أكد الدكتور محمد حملاوي رئيس وحدة (إنعاش الأطفال) بمستشفى نفيسة حمود (بارني سابقا) بالجزائر العاصمة أن حوالي 30 بالمائة من الفحوصات التي تجرى للأطفال خلال فصل الشتاء ناجمة عن التهاب القصيبات الهوائية لدى الطفل والرضيع. وأوضح الدكتور حملاوي أنه قد (تم تسجيل انتشار لمرض التهاب القصبات الهوائية في عدد من الهياكل الاستشفائية من البلاد وأن ما لا يقل عن 30 بالمائة من الفحوصات التي أجريت كانت على فئة الأطفال والرضع المصابين بهذا المرض الفيروسي). كما أشار ذات المختص إلى أن فيروس التهاب القصبات الهوائية قد سجل (أكبر مستوى له) في شهر ديسمبر الأخير وذلك راجع -كما قال- إلى موجة البرد والاختلاط في الأماكن العامة ونقص المناعة لدى الأطفال. ويعتبر داء التهاب القصيبات الهوائية مرضا تنفسيا للشعب يتسبب فيه فيروس يشبه فيروس الأنفلونزا، كما أنه مرض معدٍ ينتقل من خلال الإفرازات المخاطية مثل السعال والعطس. ويصيب الفيروس بشكل أساسي الأطفال دون السنتين وأن مضاعفات المرض خطيرة على الرضع دون الثلاثة أشهر ولدى الأطفال الخدج (الذين يولدون قبل أوانهم) بسبب ضعف دفاعاتهم المناعية وهشاشة جهازهم التنفسي. ومن أجل تقييم الوضعية الوبائية لهذا المرض في الجزائر ومكافحة انتشار هذا الفيروس أوصى الدكتور حملاوي بإنشاء معهد للوقاية الصحية والتصريح الإجباري بكل المرضى الجدد. كما ألح على ضرورة إنشاء هياكل استقبال خاصة بالأطفال من أجل مواجهة الإقبال الكبير الذي تعرفه المستشفيات سيما في فصل الشتاء. وخلص في الأخير إلى التأكيد على ضرورة احترام مستخدمي المستشفيات لإجراءات النظافة والوقاية من أجل تفادي تسجيل حالات عدوى جديدة. ويكثر مرض التهاب القصيبات الهوائية بشكل خاص في فصل الشتاء وخاصة في شهر جانفي، والأخطر أن 80 بالمائة من الحالات تصيب الأطفال دون 6 أشهر. وهو عبارة عن إصابة حادة وشديدة للجهاز التنفسي ويكون سببه فيروسات من أهمها RSV الذي يمثل أكثر من 80 بالمائة من الحالات، ويدخل المستشفى أكثر من 10 بالمائة من الحالات الشديدة. وأحياناً يصبح كوباء في المنطقة ويصيب عددا كبيرا من الرضع وخاصة في فصل الشتاء. ويبدأ هذا المرض بزكام بسيط ظاهرياً للأهل، وبعد يومين أو ثلاثة يصعب على الأطفال الرضاعة نتيجة لانسداد الأنف، ويكثر العطاس، ويصاب الطفل أحياناً بنوبات سعال تشتد أحياناً وتزعج الأهل هذا، بالإضافة إلى صعوبة التنفس والتي يجب ملاحظتها جيداً خاصة إذا صاحبها صفير وخفقان أجنحة الأنف، وانخفاض التجويف الموجود فوق عظام القفص الصدري وحدوث تلك الأشياء دلالة على شدة المرض فاستمرارها مع رفض أو قلة الرضاعة قد يشعر الطفل بالنعاس واضطراب الوعي أو الازرقاق. وهذا يستدعي التدخل السريع من قبل الطبيب في المستشفى وربما يدخل إلى العناية المركزة لإنقاذه. ولكن في بعض الحالات تكون الحالة مستقرة وتحتاج إلى بعض الاحتياطات في المنزل.