهوائية مما يجعل من الصعب تدفق الهواء بحرية إلى الرئتين ومنهما. تحدث معظم حالات التهاب القصيبات بسبب الفيروس المخلوي التنفسي (RSV). الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) هو فيروس شائع يصيب تقريبًا جميع الأطفال في عمر عامين. تحدث حالات تفشي عَدوى الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) كل شتاء ويمكن تعرض الشخص للإصابة به مرة أخرى حيث يبدو أن العَدوى السابقة لا تُوفر مناعة دائمة ضد هذا الفيروس. يمكن أن يحدث التهاب القصيبات أيضًا بسبب فيروسات أخرى ومنها الفيروسات التي تسبب الإنفلونزا أو نزلات البرد. تنتشر الفيروسات التي تُسبب التهاب القصيبات بسهولة. يمكنك التعرض للإصابة بالعَدوى عن طريق الرذاذ المتطاير في الهواء عندما يسعل أحد الأشخاص المصابين بالفيروس أو يعطس أو يتحدث. كما يمكنك الإصابة به عن طريق لمس الأغراض المشتركة مثل الأواني أو المناشف أو الألعاب ثم لمس عينيك أو أنفك أو فمك. عوامل الخطر يصيب التهاب القصيبات عادةً الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين. الرضع الذين تقل أعمارهم عن 3 أشهر أكثر عرضة للإصابة بالتهاب القصيبات لأن رئتيهم وأجهزتهم المناعية لم تتطور تطورًا كاملًا بعد. تشمل العوامل الأخرى المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالتهاب القصيبات في الرضع والحالات الأكثر شدة ما يلي: الولادة المبكرة أمراض القلب أو الرئة الكامنة ضعف الجهاز المناعي التعرض لدخان التبغ عدم الحصول على الرضاعة الطبيعية مطلقًا (الأطفال الذي يحصلون على الرضاعة الطبيعية يحصلون على فوائد مناعية من الأم) الاتصال بالعديد من الأطفال مثل دور رعاية الأطفال قضاء الوقت في بيئات مزدحمة وجود أشقاء يذهبون إلى المدرسة أو يحصلون على خدمات رعاية الأطفال ويعيدون العدوى إلى المنزل المضاعفات قد تشمل مضاعفات التهاب القصيبات الشديد ما يلي: تحول لون الشفاه أو الجلد إلى اللون الأزرق (زرقة) بسبب نقص الأكسجين توقف في التنفس (انقطاع النفس) الذي من المرجح أن يحدث لدى الأطفال المبتسرين ولدى الأطفال خلال الشهرين الأولين من العمر الجفاف انخفاض مستويات الأكسجين والفشل التنفسي في حالة حدوث ذلك فقد يحتاج طفلك إلى الإقامة في المستشفى. قد يتطلب الفشل التنفسي الحاد إدخال أنبوب في الرُّغامَى (القصبة الهوائية) لمساعدة الطفل على التنفس حتى تأخذ العَدوى مجراها الطبيعي. إذا كان طفلك قد وُلد قبل موعده أو كان لديه مشكلات في القلب أو الرئة أو كان مصابًا بضعف في الجهاز المناعي فراقبه عن كثب لملاحظة مؤشرات مرض التهاب القصيبات. يمكن أن تصبح العَدوى شديدة بسرعة. في مثل هذه الحالات يحتاج طفلك عادةً إلى الإقامة في المستشفى. الوقاية نظرًا لأن الفيروسات التي تُسبب التهاب القصيبات تنتقل من شخص لآخر فإن إحدى أفضل الطرق للوقاية منها هي غسل يديك غسلًا متكررًا خاصة قبل لمس طفلك عندما تكون مصابًا بنزلة برد أو غير ذلك من الأمراض التنفسية. ارتداء كمامة طبية في هذا الوقت يعد أمرًا ملائمًا. إذا كان طفلك مصابًا بالتهاب القصيبات فاحرص على بقائه في المنزل حتى تمام شفائه من المرض لتجنب انتقاله إلى الآخرين. تشمل الطرق المنطقية الأخرى للمساعدة في منع انتشار العَدوى ما يلي: الحد من الاتصال بالأشخاص المصابين بالحُمّى أو نزلات البرد. إذا كان طفلك حديث الولادة خاصةً الأطفال الخُدج فتَجنَب مخالطته للأشخاص المصابين بنزلات البرد خاصةً في الشهرين الأولين من عمره. تنظيف وتطهير الأسطح. نظيِّ وطهِّر الأسطح والأغراض التي يلمسها الأشخاص بتكرار مثل الألعاب ومقابض الأبواب. ويعد هذا الأمر ضروريًّا إذا كان أحد أفراد الأسرة مريضًا. تغطية الفم والأنف أثناء السعال أو العطاس. غط فمك وأنفك بمنديل. ثم تخلص من المنديل واغسل يديك أو استخدم مطهرًا لليدين يحتوي على الكحول. استخدم الكوب الخاص بك للشرب. يجب عدم مشاركة الأكواب مع الأشخاص الآخرين خاصةً إذا كان أحد أفراد عائلتك مريضًا. غسل اليدين غسلًا متكررًا. حافظ على غسل يديك ويدي طفلك باستمرار. احتفظ بمطهر لليدين يحتوي على الكحول لك ولطفلك يمكن الوصول إليه بسهولة عندما تكون خارج المنزل. الرضاعة الطبيعية. عَدوى الجهاز التنفسي أقل شيوعًا بشكل كبير لدى الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية. لقاحات وأدوية لا توجد لقاحات متوافرة لأغلب المسبِّبات الشائعة لالتهاب القصيبات (الفيروس المخلوي التنفُّسي والفيروس الأنفي). إلا أنه يُنصَح بأخذ لقاح الإنفلونزا السنوي لكل مَن تتجاوز أعمارهم 6 أشهر. يأخذ الأطفال الرُّضَّع الذين ترتفع احتمالية إصابتهم بعدوى الفيروس المخلوي التنفُّسي مثل أولئك الذين وُلِدوا بمشكلة في القلب أو الرئة أو بجهاز مناعة ضعيف دواء الباليفيزوماب palivizumab (Synagis) لتقليل احتمالية إصابتهم بعدوى الفيروس المخلوي التنفُّسي.